قال مسؤولون واقتصاديون لـاليوم: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس وفد المملكة لقمة قادة دول مجموعة العشرين، في القمة حملت هموم منطقة الشرق الأوســط وأولوياته وخصوصا المتعلقة بتصدي المملكة لظاهرة الإرهاب ومحاربته بكل حزم وصرامة، مضيفين أن المملكة بعثت برسالة طمأنة للعالم بأنها مستمرة في سياستها المتوازنة، ومؤكدين أن عدمَ الاستقرار السياسي والأمني مُعيقٌ لجهود المملكة في تَعزيزِ النموِ الاقتصادي العالمي . وقال المختص الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة: إن كلمة المملكة أتت شاملة لاهتماماتها الأساسية باعتبارها هي الدولة العربية الوحيدة العضو في مجموعة العشرين، مؤكداً أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تحمل الهموم والأولويات المتعلقة بالشرق الأوسط، وإن كان شق مهم وأساسي منها اقتصاديا إلا أن الجانب الأمني هو الأساس لأي تنمية اقتصادية واستقرار اجتماعي، وحملت الكلمة عدة معاني خصوصا أن المنطقة تعيش أحداثا كبيرة، التي تؤثر على التنمية في منطقة الشرق الأوسط. وقال عضو لجنة المقاولين بغرفة الشرقية محمد برمان اليامي: إن الأداء الاقتصادي في مجموعة الدول العشرين منذ أزمة المال العالمية وحتى الآن معظم الدول في تعثر في الأداء الاقتصادي وانخفاض معدلات النمو المتحققة في دول المجموعة العشرين تقل عن 2 في المائة، وما زالت الجهود مطلوبا بذلها لإعادة الحيوية للاقتصاد العالمي، ومساعدة مجموعة العشرين البلدان على تحقيق معدل نمو اقتصادي أعلى باعتبار أنها تشكل نحو 85 في المائة من الاقتصاد العالمي، وبالتالي لا يمكن أن يتعامل الاقتصاد العالمي من أثر أزمة المال العالمية إلا إذا استطاعت دول مجموعة العشرين أنها تحسن أداء اقتصاداتها. وذكر اليامي: إن المملكة من الدول القلائل من مجموعة العشرين التي استطاعت خلال السنوات الماضية الحد من أزمة المال العالمية في تحقيق معدلات نمو اقتصادي متوازنة سنويا ؛ وهذا يعتبر معدل نمو عاليا، ويعتبر من أعلى المعدلات التي تحققت في دول مجموعة العشرين. وأضاف: إن كثيرا من الإشكالات التي تعوق التنمية كثرة الأزمات العالمية التي تستهلك جزءا كثيرا من ثروات البلدان والصراعات أو بالصرف على التسلح والحروب وهذه موارد تتوجه إلى النمو الاقتصادي وتطوير القدرات الإنتاجية في هذه البلدان وبالتالي إعطاء دفعة للاقتصاد العالمي. وقال: إن كلمة الملك – حفظه الله - سلطت على أن المملكة عانت مِن الإرهاب، وحرِصت على مُحاربته بكُلِ صرامةٍ وحزمٍ، والتصدي لمنطلقاتهِ الفكريةِ، خاصةً تلكَ التي تتخذُ مِن تعاليمِ الإسلامِ، مضيفاً أن الكلمة حملت رسائل الوسطيةَ والسماحةَ في منهج الإسلام، وتعاون المملكة بكلِ قوةٍ معَ المجتمعِ الدولي لمواجهةِ ظاهرةِ الإرهابِ أمنياً وفكرياً وقانونيا، وقال: اقترحت المملكةُ إنشاءَ المركزِ الدولي لمُكافحةِ الإرهابِ تحتَ مظلةِ الأممِ المتحدةِ وتبرعت له بمائةٍ وعشرةِ ملايينِ دولار، ودعا الدولَ الأخرى للإسهامِ فيهِ ودعمِه لجعلهِ مركزاً دولياً لتبادُلِ المعلوماتِ وأبحاثِ الإرهابِ. واوضح المختص الاقتصادي على الكعبي: إن المملكة في قمة مجموعة العشرين حملت هموم منطقة الشرق الأوســط وأولوياته، خصوصا المتعلقة بضرورة حل شامل وعادل للنزاع بمنطقة الشرق الأوسط، وتأكيده على أهمية التوازن بين تحقيق النمو والسلم العالمي، مؤكدا أن المملكة تسعى في تحقيق معدلات نمو لاشك أنها جهود مهمة في رفاهية شعوبها، وتحقيق معدلات نمو عالية لاشك أنها تخدم السلم الاجتماعي والسلم العالمي، لأن معدل النمو يشكل أهم حجر في تحقيق احتياجات المجتمعات الضرورية، والدول التي تحقق معدلات نمو عالية دائما تكون أكثر استقراراً من الدول التي يوجد لديها مشاكل. وأضاف الكعبي، في تعليقه على ما ورد في كلمة خادم الحرمين في قمة العشرين: إن المملكة توظف جهدها بشكل كبير في القطاع النفطي لتحقيق معدلات تنمية في القطاع غير النفطي وهي أهم عنصر لتنويع الاقتصاد والدخل، وتعول المملكة بشكل كبير على نمو وزيادة مساهمة الاقتصاد غير النفطي لأنه أكثر استدامة، وجميع جهود المملكة عبر خطط التنمية المتتالية، كان دائما الهدف الأول تنويع مصادر الدخل وأهمها هو زيادة مساهمة القطاع غير النفطي، مثابرة المملكة على تحقيق هذا الهدف لاشك أنه يعكس الأهمية القصوى، لأنه ارتباط في تحقيق معدلات نمو مستدامة، وفي اقتصاد المملكة وتوسيع النمو في قطاعات مختلفة. وأضاف: إن الملك أشار إلى أن المملكة أمامَ فرصةٍ مواتيةٍ للتعاونِ وحشدِ المبادراتِ للتوصلِ إلى حلولٍ عالميةٍ حقيقيةٍ للتحدياتِ المُلحةِ التي تواجهنا، سواءً في مكافحةِ الإرهابِ أو مشكلةِ اللاجئينَ أو في تعزيزِ الثقةِ في الاقتصادِ العالمي ونُموهِ واستدامته.ِ ونحنُ على ثقةٍ من خلالِ التعاونِ بيننا في أنّنا نستطيعُ تحقيقَ ذلك.
مشاركة :