ربما حاولت سابقاً التخلص من عاداتك السيئة واتباع العادات الجيدة التي يمارسها السعداء والناجحين لكنَّك استسلمت سريعًا وتوقفت. قد يصيبك التعرض دائمًا إلى مثل هذا الموقف بالإحباط، بيد أنَّه يجب ألَّا يدفعك إلى الاستسلام. ووفقا للدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية، فمن المؤكد أن الروتين هو أهم سبب للفشل في حياتنا، وبينت خلال حديثها لـ"سيدتي" أن تباع نفس الحركة ونفس طريقة العمل، يجعل من دماغنا أقل انتقادًا لتصرفاتنا، بحكم أننا نتصرف بحسب العادة، لذلك فإن إضفاء تغيير على نمط معيشتنا أو على أسلوب حياتنا، يسمح للدماغ بمقارنة أفضل لتصرفاتنا، ويسمح بتكوين عادات جديدة نكتسبها تدريجياً. ورغم أن تغيير العادات السيئة، يستغرق بعض الوقت ويلزمه القدرة على التحمل، إلا أن ذلك سيؤتي ثماره، خاصة على المدى الطويل. بيد أنَّ أهم عاملٍ يساهم في التخلص من العادات السيئة هو الاستمرارية. يمكن إجراء تمرين بسيط يساعد الإنسان على فهم السلوكيات التي يمارسها كل يوم، يُطلَق عليه اسم تمرين "بطاقات العادة". الخطوة الأولى في هذا التمرين وضع قائمة العادات التي تُمارس يوميًا وترتيبها ترتيبًا زمنيَّاً، ثم وضع كل عادة ضمن واحدةٍ من هذه الفئات الثلاث: "عادات فعّالة"، و"عادات غير فعّالة"، و"عادات محايدة". تكمن أهمية هذه الاستراتيجية في تحديد الدور الذي تؤديه كل عادة في تحقيق النمو الشخصي. بعد وضع قائمة العادات التي نمارسها الخطوة التالية هي التخلص من العادات السيئة، وهذا ينقلنا للنقطة التالية: أفضل نهجٍ يمكن اتباعه لتحقيق الأهداف هو تحديد هدفٍ واحد وإنجازه ثم الانتقال إلى هدفٍ أكبر، بينما يعني تطبيق هذا النهج على مسألة التخلّص من العادات السيئة البدء بمحاولة التخلص من العادات الأقل خطورة ثمَّ الانتقال إلى الأخطر. - التفكير في عواقب العادات السيئة: مباشرة عند الإقدام على أي تصرفٍ سيء أو اتخاذ خطواتٍ تجعل القيام بهذه التصرفات عملاً شاقَّاً. في مقابل ذلك قم بكل الإجراءات الممكنة لجعل ممارسة العادات الجيدة أسهل وكافئ نفسك كلما أقدمت على القيام بإحدى هذه العادات. حينما تقرر وضع استراتيجية للتخلص من العادات السيئة فكر بطريقةٍ علميةٍ وموضوعية. وتعامل مع كل تصرف بصفته تجربةً سلوكيةً تقدم التحديات التي فيها بياناتٍ مهمةً ترشدك إلى الخطوة التالية التي يجب عليك أن تتخذها. إذا كنت ترغب في تحقيق مزيد من النجاح، وتقديم أفضل أداء، وبناء مزيد من العلاقات ابدأ باستعمال كلماتٍ إيجابيةٍ كلما فتحت فمك لتتحدث. يعلمنا التأمل التوقف عن اتباع العادات السيئة عن طريق تخيل شكل الواقع عند التخلص من هذه العادات. يحقق الأشخاص الذين يمارسون التأمل هدفين: أولهما أنَّهم يصبحون أكثر فهماً لخبايا أنفسهم لأنَّ البدء بالتأمَّل يجعل الإنسان يغوص تدريجياً ويخترق طبقات نفسه واحدةً تلو الأخرى ليتخلص من جميع الأوهام والأكاذيب التي كان يؤمن بها في أغلب الأحيان. ثاني هذه الأهداف أنَّ الأشخاص الذين يمارسون التأمل يركزون الاهتمام على الواقع وعلى الأشياء التي يرغبون في تحقيقها، إذ يساعدهم التأمل في اكتشاف الأشياء التي تمنحهم شعوراً بالرضى أكثر من الذي تمنحهم إيَّاه تلك العادات السيئة. يجب أن تراقب أفعالك وأفكارك بوعي، اسأل نفسك: "ماذا أفعل؟ ولماذا أفعل ذلك؟ وقت القيام بأنشطة مختلفة. يمنحك هذا نظرة عامة على تصرفاتك. بعد مراقبة تصرفاتنا يجب أن نحدد هل ما نقوم به جيد أم سيء بالنسبة لنا. وهل تخدم تصرفاتنا الأهداف التي نريد تحقيقها أم أنها تعيقنا. من الضروري بعد تصنيف تصرفاتنا أن نحاول إيجاد عادات مضادة أخرى لمنع عاداتنا السيئة ومحاولة ترويض النفس على تقبل تصرفات أخرى صحية أكثر. وهذا الأمر يتطلب بعض الجهد.
مشاركة :