مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت «على قفا من يشيل»، كما يقال في المثل العربي المشهور، وهو وصف يدل على كثرة الشيء، أي أنه من الكثرة بمكان، وأينما تذهب تجده أمامك، لكثرته وانتشاره. الشبكة العنكبوتية هي العامل المهم في تلك الكثرة، وجعلت وسائل التواصل ليس فقط بين أفراد المجتمع الواحد، بل العالم برمته، كأنه مكان واحد، يتواصل فيه الناس كأنهم مجتمعون مع بعض. ومن تلك المواقع ما هو صوتي فقط، ومنها ما هو صوتي ومرئي، وكذلك كتابي فقط. من خلال تصفحي، وتجربتي مع العديد من تلك المواقع، كمن يحب الاستطلاع، للحصول على أفكار أكتب عنها، سواء أفكارا إيجابية أو سلبية، انتقدها من مبدأ الحرية التي نعيشها في بلدي، المملكة العربية السعودية. اسمح ليّ أيها القارئ أن أقدم فكرة هذه المرة عن أمر خطير، يجب التحذير منه، وكشف أسراره. في غرفة البرنامج الصوتي، الذي انتشر بشكل واسع هذه الأيام، ويعشق ذلك التطبيق أو البرنامج الأشخاص الذين يفضلون الإسهاب في الحديث بدل الكتابة، وجدت ظاهرة مخيفة تتعلق بحياة كل شخص بيننا، وهي السحر والشعودة، التي انتشرت انتشار الهشيم في النار. موقف حصل ليّ في تطبيق «كلوب هاوس»، عندما ولجت إحدى الغرف، لنتبادل أطراف الحديث، لتصادفني امرأة من إحدى الدول الإفريقية - على حد زعمها - تتحدث عربية مكسرة، تدعي تحليل الشخصيات من خلال نبرة الصوت، وكذلك الصورة المنشورة عبر الملف الشخصي لحساب كل مستخدم بالتطبيق، حيث تطلب الاطلاع على صورة أي شخص تود تحليل شخصيته، وتدعي أن ذلك فراسة، وملكة وهبها الله إياها. مع الحديث عن الشخصية، التي تود تحليلها، تقرأ بعض الآيات والأحاديث، وهي طريقة لإقناع الموجودين في تلك الغرفة، وليس فقط من تحلل شخصيته، بشرعية ما تقوم به دينيا. الموقف الذي حصل معي أنا شخصيا.. حللت شخصيتي حسب طلبي، خمنت وتفلسفت بمعلومات، منها الصحيح ومنها الخطأ، أبهرتني حقيقة كثرة المعلومات الصحيحة عني، إلا أنها معلومات يتصف بها كل شخص في الحقيقة، مثل: أنت طيب وأنت كريم وأنت طموح، إلى غيره من الصفات المشتركة بين عامة الناس، أضف إلى ذلك أنها، ولا ريب، تستعين بالقرين من أجل الحصول على معلومات أكثر من خلال الشعوذة والسحر، حسب إفادة رجل دين، استعنت به، ليفسر ليّ كيف قالت معلومات صحيحة عني. من أجل لفت انتباهها، طلبت التواصل معها عبر الجوال أو أي وسيلة أخرى، لكي اطلع أكثر على معلومات عن حقيقتها، فإذا بها لا ترد عليّ البتة، محاولة منها لزيادة شغفي بالتواصل معها، وأنها شخصية مهمة، لديها الشيء الكثير. بعد البحث والتحري عن تلك الفئة من الأشخاص من باب «عرفت الشر لا للشر ولكن لأتقيه»، وجدتهم - أي تلك الفئة التي تستغل السذج من أجل أكل أموالهم بالباطل - منتشرين بين مستخدمي تلك الغرف الصوتية، ويحاولون استدراج الأشخاص الضعاف من أجل سلب أموالهم بطرق غير مشروعة، وكل من يعاني مشاكل أو أمراضا نفسية أو حتى جسدية ينجر خلفهم، بحثا عن الحلول السريعة. أحبابي لا تنسوا - وأنا هنا أذكر ولا أعلم - الأذكار الشرعية التي وهبنا الله إياها من أجل الحماية من مثل تلك الشخصية.. كفانا الله وإياكم شرها.. اللهم آمين.
مشاركة :