أعلن المصرف الوطني السويسري (المصرف المركزي) أمس إطلاق عملية التبادل المباشر بين اليوان الصيني والفرنك السويسري ما يشكل خطوة مهمة نحو إنشاء سوق لصرف اليوان في سويسرا. وتأتي هذه الخطوة قبل نحو أسبوعين من تنفيذ توصية صندوق النقد الدولي بإدراج العملة الصينية في سلة العملات القياسية للصندوق، وقبل 10 أشهر من بدء تطبيق القرار في أيلول (سبتمبر) 2016. وتستند عملية المقايضة الثنائية إلى أساس قاعدة رسمية لتبادل العملات اتفق عليها الجانبان يستند جوهرها على أن أي مبادلة لليوان مقابل الفرنك وبالعكس، ينبغي أن تسهم في تخفيض تكاليف التحويل التي يتحملها المشغلون أو التجار في الأسواق. وقال المصرف السويسري في بيان إن التبادل المباشر سيسهم في تيسير وتشجيع استخدام اليوان في العمليات التجارية العابرة للحدود بين الشركات والمؤسسات المالية، واعتبر المصرف هذا التبادل الجديد بمثابة خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين الصين وسويسرا. وكان المصرف المركزي السويسري ونظيره "بنك الشعب الصيني"، قد وقعا في تموز (يوليو) عام 2014 اتفاقية للمبادلة الثنائية، أعقبتها مذكرة تفاهم في كانون الثاني (يناير) 2015، وشكَّل هذان النصان الشروط الضرورية لإنشاء هذه السوق في تبادل العملتين، وفقا لبيان المصرف. ونص الاتفاق على أن يضع المصرف السويسري جزءًا من احتياطياته من العملات الأجنبية في سوق السندات الصينية، وقد قدرت في حينه بحدود ثمانية مليارات فرنك. وكان هذا النص بمثابة شرط أساسي لتطوير سوق اليوان في سويسرا. وأوضح المصرف أن الفرنك واليوان يمكن مبادلتهما منذ الآن بصورة مباشرة، ولم تعد هناك حاجة إلى تحويل اليوان أو العملتين بالمرور عبر الدولار أو عملات أخرى. وأضاف أن سعر صرف العملتين إزاء كل منهما سيُنشر كل يوم بعد التشاور مع المشاركين في السوق. ويسمح اتفاق المقايضة الثنائية للمصرفين المركزيين « شراء وبيع اليوان والفرنك لمبلغ أقصى قدره 150 مليار يوان، أو 21 مليار فرنك، وحتى الآن، تواصل السلطات الصينية الإشراف من كثب على تحويل اليوان إزاء العملات الأجنبية الأخرى. وحسب المحللين الماليين، فإنه لا يمكن لليوان عموماً أن يتقلب مقابل الفرنك إلا في نطاق 5 في المائة، أما نطاق معدل تقلبه مقابل الدولار، فهو بحدود 2 في المائة. ويقف العملاق الآسيوي بين الشركاء التجاريين الرئيسين لسويسرا، ووفقا لآخر مسح لإدارة الجمارك السويسرية، فإن صادرات الصين إلى سويسرا بين كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر) هذا العام بلغت 8.87 مليار فرنك. وفي الفترة نفسها، صدَّرت سويسرا إلى الصين ما قيمته 6.37 مليار فرنك من السلع والخدمات ولا سيما في قطاع صناعة الساعات والمستحضرات الصيدلانية، وكان البلدان قد أبرما في عام 2013 اتفاقاً طموحاً للتجارة الحرة، وهو لا يزال حتى الآن الأول من نوعه بين الصين ودولة من القارة القديمة.