الإنجازات الثقافية تتحقق بطموح الإسهام في الارتقاء الوطني

  • 1/11/2022
  • 00:36
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس فرع جمعية الحفاظ على التراث في منطقة الأحساء الكاتب والمؤرخ م. عبدالله الشايب، إن أزمة كورونا كشفت عن سلبيات لم تفصح عنها الحالة المريحة في البيئة الحضرية، ونتج عن ذلك أطروحات لإعادة صياغة المسكن في بيئاتنا، يمكن من خلالها أنسنة المسكن ضمن أنسنة المدن وبهدف جودة الحياة، ووصف الفعل الثقافي في مدن الأحساء بأنه ذو طبيعة خلاقة، تستفيد من الفرص المتاحة وتتعدى بحضورها إلى المبادرات، ما يشكل مناخا ثقافيا يمثل أنموذجا يحتذى في تشكيل مشهد الفكر الذي يعزز ويرسخ الهوية الوطنية، وأشار إلى أنه حقق منجزا ثقافيا كبيرا لم يكن ليتأتى إلا بدافعية الطموح للإسهام في الارتقاء الوطني.- حدثنا عن كتابك «ليليات العزل لجائحة كورونا»..اغتنمتُ فرصة إعلان الحجر المنزلي وإدراكي أن هناك أسلوب حياة يتغير، وأن هذا الإدراك التغيري يقينا سيمنح تصرفات ولغة وعلاقات مختلفة داخل الأسرة وخارجها، وقررت أن أسجل مجريات الأحداث داخل الأسرة، كما أنه في متابعتي للأخبار في المملكة والعالم الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حرصت أن أورد روابط الخبر في الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وكان الليل هو مصدر ذلك فضلا عن أن النشاط الأسري هو ليلي أيضا، من هنا سميتها «ليليات» وتكلل جهدي بعد 90 ليلة بطباعة الكتاب الذي يضم معلومات ثرية، والأصل فيه الفصيح لكنه يرد باللهجة المحكية حفاظا على أمانة النقل. - في رأيك.. بعد الكورونا هل بات علينا التفكير في طريقة معمارية جديدة للمنازل؟ كورونا كان لها الفضل في إعادة التفكير في أطروحات كثيرة، فالحالة المريحة لم تفصح عن السلبيات في البيئة الحضرية، ومنها المباني بالطبع والمسكن يتصدرها، تلك العلاقة المرتبطة بالمساحات والفراغات ومصدر الشمس والضوء والتهوية، فضلا عن الفارق بين الغرف في الاستخدام وعدمه، كالمجلس وصالة البيت والمطبخ وما إلى ذلك، وتبين الحاجة إلى البلكونة أو الفراغ الخارجي، وبقدر ما هو سجال مجتمعي، كان مورد سجال للمتخصصين المعماريين، وكانت هناك أطروحات لإعادة صياغة المسكن في بيئاتنا، يمكن من خلالها أنسنة المسكن ضمن أنسنة المدن وبهدف جودة الحياة.- تخوض في أكثر من ميدان.. قصة، ثقافة، معمار وتراث، أين تجد نفسك أكثر؟بعد أكثر من أربعة عقود في المناشط المتعلقة بحفظ التراث والشأن العمراني بشكل عام، أجد أن المنجز حقق الكثير، بدءا من إنماء الوعي المجتمعي بضرورته، وانتهاء بالتطبيق عبر استشعار الانتماء للفنون وانعكاسه على الانتماء الوطني للأرض، وتقمص مفرداته كذاتية افتخار، هذا النوع من الريادة والعمل لم يكن ليتأتى إلا بدافعية الطموح للإسهام في الارتقاء الوطني، وتأكيد المدرسة خاصة طراز العمارة الأحسائية الإسلامية، وهذا احتاج إلى بذل الجهد المعرفي وقوة الشكيمة والإصرار والثبات الإيماني بمقوماته الإيجابية، وهو ما حصل كنتائج أصبح يتقمص فعلها الكثيرون في الوقت الحاضر، وهذا شيء جميل، من هنا أراني أديت رسالة واضحة تأتي أكلها، ووضعت نفسي في ذات الوقت في خدمة الباحثين والمهتمين وراغبي الاستشارة، مع الحث على الإقدام الفعلي، مع أننا بحاجة إلى التدويل، مستفيدين من حضور اليونسكو على سبيل المثال التي أعلنت الأحساء موقع تراث عالميا عام ٢٠١٨، في عولمة فنون التراث العمراني والمعارف في الثقافة المدنية واللامادية، وحتما أشكر الله سبحانه وتعالى أني رأيت نتائج ذلك من الاهتمام الرسمي والأهلي.