توجّه الموظفون والطلاب إلى أماكن العمل والدراسة الجمعة للمرة الأولى في تاريخ الإمارات العربية المتحدة، بعد تغيير عطلة نهاية الأسبوع رسميا في الدولة الخليجية الثرية. وأعلنت الإمارات في ديسمبر الماضي عن تغيير عطلة نهاية الأسبوع إلى السبت والأحد وتقليص أيام العمل الأسبوعية من خمسة إلى أربعة أيام ونصف يوم، في خطوة تستهدف المواءمة مع أيام العمل في البورصات وأسواق المال العالمية، بالإضافة إلى البنوك. وتحدث البعض عن صعوبات في التكيف مع هذا التغيير، حيث اعتادوا أن يكون يوم الجمعة إجازة، لكن الكثيرين أبدوا ارتياحا. وأصبحت الإمارات البلد الخليجي الوحيد الذي لا يعتمد السبت والجمعة، حين يتوافد السكان إلى المساجد لأداء الصلاة الأسبوعية، يومي عطلة كاملين. وكانت الإمارات تعتمد عطلة نهاية الأسبوع من الخميس إلى الجمعة حتى عام 2006 عندما انتقلت إلى الجمعة والسبت في قطاعيها العام والخاص على حد السواء. وبدت المساجد الجمعة مكتظة بالمصلين الذين قدموا لأداء صلاة الجمعة، قبل أن يعود الكثير منهم إلى أعمالهم. وقال الباحث في الشأن الاجتماعي عبدالله النعيمي في تغريدة على تويتر "لدي شعور أن تجربة الإمارات الناجحة جدا في ترحيل الإجازة إلى السبت والأحد، وتحويل الجمعة إلى يوم عمل مخفف، ستكمل طريقها إلى دول عربية أخرى كثيرة.. المساجد اليوم عامرة بالمصلين، حتى عدد من حضروا الفجر جماعة، أتوقع أنه أكبر من أي جمعة سابقة!". وبموجب الجدول الزمني الجديد، تقام صلاة الجمعة في مساجد الدولة بعد الساعة 13:15 ظهرا بالتوقيت المحلي (09:15 ت غ) على مدار السنة. وانقسمت بعض شركات القطاع الخاص حول التوقيت الجديد، حيث انتقل عدد منها إلى إجازة أسبوعية السبت والأحد فيما فضلت أخرى الإبقاء على الجمعة والسبت كعطلة نهاية الأسبوع. القرار الإماراتي يمثل خطوة جريئة ومهمة من شأنها أن تعزز تنافسية دولة الإمارات في قطاع الاقتصاد والأعمال على الصعيد الدولي وأجرت شركة "ميرسر" للاستشارات استطلاعا شمل 195 مؤسسة عمل، وقال 23 في المئة منها فقط إنها ستقوم بتقليص أيام العمل إلى أربعة أيام ونصف يوم، بينما قال أكثر من النصف إنها ستعتمد نظام نهاية الأسبوع الجديد. وقالت فاتي التي تعمل في شركة دولية للتوزيع ولم ترغب بالكشف عن اسمها الكامل "لحسن الحظ، سأحظى بنفس أيام العطلة مع أولادي ولكن الأمر يختلف مع زوجي". وأشارت إلى أن زوجها يعمل في شركة متعددة الجنسيات "لم تقم بتغيير جدول عملها حتى الآن. آمل أن تقوم بذلك بسرعة". ويرى خبراء اقتصاد أن هذا التحول استراتيجي لأنه يجعل الأعمال في الإمارات العربية المتحدة متناسقة مع الممارسات العالمية، ويؤكّد موقعها كمقر مهم للشركات الأجنبية. واعتبر الخبراء أن القرار الإماراتي خطوة جريئة ومهمة من شأنها أن تعزز تنافسية دولة الإمارات في قطاع الاقتصاد والأعمال على الصعيد الدولي، لكنها قد تثير بعض التحديات في علاقة بالتعاملات مع المحيط الخليجي والإقليمي بشكل عام. ووجد استطلاع "ميرسر" أن قرابة ثلث الشركات تشعر بالقلق من تباين أيام العطلة الأسبوعية مع دول أخرى في المنطقة. وتشير رنا التي تعمل في شركة تنظيم فعاليات إلى أن بعض الفرق ستضطر للعمل الأحد، موضحة "نعمل كثيرا مع مصر والسعودية". وبدا مركز دبي المالي العالمي حيث يعمل كثيرون عن بعد هادئا صباح الجمعة على خلفية الإجراءات المتعلقة بمواجهة كورونا. وأشار أحمد البلبيسي (34 عاما) الذي يعمل في القطاع المصرفي "اليوم أول جمعة عمل ولكنه شعور غريب قليلا"، مستدركا "بالنسبة إلي فإن الأمر منطقي على الأقل في القطاع المصرفي. نحن نعمل الآن في نفس اليوم كغيرنا من دول العالم". وقال عمر الشامسي "أول يوم عمل رسمي الجمعة بدولة الإمارات! تجربة جديدة ورائعة لتعزيز جودة حياة الموظفين".