أنس البلوشي: معظم تصاميمي مستمدة من الخيال

  • 11/17/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقال إن سر النجاح، هو أن تعمل في ما تحب، ليصبح العمل بالنسبة إليك متعة تتقاضى عليها أجراً، هذه هي قصة أنس البلوشي باختصار، فالبعض يهوى متابعة الأفلام، والآخرون قد يعشقون القراءة أو الكتابة أو السباحة أو غيرها من الهوايات، أنس يعشق التصميم، فعلى الرغم من كونه يعمل مقابل أجر يتقاضاه نظير تصاميمه الإعلانية المبدعة، إلا أن أنس في النهاية يستمتع بما يفعله، كما يستمتع أي منا بممارسته لهوايته المفضلة، عن أنس وقصة الإعلانات التي تجمع بين الواقع والخيال، كان لنا معه هذا الحوار: على الرغم من كونه مازال طالباً على مقاعد الدراسة في الكلية التقنية العليا في سلطنة عمان، إلا أن اسم أنس البلوشي بدأ يلمع في عالم الاتصالات التسويقية والإعلانات الإبداعية التي تلفت الانتباه وتصل إلى المتابعة بمنتهى السهولة والسرعة مع قوة التأثير، بدايته مع التصميم مشابهة لبداية أي مصمم آخر، شغف بالتعبير الرسومي، وموهبة تستحق أن تظهر للعلن، إلا أن أنس عرف منذ البداية أنه لم يصل بعد إلى ما يسعى إليه، كان يعي أن لديه الكثير ليقدمه للعالم، عن بداياته، يقول: كانت بدايتي في هذا المجال من خلال تصميم المطبوعات بشكل عام، الكتيبات والمنشورات والهويات التجارية، لكني كنت أتساءل دوماً إن كان ذلك أقصى ما يمكن أن نقدمه كمصممين، كنت أسعى لتقديم تصاميم مختلفة عن السائد، عرفت أن جذب انتباه الجمهور منذ اللحظة الأولى ودفعهم إلى متابعة الإعلان بحاجة دوماً إلى صدمة من نوع ما، لاحقاً وجدت الجواب وكانت هنا نقطة البداية. يتابع أنس: من خلال بحثي المتواصل على الإنترنت، وجدت الكثير من الإعلانات التسويقية الذكية التي تنتشر بكثافة في الغرب، ولم تحظ بفرصة هنا في منطقتنا العربية عموماً، والخليجية على وجه التحديد، وقعت مباشرة في غرام هذه المدرسة العريقة، وشعرت بأنها تعبر عني وتفتح الباب أمام خيالي الذي لا تحده حدود. سر هذا النوع من التصميم الإعلاني هو دمجه بين الخيال والواقع بأسلوب مبتكر، برسالة واضحة للمتلقي، عنصر البساطة هو حجر الأساس للتصميم الناجح، طور أنس أسلوبه في التصميم من خلال الممارسة المستمرة والعمل الدؤوب والبحث الدائم عن الجديد، ومتابعته لأعمال المصممين الأجانب الذين يقدمون أفكاراً مبهرة إنما ببساطة وذكاء. كما أن للدعم الذي تلقاه من الأهل والأصدقاء الذين أعجبوا بتصاميمه الطريفة والمبتكرة، كان له دور كبير في تطور أعماله وانتشارها، يقول: معظم أعمالي مستمدة من الخيال، بالطبع أحاول ترجمة الرسالة الأساسية للإعلان ولكن بصورة خيالية وليست واقعية مباشرة، مع وضع الجمهور المستهدف في الاعتبار، إنه عمل يتعلق بالمشاعر والخيال والإحساس بالموضوع بطريقة مختلفة. ويضيف: طبعاً في البداية يجب فهم الإعلان التسويقي والهدف المراد منه وأي الفئات هي المستهدفة، ثم تأتي مرحلة الابتكار والحصول على فكرة خيالية ذكية، وأحياناً أقوم باستخدام شخصية معينة في التصميم، وأدمج بين الواقع والخيال من خلال التصوير والتصميم. أنس اليوم من المصممين النادرين الذين يعملون وفق هذا الأسلوب في السلطنة، وهو يعتقد أنه لا يمكن لأي مصمم مهما كان بارعاً في عمله أن يطرق هذا الجانب من التصميم، إن لم يتمتع بمواصفات معينة، يقول: على المصمم الذي يريد اتباع أسلوب الدمج بين الواقع والخيال أن يتمتع بصفات عدة، أهمها بالفعل هو أن يكون صاحب نظرة ثاقبة، وأن يتمتع بحس خيالي واسع وقدرة على الابتكار حتى لا يكرر نفسه، ويكون قادراً على تقديم الجديد بشكل مستمر، وهذه العناصر معاً هي في اعتقادي ما يؤهل أي مصمم لتقديم أعمال مختلفة، يجب أن يكون المصمم حذراً عند غوصه في عالم الخيال، فأحياناً قد ينزلق التصميم إلى الابتذال، وهنا طبعاً يفشل العمل، يجب أن تكون فكرة التصميم ذكية ومعبرة وتخدم الهدف إلى الحد الأقصى.

مشاركة :