إن سرطان الثدي هو مرض خطير من الأمراض المنتشرة لدى السيـدات، وباقتضاب فإن تعريف السرطان الذي هو لفظة شائعة يطلق على الأورام التي تُصيب أعضاء الجسم، وهي نوعان: الأورام الحميدة والأورام الخبيثة (وهي ما تُعرف بالأورام السرطانية)، ويتم التمييز بينهما بفحص عينة من الأنسجة. ويتكون سرطان الثدي بسبب تغيير في عمل ونمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي دون القدرة على السيطرة عليه مما يحولها إلى خلايا سرطانية لدى الرجال والنساء مع قدرة هذه الخلايا على الانتشار. ووفقاً للأبحاث والدراسات الغربية فإن واحدة من بين كل ثماني سيدات مُعرضةً للإصابة بـسرطان الثدي في فترة ما من حياتها، وله أنواع عديدة إلا أن أكثرها شيوعًا ما يُعرف بسرطان (قنوات الحليب) الذي يبدأ داخل قنوات الحليب ويشكّل 90 % من حالات الإصابة. وتظهر أعراض سرطان الثدي في مراحله المتقدمة، ومنها على سبيل المثال وليـس الحصر ظهور كتلة أو عقدة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط وتورمه وخروج إفرازات منه وتغير في حجمه وشكله أو تجعد في الجلد مع تقرحات قشرية أو طفح جلدي حول الثدي وغيرها، ونادراً ما يكون هناك شعور بالألم. إن الدول تدفع مبالغ طائلة على شكل حملات إعلانات للتوعية ومكافحة هذا المرض، بيد أنه للأسف فإن حالات الإصابة بسرطان الثدي مع كل هذه الحملات الإعلانية الضخمة هي في تزايد مستمر، الأمر الذي يشير إلى خلل ما، فإما أن التوعية غير مدروسة ولم تحقق الغايات المنشودة منها، أو أن هنالك عوامل أخرى تزيد من الحالات هذا السرطان كأن تتعاطى تلك الحالات هرمونات أو أدوية معينة أو تطعيمات أو غيرها وتؤدي إلى زيادة الإصابات للدرجة التي أصبح في كل عائلة مريض بسرطان الثدي، وإذا استعبدنا عامل الوراثة فقد يكون هنالك أمر أو عامل خاطئ نفعله ومن شأنه إثارة الخلايا السرطانية. وأتساءل هنا هل الخلل في الخطط الموضوعة للتوعية بهذا الداء وهدر الملايين فيما لا طائل منه؟ أم هي عوامل وممارسات نقوم بها وتؤدي إلى زيادة الأعداد المصابة بالمرض ؟. وفي هذا الصدد أناشد وزارة الصحة لتقوم بأبحاث جديدة عن الحالات التي ظهرت حديثاً لسرطان الثدي لتضع يدها على أسبابها وهل هي ناتجة عن أنواع معينة من الغذاء أو هي من تداعيات الإشعاع والمصانع القريبة من المواطنين وذلك للحد من تفاقم انتشار هذا المرض لا سيما في الآونة الأخيرة التي بدأت تظهر فيها حالات تحت سن الأربعين وهو ما يعد مؤشراً خطيراً لاستفحال هذا المرض. بقيت الإشارة إلى أهمية الغذاء الصحي والتمارين البدنية والمحافظة على الوزن الصحي والرضاعة الطبيعية وتجنب التدخين والكشف المبكر والفحص الذاتي للثدي في سبيل الوقاية من هذا الداء.
مشاركة :