سعودة مهنة عامل النظافة تثير سجالا في المملكة |

  • 1/10/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت دعوة الكاتب السعودي عادل محمد عبده إلى سعودة مهنة عامل النظافة ضجة واسعة في المملكة، حيث اعتبرها كثيرون استفزازية، وتضرب طموحات الشباب السعودي في مقتل. وحث عبده في لقاء تلفزيوني على توطين مهنة عامل النظافة، مشيرا إلى أنه بالإمكان الاشتراط على الراغبين في الخروج في بعثة حكومية، أو الذين يريدون دخول العسكرية أو حتى كلية الطب، العمل قبل ذلك في التنظيف لمدة ستة أشهر. واقترح أن يتم رفع راتب عامل النظافة من معدل يتراوح بين ثلاثمئة وستمئة ريال يتقاضاها العمال الأجانب حاليا إلى أجر مناسب يجذب السعوديين. ورأى الكاتب أن طريقة تعامل البلديات في المملكة مع مهنة عامل النظافة خاطئة، مشيرا إلى أنه لا يتفق معها، إذ يجب إعادة تنظيمها، ووضع نظام كامل لها، معتبرا أنه في حال اتخاذ إجراءات جدية لتنظيمها فإنه يمكن سعودة المهنة بشكل كامل. واستنكر عادل عبده رفض البعض مثل هذه المهن، مؤكدا أنه حتى في دول العالم المتقدمة يعمل المواطنون بها، وأن القانون في المملكة لا يحظرها على المواطنين. ويبدو أن تصريحات عبده لم تستسغها حتى الجهات الحكومية التي سارعت للرد عبر مستشار الموارد البشرية بدر العنزي، الذي قال “الأستاذ عادل يتحدث عن تصور شخصي لديه، ونحن لدينا نحو أربعة عشر مليون وافد، الأولى أن نوطّن وظائفهم”. بدر العنزي: هذه المهنة تقتل طموح الشباب السعودي وأضاف العنزي “هناك وظائف كالتمريض والهندسة المفترض أن نبدأ بتوطينها وتطويرها، وهذا الطرح يُقبل إذا كانت هناك حاجة ماسة لهذا الموضوع”، مشيرا إلى أن خمسين في المئة من المهن لا تتناسب مع السعودي حيث إن راتب خمسة آلاف ريال ليس أجرا مناسبا له. واعتبر المستشار الحكومي أن “العمل في مجال النظافة من شأنه أن يقتل الطموح لدى الشباب السعودي، وخاصة عندما يكون الشاب في بداية حياته، ولذلك فإن توطين السعوديين في هذه المهنة سوف يتم في أضيق الحدود (إن حصل)، وهناك العديد من الوظائف الأخرى التي تحتاج إلى عمل السعوديين بها، ومنها المهن التقنية، الهندسة، والتمريض، وفي حالة احتياج الشباب السعودي للعمل في مهنة النظافة فإن الأمر يتطلب المزيد من الدراسة وتوفير العوامل المناسبة لهم”. وعلّق العنزي في تصريح آخر “السعوديون لا ينقصهم الاستفزاز، وهذا الكلام ممكن أن نقبله من غير السعودي والدولة لديها مبادرات لم تتطرق لهذه المهنة، فمَن لا يملك شهادة يمكن تدريبه وتأهيله والأجانب يعملون في القطاع الخاص وفي مهن متميزة وبعضهم لا يحملون شهادات ودربناهم وعلمناهم، وعندما نأتي على أبناء الوطن نقول تعال نظّف، هذا الكلام قاس على مستقبلهم وطموحاتهم”. من جهته قال الكاتب محمد العصيمي “لا أظن الأخ عادل لديه إحصائية عن الوظائف التي يمكن أن تتاح للسعوديين، ولا أعلم لماذا نقفز لمثل هذه الأمور، فولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) ذكر في لقائه الأخير أن السعودية ستوفر المزيد من فرص العمل برواتب مرتفعة، وطموح السعوديين ليس العمل في التنظيف”. وتساءل “هل يقصد الأخ عادل الإثارة بهذا الطرح المستفز؟ وهل لديه أجندة شخصية أو يريد لفت الأنظار؟ عندما نوطن الوظائف المتوسطة وما دونها بعدها نتحدث عن توطين عامل النظافة”. وقال “الطموح للإنسان السعودي أكبر من أن يعمل في مهنة عامل النظافة أو شيء من هذا القبيل مع الأخذ في الاعتبار أن أي عمل شريف هو عمل مطلوب وجيد، ولكننا لا نصل إلى هذه المرحلة”. وانخرط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية في السجال الدائر، وقال أحدهم “أشكر المستشار على رده على هذا الكاتب الذي ترك المطالبة بسعودة الوظائف الأكاديمية والشركات وراح يفكر بسعودة عمال النظافة؟ السعودية دولة غنية وشبابها عندهم طموح.. إذا أعجبته الفكرة يطبقها على ذويه أولا”. وقال مغرد آخر على تويتر “يجب احترام الشعب السعودي، وأن يسعودوا وظائف القطاع الخاص بدلا من سعودة عمال النظافة”. وكانت السعودية أعلنت منذ سنوات عن توجه إلى توطين العديد من الوظائف في القطاعين العام والخاص، بيد أن هذا المسار يشهد تعثرا لجهة أن العديد من الوظائف هي محل رفض السعوديين الذين يرون أنها لا تتناسب معهم.

مشاركة :