توقع خبراء اقتصاديون ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 40 عاما، وسط استعداد المسؤولين الأمريكيين لإعادة السياسة النقدية إلى طبيعتها بصورة أسرع مما كان يتوقع في السابق. من شأن هذا أن يساعد على تفسير التحول في نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأمريكي" بشأن السياسة النقدية، فضلا عن زيادة مخاوف المستهلكين بشأن الاقتصاد. وأشار الخبراء في وكالة "بلومبيرج" للأنباء، إلى احتمالية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يحظى بمتابعة واسعة، الذي من المتوقع إعلان بياناته الأربعاء المقبل، بنسبة 7 في المائة، خلال هذا العام حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأن يكون قد ارتفع بـ0.4 في المائة، على أساس شهري. كما توقعت "بلومبيرج"، أن يظهر تقرير آخر لوزارة العمل من المرتقب نشره في اليوم التالي، ارتفاع أسعار المنتجين بنحو 10 في المائة في 2021، كما سيتم نشر بيانات عن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي لكانون الأول (ديسمبر) الجمعة. إلى ذلك، يهرع سكان تكساس للخضوع لفحوص الكشف كوفيد - 19 في وقت تشهد فيه الولاية ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات جراء تفشي المتحور "أوميكرون"، وسط نقص في مخزون الفحوص الذاتية في الصيدليات وطوابير الانتظار الطويلة أمام المراكز الصحية. ويقول بائع في سلسلة صيدليات "وولجرين" قرب هيوستن العاصمة الاقتصادية لتكساس عند سؤاله عن الفحوص الذاتية، "لقد بعنا كل شيء هذا الصباح، يمكنكم أن تعودوا بعد ستة أيام". لدى شركة "سي في إس" المنافسة وحتى في صيدليات أخرى، الوضع هو نفسه. غير أن ثمة حاجة ملحة لسكان تكساس للخضوع إلى فحوص، إذ سجلت الجمعة نحو 54 ألف إصابة مقابل أكثر بقليل من 20 ألفا في ذروتي تفشي الوباء في كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر) من العام الماضي. ونقص الفحوص هو من أبرز الأمور التي ينتقد عليها الرئيس جو بايدن في إدارته لأزمة الوباء. أواخر كانون الأول (ديسمبر)، تعهد إرسال 500 مليون فحص ذاتي للأمريكيين، وأعلن البيت الأبيض الجمعة توقيع أول عقد بقيمة 51.6 مليون دولار مع شركة "جولدبلت سيكيوريتي" بهدف الوفاء بهذا الوعد. وفي إل باسو في أقصى غرب تكساس، أفادت شبكة KVIA ABC-7 التلفزيونية الخميس بأنه ينبغي الانتظار بين ثلاث إلى خمس ساعات في طابور للخضوع لفحص الكشف كوفيد في "مراكز ضخمة" أقامتها سلطات المدينة. في مواجهة هذا التدفق، تفتح السلطات المحلية مراكز فحوص جديدة، خصوصا في سان أنطونيو، حيث ارتفع معدل العدوى إلى 27 في المائة خلال أسبوعين، حسب رون نيرنبرج رئيس بلدية المدينة، وكذلك في هيوستن التي تقول سلطاتها "إنها باتت قادرة الآن على إجراء فحوص لـ30 ألف شخص في اليوم". يذكر أن معدل البطالة الأمريكي تراجع لما دون 4 في المائة، كما قفزت الأجور الشهر الماضي، ما يضيف براهين بأنه من المتوقع أن تحفز سوق عمل محكمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة في آذار ( مارس) المقبل على أقرب تقدير، على الرغم من نمو جدول الأجور المخيب للآمال. ويقصد بسوق العمل المحكمة سوق تكون فيها الفرص المتاحة والوظائف الشاغرة أعلى من عدد الراغبين في شغلها. ووفقا لتقرير لوكالة "بلومبيرج" للأنباء نشر نهاية الأسبوع الماضي، أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية أن معدل البطالة انخفض إلى 3.9 في المائة، كما تسارع النمو الشهري للأجور في ديسمبر الماضي. وتم تسجيل زيادة بواقع 199 ألف وظيفة في جداول الأجور غير الزراعية في ذلك الشهر، عقب مراجعات بالارتفاع للشهرين السابقين له، بينما لم يطرأ تغيير على معدل المشاركة في القوى العاملة. وتشير أحدث أرقام التوظيف إلى أنه على الرغم من أن سوق العمل لا تزال قوية، استمرت عوامل حدت من التوظيف طوال الخريف، كنقص في رعاية الأطفال، والمخاوف المتعلقة بفيروس كورونا، ومدخرات ضخمة للطوارئ، أواخر العام المنصرم. وجاء متحور "أوميكرون"، الذي يتسبب في ارتفاع الإصابات بكوفيد - 19 إلى مستويات قياسية في الأيام القليلة الماضية، ليشكل عنصرا آخر ويشكل خطرا على وتيرة نمو التوظيف في مطلع العام الجاري.