نجح حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد في أن يأسر قلوب التونسيين في زمن قياسي، حتى بات ملهما للكثير من الشباب وهو في سن الـ18 عاما. ويحمل اللاعب آمال التونسيين في أن يحصد منتخب “نسور قرطاج” اللقب الثاني في سجل مشاركاته ببطولة كأس أمم أفريقيا، وذلك عبر نسخة البطولة المقبلة المقررة بالكاميرون، بعد أن توج المنتخب التونسي بلقبه الأول في نسخة عام 2004 التي أقيمت على أرضه. ولم يمر على ضم حنبعل، المولود في فرنسا والحامل للجنسية الفرنسية، إلى صفوف منتخب تونس سوى بضعة أشهر، حيث نجح الاتحاد التونسي في مايو الماضي في استقطابه لتمثيل منتخب نسور قرطاج بدلا من اللعب للمنتخب الفرنسي. ومع ذلك، تمكن اللاعب الصاعد من أن يقدم أوراق اعتماده بشكل متميز في أول بطولة كبيرة رسمية يشارك فيها، بعد ظهوره بشكل متقطع في بعض اللقاءات. وقدم المجبري مستويات رائعة مع منتخب تونس خلال مباريات كأس العرب 2021 التي أقيمت مؤخرا في قطر، وحصل على جائزة أفضل لاعب في مباراتين وساهم في وصول تونس إلى المباراة النهائية قبل الهزيمة بشق الأنفس في الشوطين الإضافيين أمام الجزائر. وكانت البطولة بمثابة البساط الطائر للاعب الذي نجح في أن يصنع لنفسه نجومية متفردة ويتحول إلى حبيب الجماهير الأول في المدن التونسية. ولا يخفي اللاعب في تصريحاته المتكررة سعادته بتواجده مع منتخب تونس وتطلعه إلى كتابة التاريخ مع نسور قرطاج. ويتبرك التونسيون بلقب حنبعل الذي يجسد القائد العسكري الأسطوري لقرطاج، مبدع التكتيكات الحربية الذي ذاع صيته في العصور الوسطى وأصبح مرجعا في الأكاديميات العسكرية المعاصرة. ويظهر اللاعب في كثير من تدوينات المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي في صور مركبة وهو حامل لدرع حنبعل يتقدم كتيبة حربية تقود قطيعا من الفيلة، في إشارة إلى المسيرة الملحمية للقائد العسكري في طريقه لغزو روما عبر جبال الألب. انتشار كأس أمم أفريقيا التي تنطلق منافساتها في الكاميرون ستكون ثاني اختبار حقيقي لحنبعل المجبري بعد كأس العرب يمكن ملاحظة انتشار تسريحة شعر اللاعب المميزة والشبيهة بتسريحة شعر نجم الكرة الكولومبي السابق كارلوس فالديراما، في صفوف الأطفال في وقت تزداد فيه الآمال الشعبية بميلاد نجم كبير في تونس. وعززت هذه الآمال اختيار موقع “أفريكا فوت” المجبري كأفضل موهبة صاعدة في أفريقيا في عام 2021. وأشاد الألماني رالف رانغنيك المدير الفني لمانشستر يونايتد بخصال اللاعب وقال إنه يتطلع لرؤيته بشكل منتظم مع الفريق الأول بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا. وقال أسطورة كرة القدم التونسية طارق ذياب في تصريحات صحافية “يحسب للمجبري أنه لعب أساسيا في كأس العرب. تم اختباره في مركز وسط الهجوم والرواق الأيسر وكلاعب ربط، هو متميز في التمرير، ينظر ويمرر بسرعة وتمريراته صحيحة لكنه ليس رقم 10 حتى الآن”. وأضاف “هو رقم 8 بامتياز، ربما في المستقبل لو أعاره مانشستر يونايتد لفريق آخر من أجل مشاركة أكثر في المباريات، فستكون له إضافة كبيرة للمنتخب”. وستكون كأس أمم أفريقيا التي تنطلق منافساتها في الكاميرون الأحد ثاني اختبار حقيقي للمجبري بعد كأس العرب، لكن محللين حذروا من المبالغة في امتداحه وزيادة الضغوط عليه. وقالت الإعلامية اعتدال المجبري “ربما يشكل ذلك ضغطا عليه باعتبار أنه إنسان قبل كل شيء ولاعب يريد من أعماقه التميز، لكن في