القاهرة 11 يناير 2022 (شينخوا) أكدت الحكومة المصرية اليوم (الثلاثاء) أن التغيرات المناخية تهدد دلتا نهر النيل، باعتبار أن مصر من أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي. وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال جلسة "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ.. لمواجهة التغيرات المناخية" ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ، إن "المؤسسات الدولية المعنية بمجال التغيرات المناخية ترى مصر من أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي رغم محدودية مسؤوليتها عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ تبلغ مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية 0.6% في عام 2015 وهي نسبة ضئيلة للغاية". وأضاف مدبولي أن التغيرات المناخية أصبحت ظاهرة خطيرة جدا تهدد الجنس البشري، وتستدعي أن يواجهها العالم بمنتهى الحسم والسرعة في ظل ارتفاعات كبيرة جدا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبالتالي ارتفاع في متوسط درجات حرارة كوكب الأرض وارتفاع مستوى سطح البحر. واستعرض جهود مصر لمواجهة التغيرات المناخية حيث تم إنشاء المجلس الوطني للتغيرات المناخية الذي أطلق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية. ووفقا لمدبولي، تنفذ مصر مشروعات عملاقة في عملية التكيف أو في تخفيف حدة التغيرات المناخية، وتتحرك في 5 مسارات رئيسية حيث بدأت في تقليل الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري، والاتجاه بقوة لاستخدام الغاز الطبيعي والطاقة الجديدة والمتجددة. وأشار إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومع ذلك وضعت خطة لمضاعفة هذه القدرات لـ 300% خلال الفترة المقبلة. وتتضمن الخطة الوصول بالطاقة المتجددة إلى 42 % من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر قبل حلول عام 2035. ونوه مدبولي بأن "مصر تقدمت 20 مركزا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشر أداء تغير المناخ 2022". ولفت إلى أن مصر تنفذ أيضا مشروعات كبرى في مجال ترشيد المياه وتطوير البحيرات المائية ومشروعات حماية الشواطئ من أجل التعامل مع المناطق المهددة بسبب تغير المناخ في شمال الدلتا. وتنفذ مصر أيضا منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعى تتوافق مع المعايير البيئية، وتتضمن القطار الكهربائي والمونوريل والقطار فائق السرعة بشبكة يصل طولها إلى أكثر من 2200 كيلو متر، لكى تتواكب مع التغيرات المناخية وتقلل الانبعاثات الضارة، فضلا عن مشروع كبير لاعتماد وقود السيارات على الغاز الطبيعي والكهرباء، وآخر لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل. كما تنفذ "جيلا جديدا من المدن الخضراء" التي تعد مدنا ذكية تعتمد على فكر المدن المستدامة، بحسب مدبولي الذي أكد أن جميع المبانى الحكومية سواء فى العاصمة الإدارية الجديدة أو داخل المدن القائمة بدأ الاعتماد على الطاقة الشمسية بها. ولفت رئيس الوزراء إلى أن الاستثمارات في المشروعات الخضراء خلال العام المالى الحالى تصل إلى 30% من الاستثمارات العامة، ومن المستهدف خلال العامين القادمين أن تصل إلى 50%. وأوضح أن مصر ستستضيف الدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ في شرم الشيخ نهاية العام الجاري حيث ستضع أمام العالم الأطر التنفيذية لمواجهة التغيرات المناخية. من جهته أشار وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي خلال جلسة "مسؤولية المجتمع الدولى تجاه الأمن المائى المستدام" بالمنتدى، إلى الآثار الواضحة والمتزايدة للتغيرات المناخية على كافة مناحى الحياة خاصة التأثيرات السلبية على الموارد المائية. وأكد أن "تغير المناخ يهدد الإنتاج الغذائي حول العالم، بالإضافة للتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر والذى يهدد الأراضى المنخفضة حول العالم ومنها دلتا نهر النيل" في مصر وتتضمن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية نقص كميات المياه والحاجة لإعادة استخدامها أكثر من مرة، الأمر الذى يؤدى لتدهور نوعية المياه، كما أن زيادة الضغط على الموارد المائية المحدودة سيؤدى لانتشار الفقر وتراجع مستوى المعيشة، وفقا للوزير. وأضاف أن مصر قامت بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى للتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، حيث تم إنشاء نحو 1500 منشأ للحماية من أخطار السيول، وتنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال تصل إلى 120 كيلو مترا، والعمل في حماية أطوال أخرى تصل إلى 110 كيلو مترات، بالإضافة للتوسع في إعادة استخدام المياه من خلال إنشاء محطات معالجة ثلاثية للمياه بطاقة تصل إلى 15 مليون متر مكعب يوميا. بدوره أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تحركت بسرعة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وأشار إلى أن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية لاسيما أنها تحمل فرصة للاستغناء عن الوقود الأحفوري باستخدام سيارات تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي. وافتتح الرئيس المصري أمس "منتدى شباب العالم" في دورته الرابعة بمنتجع شرم الشيخ، والذي يستمر حتى 13 يناير الجاري.