أكدت مجموعة من العلماء الأميركيين أن الأجسام المضادة التي تظهر في أجسام المتعافين من فايروس كورونا قد تهاجم بالخطأ الخلايا السليمة لأعضاء الجسم وأنسجته. ونقلت مجلة “جورنال أوف ترانسلايشونول ميدسين” عن بحث أعدته مجموعة من العلماء من معهد القلب في لوس أنجلس أنه توجد في جسم الإنسان الذي تعافى من فايروس كورونا بعد مرور عدة أشهر من شفائه نسبة مرتفعة من الأجسام المضادة التي قد تعمل بشكل خاطئ. وهذه النتائج أكدها الواقع؛ إذ تم لدى 177 موظفا طبيا تعافوا من كورونا قبل ظهور اللقاحات تسجيل الأجسام المضادة الثابتة التي كان بإمكانها أن تسبب التهابا مزمنا وتلفا في المفاصل والجلد والجهاز العصبي. وفي وقت سابق أصبح معروفا أنه حتى المسار الخفيف لمرض كورونا يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء المختلفة. و يدور الحديث خاصة حول انخفاض حجم الرئة وزيادة مقاومة مجرى الهواء ومشاكل القلب وانخفاض وظائف الكلى وزيادة خطر الإصابة بالخثار الوريدي في الأطراف السفلية. وأظهرت دراسة حديثة أن الأجسام المضادة التي يكوّنها الجسم لدى الإصابة بفايروس كورونا المستجد من الممكن أن تبقى داخله لمدة 6 أشهر على الأقل بعد التعافي من المرض. ووجدت دراسة بريطانية أن 99 في المئة من المشاركين فيها ممن ثبتت إصابتهم بالعدوى احتفظوا بالأجسام المضادة لفايروس كورونا لمدة 3 أشهر بعد الإصابة، بينما احتفظ 88 في المئة منهم بالأجسام المضادة لمدة 6 أشهر. وأشارت الدراسة التي أجراها “البنك الحيوي” في بريطانيا إلى أن 8.8 في المئة من سكان المملكة المتحدة قد أصيبوا بالعدوى بحلول ديسمبر 2020، ووصلت هذه النسبة إلى 12.4 في المئة في لندن و5.5 في المئة في أسكتلندا. واستندت الدراسة إلى قياس مستويات العدوى السابقة بمرض كوفيد – 19 في مجموعات سكانية مختلفة ومن جميع أنحاء المملكة المتحدة، بالإضافة إلى المدة التي استمرت فيها الأجسام المضادة لدى أولئك المصابين. ويتم التحقق من وجود الأجسام المضادة لكورونا في الدم عن طريق فحص الأجسام المضادة ويسمى أيضًا فحص الأمصال؛ حيث يساعد هذا الفحص على تحديد بعض الأشخاص المصابين بالفايروس أو بعض الذين أصيبوا سابقًا بعدوى كوفيد – 19 أو تعافوا منه. ولا يعد فحص الأجسام المضادة لكورونا من الفحوصات التشخيصية التي تثبت الإصابة أو العدوى الحالية بفايروس كورونا المستجد، إلا في حال تأخير إجراء الفحص أي بعد حوالي 14 يومًا من ظهور الأعراض.
مشاركة :