من أزمة إلى أخرى، هذا هو حال الشعب اللبناني الذي دخل في مرحلة «اليأس» بعدما خسر أمواله وحياته واستقراره، بفعل سياسات حكومية فاشلة وفساد ودمار وانفجار، نتيجة تلاحم المنظومة السياسية مع بعضها بعضًا برئاسة «حزب الله»، ويعاونه في ذلك حليفاه «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، اللذان أمّنا له الدعم اللوجستي والسياسي لبسط سيطرته على لبنان ومرافق الدولة ومؤسساتها كافة.أما اليوم وبعدما نفدت من أيدي اللبنانيين كل سبل الحياة والأمان والاستمرار، لم يبقَ أمامهم سوى الانتخابات النيابية المقبلة وخوضها تحت شعار «رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان».الاحتلال الإيرانيوعُقد، أمس الثلاثاء، اجتماع حضوري في مكاتب LCRS Politica ببيروت عبر تقنية Zoom لإطلاق «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان»، بحضور ومشاركة حوالي 200 شخصية سياسية وقادة رأي وأخصائيين، وتم التوافق على أن يرأس النائب السابق د. أحمد فتفت المجلس لفترة انتقالية، كما يتم التحضير لانتخابات مفتوحة لرئيس منتخب مع مكتب سياسي.وقد افتتح اللقاء رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق د. فارس سعيد، بكلمة حدد من خلالها ماهية تأسيس المجلس في هذا الوقت ودوره في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان.وقال سعيد: يعيش غالبية اللبنانيين اليوم قلقًا على المصير، جراء انهيار الدولة بتعطيل مؤسساتها والتلاعب بدستورها والميثاق الوطني، وصولًا إلى استتباع القضاء وتعطيله، هذا وسط حالة متنامية من اللا يقين الوطني في المناخ السياسي العام، وتشوش البوصلة الداخلية والخارجية في أداء الحكم، فيما تشهد المنطقة من حولنا صراعات وتدافعات كبرى وضعتنا على درب الفيلة، أو بالأحرى وضعنا أنفسنا بأيدينا على هذا الدرب، لأننا - وبكل بساطة - لم نحسن تحييد وطننا.وتابع سعيد: لبنان يقوم على قوة التوازن لا موازين القوى المتغيرة، وإلا بقيت زعامات الجماعات الطائفية مدفوعة على الدوام إلى خوض معركتين على قاعدة الموازين؛ «معركة أولى طاحنة داخل طائفتها»، و«ثانية مع الطوائف الأخرى لتعيين حصتها في الدولة»، فكيف إذا جرى هذا التدافع المحموم في كنف وصاية خارجية أو احتلال!الانهيارات المتسارعةويوضح: لن أسهب في وصف الانهيارات المتسارعة على المستويات كافة، لا سيما في السنتين الأخيرتين، والأنكى من ذلك كله هو ردها إلى الفساد حصريا، مع إغفال حقيقة أساسية هي أن الانهيارات بما فيها الفساد، ليست سوى نتيجة حتمية لغياب السيادة والاستقلال، تحت وطأة احتلال سوري سمي «وصاية»، أعقبه إيراني يسمى «نفوذ» منذ الطائف حتى الآن.وزاد النائب سعيد: الوصايتان قامتا بين طرفين؛ «سلطة الاحتلال التي توفر مكاسب شخصية لزعماء على صعيد الحكم والمؤسسات، مقابل سكوتهم عن أصل المشكلة!»، أما عندما يتمرد بعضهم بصحوة ضمير أو بفعل استياء شعبي عارم، فعقابه الاغتيال! جميعكم تعرفون بالوقائع والأسماء والتواريخ منذ اغتيال رينيه معوض إلى لقمان سليم، وما بينهما بطبيعة الحال اغتيال رفيق الحريري.ويواصل: أعتقد مع كثيرين يتزايدون باستمرار، أن رفع الاحتلال، أكان سافرًا أو مقنعًا، هو المدخل الأساسي لمعالجة النتائج وتصحيح البوصلة الداخلية والخارجية؛ داخليًا بالتزام وثيقة الوفاق الوطني والدستور، نصًا وروحًا وبنودًا كاملة، وخارجيًا بتصويب علاقاتنا مع محيطنا العربي والمجتمع الدولي، ذلك بالإضافة إلى تنفيذ قرارات الشرعيتين العربية والدولية.
مشاركة :