نفس الوقت حنبعل دائما ما برهن على ثبات قدميه على الأرض وأنه يحسن في الوقت نفسه التحكم في الضغط”. ولد المجبري في الثاني والعشرين من يناير 2003 في فرنسا وبدأ يتعلم أبجديات كرة القدم في نادي إف سي باريس وهو في سن السادسة. وفي عام 2017 انتقل إلى نادي كليرفونتان، حيث بقي لفترة قصيرة في أكاديميته، ومنه إلى بولونيو بيلانكورت، قبل أن ينتقل في 2018 إلى موناكو. وسلطت الأضواء على حنبعل في موناكو، ما دفع مانشستر يونايتد لضمه إلى فريق الشباب مقابل 10 ملايين يورو في 2019. ونال المجبري جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لأقل من 23 عاما في موسم 2020 – 2021، قبل أن يخوض في مايو الماضي أول مباراة مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد ضد وولفرهامبتون. اختيار تونس ☚ حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد نجح في أن يأسر قلوب التونسيين في زمن قياسي حتى بات ملهما للكثير من الشباب ☚ حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد نجح في أن يأسر قلوب التونسيين في زمن قياسي حتى بات ملهما للكثير من الشباب مثل حنبعل فرنسا في مستويين تحت 16 و17 عاما، لكنه اختار اللعب لتونس مع منتخب الرجال بما أنه يحمل الجنسية التونسية، باعتبار أن والديه من تونس. وقال موهبة مانشستر إن الاختيار كان صعبا وتطلّب العديد من الاجتماعات مع العائلة. وأضاف “أعتقد أننا قمنا بالاختيار الصحيح وأنا فخور بذلك.. تونس هي بلدي وبلد والدي ووالدتي.. إنهما يشعران بالسعادة لأنني اخترت تمثيل تونس، لقد كان ذلك بمثابة الهدية لهما”. ولعب المجبري أول مباراة مع نسور قرطاج في يونيو الماضي في مواجهة الكونغو الديمقراطية الودية، رغم وجود إغراءات لضمه من قبل فرنسا. كما ساهم بشكل كبير في وصول تونس إلى نهائي كأس العرب الشهر الماضي، حيث نال لقب أفضل لاعب في مباراتي الإمارات (الجولة الثالثة) ومصر (نصف النهائي). تألق المجبري في كأس العرب مكّنه من نيل لقب أفضل لاعب أفريقي صاعد من خلال استفتاء موقع “فووت أفريكا”. وحاز صاحب الـ18 عاما على 469 ألف صوت بنسبة 55.64 في المئة، متقدما على الجزائري آدم زرقان (21 عاما) الذي تحصل على 35.88 في المئة والبوركيني أدموند تابسوبا (22 عاما) الذي حصل على 4.24 في المئة من الأصوات. وأكد مدرب مانشستر يونايتد الألماني رانغنيك أنه يتطلع لأن يصبح المجبري جزءا من الفريق الأول، وذلك بعد مشاركته في كأس أمم أفريقيا. وقال رانغنيك في تصريح سابق “أنا على يقين تام من أنّنا نملك لاعبا آخر موهوبا جدا قادما من شبان الفريق، ونأمل أن يتدرب معنا بانتظام وأن يكون جزءا من مجموعتنا بعد كأس أمم أفريقيا”. ويأمل حنبعل، الذي أكد أنه يقتدي بزيدان وإنييستا ورونالدينيو، أن يكتب مع نسور قرطاج صفحة جديدة في تاريخ الكرة التونسية، ليساهم في تتويج أفريقي جديد ظلت الجماهير تنتظره 17 سنة كاملة وعبر المجبري النجم الصاعد لمنتخب تونس ونادي مانشستر يونايتد الإنجليزي عن سعادته الكبيرة بتجديد العهد مع نسور قرطاج، بعد فترة وجيزة من الإنجاز العام الذي تحقق في كأس العرب فيفا قطر 2021. وقال في تصريح صحافي “مازلت أتذكر الجماهير التونسية الرائعة التي ساندتنا ودعمتنا في قطر، وأنا أشكر كل التونسيين على وسائل الدعم والتشجيع التي وصلتني، ولذلك عليّ أن أبذل كل ما لدي لأكون في مستوى هذه الثقة الكبيرة وأشرف القميص الذي أرتديه”. وتابع “آمل أن