شدد مفتي مصر، شوقي علام، على «ضرورة الانتباه والتيقظ عند التعامل أو النقل من التراث». وأضاف أنه «من العوار أن نستصحب من التراث ما كان لما هو كائن الآن، وبعقل ليس فاهماً... فلا بد من الاستفادة من هذا التراث؛ لكن بعقل منفتح»، لافتاً إلى أن «هناك فتاوى قديمة خاصة بسياقها الزمني والمكاني، لا تصلح للتطبيق الحرفي الآن». وقال مفتي مصر، في بيان له، مساء أول من أمس، إن «الفتوى مستقرة في دار الإفتاء المصرية منذ زمن بعيد على مشروعية بناء الكنائس وترميمها وإصلاحها»، موضحاً أن «التجربة التاريخية المصرية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، أن المصريين جميعاً يعيشون في أخوة وتعاون وتكامل. وفتاوى دار الإفتاء وغيرها حريصة أشد الحرص على تعزيز هذه العلاقات الطيبة بين المصريين جميعاً». ولفت مفتي مصر إلى أن «النسيج المجتمعي المصري لم يميز بين مواطن وآخر، في منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام»؛ مشيراً إلى أنه «تم تتويج هذا التاريخ الطويل بافتتاح مسجد (الفتاح العليم)، وكنيسة (ميلاد المسيح)، في اليوم نفسه، وبحضور أكبر قيادتين دينيتين في مصر، وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي رسالة واضحة بأن المصريين جميعاً على قلب رجل واحد، وأن الرئيس هو رئيس كل المصريين، وهذا واضح وملموس في حصول جميع أطياف المجتمع على (الحياة الكريمة) بكافة جوانبها، ومن أجل مكافحة الفقر والجهل والمرض». وكان السيسي قد افتتح مسجد «الفتاح العليم»، وكنيسة «ميلاد المسيح»، في العاصمة الإدارية الجديدة، عشية احتفال الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد، يناير (كانون الثاني) عام 2019، في رسالة رمزية للتسامح، في البلد الذي يشكل المسلمون أغلبية سكانه، بنحو 90 في المائة. وحول المواطنة والعيش المشترك. أوضح مفتي مصر أن «أصحاب الفكر الوافد على بيئتنا المصرية قد جاؤوا بتأويلات (مخالفة) للسيرة النبوية، فقد أرسى النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الثقافة في كل مكان عاش فيه، فكان ذلك مع أهل مكة؛ حيث غرس فيهم العدل ولم ينعزل عنهم، حتى أخرجوه من مكة إلى المدينة التي كانت تضم مجتمعاً متنوعاً في الأعراق والديانات، فوضع (وثيقة المدينة المنورة) التي تعد دستوراً للعيش المشترك»، مشدداً على أن «الإسلام دين التعايش، ومبادئه تدعو إلى السلام، وتقر التعددية، وتأبى العنف؛ ولذلك أمر بإظهار البر والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة، فلم يجبر أحداً على الدخول فيه؛ بل ترك الناس على أديانهم، وسمح لهم بممارسة طقوسهم».
مشاركة :