ضغوط موسكو تجبر واشنطن على تغيير لهجتها بشأن أوكرانيا |

  • 1/10/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجبرت الضغوط الروسية على الولايات المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية واشنطن على تغيير لهجتها في هذا الملف الشائك الذي تعتبره موسكو جزءا من أمنها القومي بينما تسعى واشنطن لتوظيفه في سياق مناكفتها لروسيا عند حدودها. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد، عشية بدء مفاوضات أميركية - روسية بشأن الأزمة الأوكرانية، “هناك مسار للحوار والدبلوماسية لمحاولة حلّ بعض الخلافات وتجنّب مواجهة”. وقبل ذلك اعتمدت واشنطن خطاب تهديد تجاه الخصم الروسي يبدو أنه لم يؤت أكله أمام اللاءات والضغوط الروسية، ما دفعها حسب مراقبين إلى التعويل على الأطر الدبلوماسية لتفادي مواجهة مع أوكرانيا يقول مراقبون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتهاون في خوضها. ويشير هؤلاء إلى أن التهديد الأميركي الذي رافق الأزمة في شبه جزيرة القرم عام 2014 أدى في نهاية المطاف إلى غزو موسكو لشبه الجزيرة وضمها بالقوة. واستبعدت موسكو الأحد تقديم أي تنازل في المحادثات المرتقبة الاثنين التي تفتتح أسبوعا من المشاورات الدبلوماسية يلتقي خلالها الروس أيضا حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويشدد الكرملين القلق من التوسيع المحتمل لعضوية حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا على ضرورة أن يتعهد الحلف بعدم منح عضوية لأوكرانيا، الدولة السوفييتية السابقة التي تضغط للانضمام إلى التحالف العسكري. وتقر واشنطن بأنه لا يُتوقع تحقيق تقدم كبير في المحادثات، لكنها لوحت باحتمال فرض عقوبات على روسيا إذا لم تنتهج خيار الدبلوماسية. وقد تواجه روسيا عواقب اقتصادية ومالية وخيمة “إضافة إلى أنه من شبه المؤكد أن يتعين على حلف شمال الأطلسي تعزيز موقفه قرب روسيا وكذلك الاستمرار في تقديم المساعدة لأوكرانيا”. أنتوني بلينكن: هناك مسار للحوار والدبلوماسية لتجنّب المواجهة واستطرد وزير الخارجية الأميركي قائلا “لست الوحيد الذي يقول ذلك؛ لقد أوضحت مجموعة السبع أنه ستكون هناك عواقب وخيمة، وكذلك الشركاء والحلفاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إنه “من الممكن تماما أن تنتهي الدبلوماسية فجأة بعد اجتماع واحد”. وأضاف ريابكوف “لا يمكنني استبعاد أي شيء.. هذا سيناريو محتمل تماما ويجب ألا تساور الأميركيين أوهام حيال هذا”. وتابع “بالطبع لن نقدم أي تنازلات مهما كانت التهديدات والضغوط التي يمارسها باستمرار المشاركون الغربيون في المحادثات المقبلة”. وتشير تصريحات ريابكوف إلى أن نهج روسيا سيكون متشددا وأن العلاقات بين موسكو والولايات المتحدة في أكثر مراحلها توترا منذ الحرب الباردة. ويتهم الغرب روسيا بنشر ما يصل إلى 100 ألف جندي عند الحدود مع أوكرانيا، ويتوعد بفرض عقوبات غير مسبوقة في حال حدوث غزو جديد للبلاد بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014. وتريد واشنطن والأوروبيون انسحاب هذه القوات وإحياء اتفاقات مينسك التي يُفترض أن تنهي النزاع في دونباس بشرق أوكرانيا بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. وتطالب موسكو من جهتها بوضع حد لتوسيع حلف شمال الأطلسي عند حدودها وتقليص عدد العسكريين التابعين للحلف في أوروبا الشرقية، وهي مطالب اعتبرها خصوم روسيا مبالغا فيها و”غير مقبولة”. وحشدت روسيا عشرات الآلاف من جنودها بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، استعدادا لما اعتبرته واشنطن وكييف غزوا جديدا، بعد ثماني سنوات من استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وتنفي روسيا أنها تخطط للغزو وقالت إن هذا رد على ما سمته السلوك العدواني والاستفزازي من قبل حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا. وقدمت روسيا الشهر الماضي قائمة طلبات، منها وضع حد لتوسع حلف شمال الأطلسي وإنهاء نشاط الحلف في منطقة شرق أوروبا ووسطها.

مشاركة :