أحصل على المزيد من الألقاب الفردية والجماعية، وعلينا من الآن التركيز على ‘كان’ الكاميرون التي نأمل أن نذهب فيها بعيدا وننافس بقوة على اللقب.. قوتنا في منتخب تونس روح الجماعة وسنثبت ذلك مجددا في المسابقة الأفريقية”. وعن رأيه في تنويه المدير الفني لمانشستر يونايتد رانغنيك بما قدمه مع منتخب تونس في كأس العرب، قال المجبري “لقد تحدث معي المدرب وعبر لي عن إعجابه بما قدمته طيلة البطولة، كما أعجب بمنتخب تونس ككل”. الامتياز للومير تونس توجت بالكأس القارية تحت قيادة المدرب الفرنسي روجيه لومير يستعد نسور قرطاج لخوض غمار بطولة أمم أفريقيا، حيث سيوقعون على مشاركتهم الـ20 في المسابقة العريقة. وقد شارك منتخب تونس من قبل في نهائيات كأس أمم أفريقيا 19 مرة، قاده فيها 14 مدربا، بواقع 9 أجانب و5 محليين. وتعود أول مشاركة للمنتخب التونسي إلى عام 1962 في إثيوبيا، وهي النسخة التي أنهاها في المركز الثالث بقيادة المدرب اليوغوسلافي فرانك ماتوزيتش. ولم ترتق المشاركة الثانية عام 1963 في غانا إلى المستوى المأمول، حيث خرج المنتخب من الدور الأول تحت إشراف المدرب الفرنسي أندريه جيرار الذي ترك مكانه للتونسي مختار ناصف لقيادة النسور في دورة 1965 التي استضافتها تونس. وتمكنت تونس في تلك النسخة من بلوغ النهائي الذي انهزمت فيه أمام غانا 2 – 3. وفي دورة 1978 بغانا وصل المنتخب التونسي المربع الذهبي بقيادة المدرب عبدالمجيد الشتالي، قبل أن يغيب عن نسخة 1980 في نيجيريا. وعاد المنتخب إلى النهائيات القارية من خلال بطولة ليبيا 1982 التي قاده فيها المدرب البولندي ريزارد كوليزا وفشل حينها في تخطي الدور الأول. وفي نسخة 1994 التي أقيمت في تونس، وخلافا لكل التوقعات، عجز صاحب الأرض عن تجاوز الدور الأول، بقيادة جهاز فني وطني ترأسه في البداية يوسف الزواوي، ثم فوزي البنزرتي في مرحلة ثانية. وقاد المدرب الفرنسي ـ البولندي هنري كاسبارزاك نسور قرطاج في كان 1996 بجنوب أفريقيا إلى النهائي الذي خسروه أمام أصحاب الأرض بثنائية نظيفة. ولم يستطع كاسبارزاك تكرار هذا الإنجاز في دورة 1998 التي اكتفى فيها النسور بإدراك ربع النهائي، قبل أن ينهوا كان 2000 في المركز الرابع، بقيادة المدرب الإيطالي فرانشيسكو سكوليو. وفي دورة مالي 2002 كانت مشاركة المنتخب التونسي تحت قيادة المدرب الفرنسي هنرى ميشيل مخيبة للآمال، حيث عجز عن تخطي الدور الأول. واستضافت تونس النهائيات الأفريقية للمرة الثالثة في تاريخها عام 2004، لتتوج بالكأس القارية تحت قيادة المدرب الفرنسي روجيه لومير، الذي لم يستطع أن يكرر نفس الإنجاز سواء في دورة مصر 2006 أو غانا 2008، حيث غادر من ربع النهائي في المناسبتين. وفي كان 2010 بأنغولا خرج منتخب تونس من الدور الأول بقيادة المدرب البنزرتي. واحتضنت الغابون دورة 2012، التي أدرك فيها النسور الدور ربع النهائي تحت إشراف المدرب التونسي سامي الطرابلسي الذي فشل في تأهيل المنتخب للدور الثاني من نسخة 2013. وفي كان 2015 بغينيا الاستوائية لم تكن المشاركة التونسية أفضل من سابقتها، بما أن المسيرة توقفت مع المدرب البلجيكي جورج ليكينز عند حدود ربع النهائي. وهي نفس الحصيلة التي تحققت أيضا في كان 2017 بالغابون مع المدرب الفرنسي ـ البولندي كاسبارزاك. وفي دورة مصر 2019 أدرك منتخب تونس الدور نصف النهائي بقيادة المدرب الفرنسي آلان جيريس، قبل أن ينهي المسابقة في المركز الرابع.
مشاركة :