لمواجهة «جيمس بوند».. ألمانيا تبتكر عميلها السري الخاص

  • 11/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كان هناك قلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تتركه أفلام "جيمس بوند" في الشباب في ألمانيا الشرقية. لهذا السبب، استحدث أحد الاستوديوهات السينمائية المملوكة للدولة عميلا سريا لينافس "العميل 007". يستعرض "توماس روجرز" ثقافة شعبية تحيط بشخصية بطل شارك في الحرب الباردة، على الجانب الآخر من "الستار الحديدي". كان المسلسل التلفزيوني "داس أونزشيبار فيزييه" ويعني: (درع غير مرئي) مسلسلا ناجحاً في ألمانيا الشرقية في سبعينيات القرن الماضي. هناك مشهد في حلقة من الحلقات الأخيرة لهذا المسلسل ينسجم بسهولة مع أي من أفلام "جيمس بوند" في هذه الحقبة. يطارد "ألكسندر"، وهو عميل وسيم مولع بقمصان بنية اللون ذات أزرار، منظمة تعتزم إجراء اختبار غاز أعصاب له تأثيرات عصبية وعقلية، على مدينة ألمانية. لا يشك أحد في أن "ألكسندر" عميل سري: فهو يعمل أثناء النهار في الدعاية والإعلان، ولكن عندما تأتيه الأوامر، فإنه يستخدم ذكاءه ومهاراته القتالية ليحمي المواطنين الألمان من أي أذى. عُرض مسلسل "داس أونزشيبار فيزييه" " على شاشة تلفزيون ألمانيا الشرقية بين أعوام 1973 و 1979. في عالم هذا المسلسل، يظهر عملاء "شتازي" باعتبارهم الأبطال الحقيقيين للحرب الباردة، وأنهم فقط القادرون على إبقاء ألمانيا سالمة آمنة من ائتلاف مشين من الأمريكيين والألمان الغربيين والنازيين المتعصبين. بل عن اتحاد ألمانيا الشرقية والغربية، كان المسلسل معروفاً عند الألمان الشرقيين فقط. لكن منذ توحيد شطري البلد، أصبح للمسلسل جمهور من المعجبين من ألمانيا الغربية أيضا. لم يعد الفضل في ذلك إلى براعته فقط، بل إلى أسلوبه في تقديم مرآة سياسية مثيرة تعكس أفلام التجسس الغربية. جرى إنتاج مسلسل "داس أونزشيبار فيزييه" من جانب استوديوهات "ديفا" المملوكة للدولة. وكان الهدف، ولو جزئياً، هو مواجهة الشعبية التي حظي بها "بوند" في ألمانيا الشرقية خلال ستينيات القرن الماضي، وأيضاً لمواجهة الخطورة الكامنة في رسالة "بوند" الموجهة للشباب في ألمانيا الشرقية. رغم أن أفلام "جيمس بوند" خففت من معاداة الشيوعية الموجودة في مؤلفات "إيان فليمنج"، التي تحولت فيها، على سبيل المثال، منظمة "سميرش" السوفيتية إلى عصابة "سبكتر" الشريرة نوعا ما، فإن تلك الأفلام كانت لا تزال سلاحا ً فعالاً في الحرب الثقافية بين الشرق والغرب. صوّرت شخصية "بوند" أحد عملاء المخابرات البريطانية الذي يتمتع بنفوذ واسع جدا وله القدرة على فعل أي شيء، فهو شخص ماكر، وفي أغلب الأوقات نراه مسيطراً بشكل محكم على الأحداث العالمية. وكما يقول المؤرخ "دومينيك ساندبرووك" في إحدى مناقشاته بحسب "بي بي سي"، "فإن تركيز الأفلام على الأجهزة والأدوات، مثل الأقلام المتفجرة، لم يكن إلا احتفاءً مستترا بالرأسمالية البريطانية ما بعد الحرب العالمية الثانية". كردّ فعل على ذلك، أنتجت استديوهات "ديفا" في عام 1963 نوعية من أفلام التجسس عن ألمانيا الشرقية عُرفت بأفلام "كوندزشافتر" أو"الاستطلاع"، وذلك بعد سنتين من بناء "جدار برلين". أول أفلام "كوندزشافتر" هذه كانت بعنوان "لأجل عينيك فقط"، وأخرجها يانوش فيتسي. يدور الفيلم حول جاسوس من ألمانيا الشرقية يخترق أجهزة مخابرات ألمانيا الغربية ليمنع غزواً غربياً لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. بطل الفيلم، "هانسن" شخص مثالي من ألمانيا الشرقية: رجل مخلص لزوجته وأسرته.

مشاركة :