دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاثنين دول العالم إلى العمل المشترك وإنهاء الأزمات الراهنة، من أجل الإنسانية وإحلال السلام، وذلك خلال افتتاحه فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ. وانطلقت الاثنين فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ جنوب سيناء بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وعدد من القيادات السياسية والشبابية العربية والدولية. وقال الرئيس السيسي في كلمة إن "منتدى شباب العالم تلك المنصة التي باتت منصة للحوار وأداة لتبادل الرؤى بين العالم، خاصة في لحظة فارقة من التاريخ الإنساني". وأضاف "ليس للإنسانية سبيل لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة، إلا بإخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام". وأكد "حتمية الحوار وأهمية إدارة الاختلاف، وتشكيل حالة من اليقين والإيمان بأن حكمة الخالق وسره في هذا الكون هي الاختلاف، دون تمييز". ويعقد منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة تحت شعار "معا من جديد"، بمشاركة شباب من 196 دولة من جميع أنحاء العالم. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشباب إلى إيجاد الحلول وتقديم الأفكار لبناء مستقبل أفضل. وقال غوتيريش إن أفكار الشباب وحلولهم المبتكرة لا تنضب، مطالبا بإيلاء احتياجاتهم الأولوية في المناقشات المتعلقة بالسياسات والاستثمار، في منتدى شباب العالم. وأعرب غوتيريش، مخاطبا المشاركين عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، في منتدى شباب العالم عن تطلعه إلى الاستماع لنتائج منتدى شباب العالم والعمل مع المشاركين لبناء مستقبل أفضل. وأشار إلى أن أزمة الصحة النفسية أثرت على الشباب تأثيرا كبيرا، منوها بجهود الشباب ودعواتهم إلى التغيير والمساواة والسلام والعدالة والتصدي لأزمة تغير المناخ، وذلك من خلال تقديم أفكار وحلول تساعد مجتمعاتهم المحلية على إعادة البناء والخروج من الجائحة في حالة أقوى. وكان تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أكد أن الشباب تأثروا كثيرا من جائحة كورونا وسوف ينتصرون عليها، مشيرا إلى أن منتدى شباب العالم فرصة لتغذية العقول بالعديد من الأفكار المبتكرة. وقال أدهانوم خلال رسالة مسجلة تمت إذاعتها الاثنين خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، "يجب أن يكون عام 2022 هو عام القضاء على جائحة كورونا". وأكد ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، ضرورة تمكين الشباب من سوق العمل مع تقليل العوائق الاقتصادية التي تقف أمامهم. وشدد مالباس، خلال رسالة مسجلة تمت إذاعتها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، على أهمية الاستفادة من الاقتصاد الأخضر، مؤكدا ضرورة التغذية البيئية التشريعية للتعلم. وتضم النسخة الرابعة من المنتدى أنشطة وجلسات مكثفة، تصل إلى 27 جلسة، تناقش القضايا الأساسية والشواغل الإنسانية في عالم اليوم، مثل "عالم ما بعد كورونا" و"الأمن المائي" و"المرأة" و"الطاقة" و"السلم والأمن". وتتضمن أنشطة المنتدى أيضا افتتاح مسرح شباب العالم، الذي ينطلق في نسخته الثالثة هذا العام تحت شعار "الفنون والثقافة.. جزء من التنمية وحق من حقوق الإنسان"، وسيشارك في عروض هذا العام فنان أو أكثر من أبناء قرى المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصري "حياة كريمة". وتستمر فعاليات المنتدى حتى الثالث عشر من يناير الجاري بمدينة شرم الشيخ، التي تزينت لتصبح في أبهى صورها لاستضافة النسخة الرابعة، حيث أنهت إدارة المنتدى كافة الاستعدادات والأمور التنظيمية الخاصة، وزين شعار لوغو المنتدى شوارع المدينة وطائرات مصر للطيران التي تنقل الوفود المشاركة في المنتدى من جميع أنحاء العالم. واتخذت إدارة المنتدى تقنيات غير مسبوقة بالكشف والاحتراز والوقاية من كورونا، وتضم روبوتا متطورا يعمل على تعقيم القاعات، وروبوتا آخر يقوم بقياس درجات الحرارة للمشاركين، وتوزع على الحضور أدوات التعقيم، وتقديم المعلومات عن القاعات وأماكن الفعاليات، بالإضافة إلى روبوت يوزع الأطعمة والمشروبات على الحضور. وانطلق المنتدى في ثلاث دورات في السنوات الماضية: 2017 و2018 و2019، ويهدف إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، حيث تمت استضافة أكثر من 15000 شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.