الأزمة تزداد تعقيدا.. خيار الحوار يتعثر في السودان

  • 1/9/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن «الانسداد السياسي» في السودان، دخل مرحلة أكثر تعقيدا، مع رفض القوى السياسية المدنية، و«لجان المقاومة»، والمشاركون في احتجاجات الشارع، سيطرة العسكريين على السلطة، مثلما ترفض ماركة الأحزاب السياسية في التظاهرات ضد العسكريين. وسبق أن اعترض عدد من المتظاهرين طريق قادة سياسيين خلال محاولة المشاركة في الاحتجاجات، مبررين ذلك بأن السياسيين جزء من الأزمة السياسية في البلاد. اعتراض  إطلاق الأمم المتحدة «عملية سياسية» بينما تسعى الأمم المتحدة لإطلاق عملية سياسية تهدف إلى إنهاء الأزمة في البلاد.. وقالت أمس السبت، إنها ستدعو القادة العسكريين والأحزاب السياسية والفصائل السودانية الأخرى للمشاركة في «عملية سياسية» تهدف إلى إنهاء الأزمة.. أطلقت لجان المقاومة في أحياء المدن السودانية حملة احتجاجات مستمرة تحت شعار «لا تفاوض».. ومن جانبه أكد تجمع المهنيين السودانيين، رفضه التام لدعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة «يونيتامس» فولكر بيرتس، لمشاورات الحوار وعملية سياسية بين أصحاب المصلحة السودانيين. وقال في بيان له اليوم، إن الدعوة تسعى للدفع «تجاه التطبيع مع المجلس العسكري الانقلابي وسلطتهم الفاشية» على حد تعبيره. خيارات صعبة أمام البرهان وأكد التجمع في بيانه، تمسكه باللاءات المعلنة من قبل القوى الثورية الحية، (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية)، وتبنيه القاطع للأدوات المتنوعة التي أشهرها الشعب في المقاومة السلمية حتى انتزاع سلطة الشعب المدنية الخالصة وتأسيسها على الشرعية الثورية. وبات واضحا، أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وجد نفسه أمام خيارات صعبة، في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها السودان، وسط استمرار احتجاجات الشارع المطالب بالحكم المدني الكامل. وكان البرهان أكد ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف كافة؛ للخروج ببرنامج توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية.. مؤكدا أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة؛ من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير في طريق التحول الديمقراطي، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني. وعلى نفس المسار وبنفس الرؤية تقريبا، يرى المحلل السياسي السوداني، عبده مختار، أن البرهان عليه أن يستمر في التشاور مع القوى السياسية، بالرغم من الصعوبة التي يمكن أن يجدها من قوى إعلان الحرية والتغيير، المجلس المركزي، التي رفعت شعار «لا تفاوض لا شراكة».. وقال مختار، إن الحل هو تداعي قوى حريصة على استقرار السودان، بأن تتوحد لاختيار رئيس مجلس وزراء جديد مستقل، إضافة للاستغناء عن مجلس السيادة الحالي، وأن تكون هناك لجنة أمنية فقط. من المرجح المزيد من عدم الاستقرار في السودان وفي المقابل، اعتبر القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، المعز حضرة، أن «أمام البرهان خيارا واحدا وهو تسليم السلطة للمكون المدني، بعد أن قال الشارع كلمته».. ودعا المتحدث الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل، عادل خلف الله، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى تسليم السلطة للمدنيين..وأضاف أن الشارع السوداني لن يقبل خلاف سلطته المدنية التي خرج من أجلها. ويؤكد سياسيون ونشطاء في السودان، ، أن الحوار هو الخيار الأمثل بالاستناد على مدنية الدولة وترتيب الأولويات والتمهيد والتحضير للانتخابات 2023، ولكن هناك خلافا فقط على آليات تنفيذ خيار الحوار. ويقول محللون ودبلوماسيون إن من المرجح أن يحدث المزيد من عدم الاستقرار في داخل السودان وعلى حدوده إذا لم يكن هناك طريق نحو انتقال للسلطة وانتخابات يوثق بنزاهتها.

مشاركة :