- كيف ترى تجربة الشباب الثقافية؟ بعد كل جيل يطرح هذا السؤال، واستدامة طرحه مهمة تقييمية ونقدية للواقع، فتتابع نشوء أجيال في الفعل الثقافي شيء جميل، وربما يكونون أكثر حراكا لمعرفة أول ما يطرح عالميا في مصادر صنع الثقافة، وجاءت رؤية ٢٠٣٠ لتضع النقاط على الحروف في وهجها بدور الشباب والشابات مع آليات تمكين المرأة، وهذا جعل الحضور منافسا في المفاهيم وتكافؤ الفرص، وشجع ذلك على الحضور الشبابي في فن السرد، كما في الإعلام والفنون الأخرى، وأتاح النشاط مخرجات تدل على وجود مهارات تستحق العناية والمتابعة لإنضاجها، تختلف في بيئتها الثقافية عن السائد التقليدي أو الموجه سابقا بشيء من الحرية التي تعطي نقلة إيجابية مستقبليا، بل ثبت بنسب مختلفة حالات إبداعية، ومع ذلك فإن قياس التجربة في الفعل الثقافي تظل محل مراقبة مرتبط بالزمن.- كيف ترى التطور الواضح في المشهد الثقافي بالأحساء؟ الفعل الثقافي في مدن الأحساء ذو طبيعة خلاقة تستفيد من الفرص المتاحة وتتعدى بحضورها إلى المبادرات، ما يشكل مناخا ثقافيا يمكن التأمل فيه، إنه أنموذجا يحتذى في تشكيل مشهد الفكر الأحسائي الذي يعزز ويرسخ الهوية الوطنية والإسهام العالمي، كما أن الوعي المبكر والخلاق والمستدام في مجتمعات الأحساء جعل وجودها جزءا من التغيير والنهضة القائمين بالمملكة.- كان لك جهد في كثير من المفاهيم، مثل التسامح والتعددية والعيش المشترك والانتماء الوطني.. ماذا تقول عن ذلك؟ نشر ثقافة الاعتدال والعمل عليها سواء في الجانب الشخصي أو الجمعي أمر ذو أهمية كبيرة، والتسامح - كما نؤمن به - هو خيار إيجابي تحمله الأجيال بالتواتر، الأمر الذي يجعل من التعددية وضعا طبيعيا، وهذا ما وجدنا عليه الأسلاف وانتقل إلينا، كما كان هناك جهد رسمي لدرء الاختراقات التمايزية مثل: الطائفية، الطبقية، المناطقية، القبلية وغيرها.والفعل الثقافي المرتبط بالانتماء للأرض وإعمارها يشكل أساس تجنيب حالة الأيديولوجيا، وهو أيضا منهج فطري في السلوك، ومجتمعات الأحساء تمثل أنموذجا معرفيا في ذلك بوعي المطلب التنموي وغيره، وهذا يؤدي إلى ترسيخ وتعزيز السلم الأهلي والأمن الفكري، ونبذ العنف واستخدام الطرق الأدائية للوصول إلى تحقيق مخرجات كفيلة بجودة الحياة، والتسامح صفة لا تعني الرضوخ للسلبيات أو تركها؛ بل العكس محاولة إصلاحها ما أمكن ذلك، حتى يكون المجتمع صحيا اجتماعيا.- كيف هي تجربة سفير النوايا الحسنة ورئاسة لجنة التراث بالنسبة لك؟حين يتم ترشيح الشخص للانضمام إلى منظمة أو جمعية دولية تعنى بالسلام ونشر المحبة، فهذا يعني اطلاعهم على سيرة الشخص وسلوكه وأدائه في هذا الاتجاه المبني على العمل الطوعي والخيري، وهي شهادة استحقاق حين يمنح الشخص من هذه الجهة منصب سفير النوايا الحسنة للعدالة والسلام، وهذه الجهات تكون مرخصة في الدول التي تؤسس فيها، وتسجل ضمن الأمم المتحدة ليكون قيامها بأعمالها النوعية التطوعية الخيرية بعيدا عن السياسة أو الأيديولوجيا الطائفية أو ازدراء الأديان، من هنا سعدت بعضويتي في الجمعية النرويجية للعدالة والسلام، فأن تكون سفيرا للنوايا، فهذا يعني أن تحمل الهم المجتمعي الإصلاحي التنموي، وإزالة أسباب الألم، والإسهام في نشر الوعي بالعمل التطوعي، والأهم هو أن تبقى الروح وثابة محبة للخير، ولديها ثبات في العلاقة الإنسانية بما يكفل الاطمئنان ونشر السلام.كورونا كشفت عن سلبيات لم تفصح عنها الحالة المريحة في البيئة الحضريةرؤية 2030 حددت بدقة دور الشباب وآليات تمكين المرأة

مشاركة :