تصدّر فيلما "قصة الحي الغربي" و"قوة الكلب" جوائز "غولدن غلوب" الأحد، في حفلة خافتة لم تعرض على شاشة التلفزيون. وكان الحدث السينمائي البارز قد قُلّص بشكل ملحوظ هذا العام، إذ أقيم من دون حضور مشاهير، ولم يبث على أي قناة، ولا حتى عبر الانترنت، ومن دون حضور الصحافة أو عبور للمدعوين على السجادة الحمراء. يأتي ذلك بعد تهم بالفساد وبالافتقار إلى التنوّع في لجنة تحكيم الجوائز التي تمنحها "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود". واستبدلت الحفلة التي عادة ما تكون ضخمة بالإعلان عن أسماء الفائزين عبر موقع "غولدن غلوب" على الانترنت، وعبر حساباتها على مواقع التواصل. وشارك بعض الممثلين افتراضياً، فيما غاب معظم المشاهير عن المشاركة، وقدم الجوائز بعض المنتجين ورؤساء الشركات. حصد فيلم "قصة الحي الغربي" لستيفن سبيلبرغ، وهو إعادة للفيلم الشهير الصادر عام 1961، جائزة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، ونالت بطلتاه رايتشل زيغلر وآريانا ديبوز جوائز عن فئة التمثيل. ولم تشارك الممثلتان شخصياً في الحفلة، ولكنهما شكرتا الجائزة عبر حسابيهما على تويتر، مع الإشارة إلى الجدل المثار حول لجنة التحكيم. ومنح فيلم "قوة الكلب" جائزة أفضل فيلم درامي، ومخرجته جاين كامبيون جائزة أفضل مخرجة، ومنح بطله كودي سميث ماكفي جائزة أفضل ممثل في دور مساعد. وحققت الممثلة ميكايلا جاي رودريغز سابقة تاريخية، إذ باتت أول عابرة جنسياً تنال جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل "بوز" الذي يعرض على شبكة نتفليكس. وفازت الممثلة كايت وينسلت بجائزة أفضل ممثلة في مسلسل قصير عن دورها في "ماري من إيستاون"، فيما فاز أندرو غارفلد بجائزة أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي عن دوره في "تيك تيك بوم". وكان الممثل البريطاني بنديكت كامبرباتش من بين المرشحين لجائزة أفضل ممثل درامي عن دوره في "قوة الكلب"، ولكن الجائزة كانت من نصيب الأمريكي ويل سميث عن دوره في فيلم "الملك ريتشارد". ويلعب سميث في الفيلم دور ريتشارد ويليامز، والد بطلتي التنس سيرينا وفينوس ويليامز. ويتابع العمل مسيرة الوالد في تدريب ابنتيه لكي تصبحا من أبرز لاعبات التنس في العالم. وفازت نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة درامية عن تجسيدها لشخصية أيقونة التلفزيون لوسيل بول، في فيلم "أن تكون من آل ريكاردو". الفيلم من بطولة كيدمان والممثل الاسباني خافيير بارديم، وتعدّ هذه خامس غولدن غلوب في مسيرة الممثلة الأسترالية. وكان مسلسل "خلافة Succession" أبرز الفائزين في فئات التلفزيون، ليحصد ثلاثة جوائز من بينها أفضل مسلسل درامي. يروي العمل قصة الصراع على النفوذ في عائلة روي التي يرأسها أخطبوط الإعلام لوغان روي. وفاز بطل المسلسل جيريمي سترونغ بجائزة أفضل ممثل درامي في مسلسل تلفزيوني، فيما فازت زميلته في العمل سارة سنوك بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد. كما فاز بطل "لعبة الحبار" أوه يونغ سو بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد. تعدّ حفلة غولدن غلوب تمهيداً لجوائز الأوسكار، وكان يشاهدها كل سنة الملايين عبر شاشات التلفزيون. لكن تحقيقاً صحافياً نشرته لوس أنجلس تايمز، بيّن أن "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود"، وهي الجهة المانحة للجائزة، لا تضمّ أي أقليات عرقية في عضويتها. انعكس ذلك على احتفال توزيع جوائز "غولدن غلوب" الأحد، وهو ما كان يوصف سابقاً بـ"أمسية هوليوود المفضلة" ، وهو أول غيث موسم الجوائز السينمائية الأساسية. فالأفلام التي تحوز جوائز "غولدن غلوب"، أو حتى تلك التي تحصل على ترشيحات في فئاتها، تسجل عادةً ارتفاعاً في مبيعات تذاكرها. واعتبر خبير التواصل التلفزيوني ورئيس شركة "ليكاتا أند كومباني" ريتشارد ليكاتا أن "للفوز بتمثال مذهّب" أهمية لا تتغير، ملاحظاً أن هذه الجوائز "تشكّل منذ عشرات الأعوام وسيلة لقياس مدى النجاح". ورأى أن الحصول على جائزة "غولدن غلوب" كان "دائماً أمراً مهماً لأي شخص يسعى إلى الفوز بالأوسكار أو بجوائز إيمي" للأعمال التلفزيونية. وفي مواجهة هذه الضجة سارعت الرابطة إلى اعتماد سلسلة من الإصلاحات، من بينها ضم أعضاء جدد إليها لتنويع تشكيلتها وتحسين تمثيل الأقليات فيها.
مشاركة :