– يغزو النهج المستدام عالم الأجهزة الإلكترونية حاليا؛ حيث تعتمد بعض الشركات في تصنيع أجهزتها على مواد مُعاد تدويرها من أجل الحفاظ على البيئة، على غرار ما فعلته شركة لينوفو في موديلاتها “ثنكبادز” الجديدة. وتمثل بعض الأجهزة والمعدات الإلكترونية بعد استخدامها مخلفات ونفايات إلكترونية، لذلك وجب التفكير في كيفية التخلص مما قد تخلفه من أضرار ومخاطر على صحة الإنسان وسلامة البيئة نظرًا لاحتواء الكثير من تلك الأجهزة والمعدات على مكوِّنات سُمّيَّة ومواد مُشعَّة ذات علاقة بأمراض خطرة وخبيثة ومميتة. ومع زيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية واتساع استخدامها، خاصة في الدول المتقدمة، تزداد رغبة الشركات في الربح الوفير، وتصبح دورة حياة المنتج أقصر، ويجري تعديل تصاميم الأجهزة لجعلها أقل قابلية للإصلاح أو إعادة الاستخدام. ولا تروج لينوفو منتجاتها باعتبارها أجهزة صديقة للبيئة، ولكن الألمونيوم والجلد الصناعي الأسود المُعاد تدويرهما يتم اعتبارهما من “الخامات الأكثر استدامة”. وأوضحت الشركة الصينية أن 90 في المئة من مكونات وحدة الإمداد بالطاقة مصنوعة من “مواد ما بعد المستهلك”؛ بمعنى أنها تحتوي على لدائن بلاستيكية من الزجاجات المُعاد تدويرها، وعلى معادن من النفايات الإلكترونية أو المواد الأخرى المُعاد تشكيلها. كما قامت لينوفو بتصنيع عبوات التغليف لأجهزة اللاب توب “ثنكبادز” من الخيزران وقصب السكر الذي يمكن تحويله إلى سماد. وإلى جانب شركة لينوفو قدمت شركة آسوس أجهزة لاب توب جديدة بعبوات تغليف تسهل إعادة تدويرها أو مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها، كما يمكن استعمال عبوات التغليف في أغراض أخرى مثل الإصدار الخاص من جهاز آسوس “زنبووك”، الذي يمكن تحويل عبوة تغليفه إلى حامل مناسب لجهاز اللاب توب من أجل إجراء الأعمال بشكل أكثر راحة. الحفاظ على البيئة ولا يقتصر النهج الأكثر استدامة في ما يتعلق باستعمال المواد والخامات على شركتي لينوفو وآسوس فقط، بل لجأت شركة أبل إلى الاعتماد على مواد مُعاد تدويرها وخامات أخرى، وتعمل شركة سامسونغ أيضا منذ سنوات على تطوير عبوات تغليف تُمْكن إعادة تدويرها بسهولة أو إعادة استعمالها بشكل جزئي. ولم تعد الشركة الكورية الجنوبية ترفق هواتفها الذكية بشواحن، على غرار ما فعلته شركة أبل، وهو ما يجعل عبوات التغليف أصغر حجما ويسهم في التقليل من استعمال الخامات. وأشار لويس فارد، من شركة “غي دي سي” لتحليل السوق، إلى صعوبة تقييم مدى انتشار وسرعة الإنتاج الأكثر استدامة في قطاع الأجهزة الإلكترونية، وأضاف “تغير المناخ يعتبر من المشكلات الخارجية، وهناك عدد قليل من الشركات التي تفهم التأثيرات الإيجابية طويلة المدى لعمليات الإنتاج الأكثر استدامة”. أما بالنسبة إلى المشترين فقد أصبحت الاستدامة من الموضوعات الأساسية، ووفقا لما أوضحه تقرير الاستدامة لعام 2021 الصادر عن شركة الاستشارات سيمون كوخر فإن أربعة من كل خمسة أشخاص تم استطلاع آرائهم يعتقدون أن الاستدامة من الموضوعات المهمة، ويرغبون في العيش بطريقة أكثر استدامة، علاوة على أن هذه الاستدامة تعد من معايير الشراء المهمة لحوالي 50 في المئة من المشاركين في الاستبيان، ولكنها ليست المعيار الوحيد. وأشار الخبراء في شركة “جي أف كيو” لأبحاث السوق إلى أن الاستدامة تعتبر من الاتجاهات الرئيسية للمستهلكين في عام 2022؛ حيث يرى 69 في المئة من المشاركين في الاستبيان أنه يجب على الشركات أن تتحلى بالمزيد من الوعي البيئي عن طريق الاعتماد على مواد صديقة للبيئة. وأضاف المحلل لويس فارد أن الإنتاج “الصديق للبيئة” يؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات؛ حيث لا تندرج أجهزة اللاب توب الجديدة من لينوفو المصنوعة من ألمونيوم مُعاد تدويره أو أجهزة تلفزيون سامسونغ المغلفة بعبوات صديقة للبيئة أو الهواتف الذكية دون شواحن ضمن فئة الموديلات الرخيصة. وأشار تقرير سيمون كوخر إلى أن 34 في المئة من المشاركين في الاستبيان لديهم استعداد لدفع المزيد من الأموال مقابل النهج المستدام في الإنتاج. وسوف تتيح شركة لينوفو تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الكمبيوتر بشكل جزئي لاحقا، فإذا رغب المستخدم في تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لجهاز اللاب توب يمكنه القيام بذلك مع موديلات “ليجين” و”يوغا” الجديدة، فإذا قام المستخدم بتحديد الخيار “سي أو 2 أوفست” أثناء الشراء من المتجر الإلكتروني فسوف يتم فرض رسوم إضافية، ويتم احتساب هذه الرسوم من خلال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التقليدية لمتوسط وقت تشغيل الجهاز. وعادة ما تذهب هذه الأموال إلى العديد من مشاريع الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي، وإلى جانب هذه المبادرات من الشركات العالمية فإن مشتري الأجهزة الإلكترونية لديه إمكانية معادلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون طواعية.
مشاركة :