إمام الحرم المكي: الإيمان باليوم الآخر يورث الصلاح

  • 1/7/2022
  • 23:23
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. بندر بليلة، إن الإيمانَ باليوم الآخِرِ وأهوالِه وأحوالِه يُورِثُ العبد صلاحًا في عملِه، وزَكاءً في نفْسِه، واستقامةً في سيرته، فلا يَرتكِبُ المحرمات، ولا يُقارِفُ الموبقات، ولا يُفرِّطُ في سعادته الأبدية الأُخروية، ويستبدلُ بها أدنى ما يكون من لَذَّة، مما هي سَحابةُ صَيفْ، أو خَيالُ طَيفْ ، إنَّ الدنيا في إدبار، والآخرةَ في إقبال، وإنَّ أسْمى غايةٍ يَطمَحُ إليها المؤمن أن يَثقُلَ في اليومِ الآخِرِ ميزانُه، وحينها تُزَفُّ له البُشرى، ويَحْمَدُ السُّرى، ثم المصيرُ إلى دار الخُلْدِ والنعيم، بِمِنَّةِ الجوادِ البرِّ الكريم. ركائز الإيمانوأوصى د. بليلة في خطبة الجمعة أمس، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- في السر والعلن ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى فالسعيد من اتقى واهتدى والشقي من تمرد واعتدى. وقال فضيلته: حقيقةٌ مُسَلَّمة، واعتقادٌ جازم، وركيزةٌ من ركائز الإيمان، تلكُم هي الإيمانُ باليوم الآخِر. إنه الإيمان بكل ما أخبر اللهُ به ورسولهُ مما يكونُ بعد الموت، وما أعدَّ اللهُ للطائعين من ثواب، وللعاصين من عقاب.فقد النصيروأوضح أنه بالإيمان به يتبيَّن المؤمنُ المصدِّق، من الكافرِ المكذِّب؛ إذْ هو إيمانٌ بالغيب، واطِّراحٌ للشَكِّ والريْب. وأضاف: حين أنكر المشركون اليومَ الآخرَ وارتابوا فيه. ردُّ اللهُ تعالى عليهم، وكشفَ ضلالَهم، وأقام عليهم الحُجةَ بمجيء اليوم الآخر، وبيَّن الحكمةَ منه، وعاب سبحانهُ عليهم نسيانَهم له، وجازاهم على ذلك بنسيانِه لهم، ودخولِهم النار، وفَقدِهم النصير.الافتتانُ والامتحانوبين د. بليلة أن اليوم الآخِر: يومٌ له في رُوْح العبدِ رَوْع، وفي جَوانحه منه رَهبة، هو يومُ التَّناد، يومُ الحَسرة، يومُ التغابُن، يومَ يقومُ الناسُ لرب العالمين، يومَ يُبعثَرُ ما في القبور، ويُحصَّلُ ما في الصدور، يومَ تُزلزَلُ الأرضُ زِلزالَها، وتُخرِجُ الأرضُ أثقالَها. وأفاد فضيلته: لقد كان من مَهامِّ الرُّسُلِ -عليهم السلامُ- مع أقوامهم دعوتُهم إلى الإيمان باليوم الآخِرِ، وبيان ُأحوالِه وأهوالِه؛ ذلك أنَّ تذكُّرَه أمارةُ خير وهُدى، والغفلةَ عنه نذيرُ سوء ورَدى. وإنَّ أول قَدَم يضعها العبدُ في ميدانِ اليومِ الآخِرِ هي بموته ثم قَبْرِه، وفي القبر الافتتانُ والامتحان، فيُكْرَمُ فيه أو يُهان، يُوفَّقُ المؤمنُ ويُكرَّمْ، ويُخذَلُ الكافرُ ويُجَرَّمْ.الهمّ والغمّ وفي المدينة المنورة بيّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري الثبيتي، أن الهمّ والغمّ والكرب ابتلاء قد يصيب المرء في حياته، فإن صبر واحتسب، ولزم طاعة ربّه يقينا برحمته جلّ وعلا، فرّج الله همّه، ودفع عنه ما يضّره، ورفع درجته، وأثابه خيرا في دنياه وآخرته. التوكل واليقين وقال الشيخ الثبيتي في خطبة الجمعة أمس: إن من صبر على هموم الحياة اختيارا لا إكراها، واحتسب الأجر، كافأه الله خيرا على ما أصابه، وأخلفه الرضا. وأوضح أن الحياة المادية بلغت أوجها، لكنها لم تشف غليل النفس، ولم تشبع رغباتها المتناسقة مع طبيعتها التي خلقها الله عليها، فتزعزعت النفس، وقسا القلب، وانحسر معنى التوكل واليقين والرضا، وتسلّل إلى النفس الهم والقلق، وخيّم عليها الحزن.

مشاركة :