تعود بداية التأريخ الأمازيغي في الجزائر على غرار بلدان شمال إفريقيا إلى 950 عام قبل ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام و”الأمازيغ” هم شعوب تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن البحر المتوسط شمالًا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا. ويبدأ التقويم الأمازيغي في 13 يناير بدل الأول منه، بينما تجري الاحتفالات ليلة رأس السنة في الثاني عشر منه وتحت شعار “هوية ولقاء” انطلقت الاحتفالات الرسمية بالجزائر و تحديدا بولاية تمنراست (منطقة الطوارق و هم من مكونات الشعوب الامازيغية) تحت رعاية رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون و بإشراف المحافظة السامية للأمازيغية و هي هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية الجزائرية و بالتنسيق مع وزارة السياح بحضور السلطات المحلية وأساتذة ومختصين وإعلاميين وأعضاء لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية للعلم تم ترسيم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الموافق لـ12 يناير/ كانون الثاني من كل عام سنة 2017 و يعد عطلة رسمية مدفوعة الاجر في الجزائر. و نقلا عن الهاشمي عصاد أمين عام المحافظة السامية للأمازيغية قوله إن “الاحتفال بيناير يغذي مرجعيتنا التاريخية وينمي الشعور بانتماءاتنا إلى الأمة الجزائرية الواحدة والموحدة”. و أضاف “هذا الاحتفال يأتي كثمرة لمختلف الجهود التي تبذلها الدولة لترقية اللغة والثقافة الأمازيغية كما يهدف إلى إبراز موروثنا الثقافي”. للاحتفال برأس السنة الأمازيغية نكهة مميزة لدى أمازيغ الجزائر ويتم إحياؤها بطقوس خاصة وعادات تعكس تقاليد وهوية الامازيغ وتختلف تسميات المناسبة حسب اختلاف اللهجات الأمازيغية في الجزائر. ويرتبط هذا التاريخ في الموروث الشعبي ولدى عدد من المؤرخين بانتصار الملك الأمازيغي شيشناق على فرعون مصر وذلك قبل الميلاد و منهم من يربط الاحتفال بالعجوز التي سبت شهر يناير ولم تكترث له ، وفضلت إخراج قطيع غنمها لترعاه، متحدية قوة الطبيعة، ففوجئت بعاصفة ثلجية جمدتها هي وغنمها، ومن ثمة بات ذلك اليوم يوما يُحتفى به ، فيما تقول أسطورة ثانية أنه يحتفل به ليبارك موسمهم الفلاحي لارتباطهم بأرضهم فيما جاء في أسطورة ثالثة وهي الاقرب إلى الحقيقة، حسب عدد من المؤرخين في بلدان المغرب، وهي إنتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثاني، فرعون مصر .. وتقوم الاحتفالات بموازاة ذلك بتحضير مأكولات تقليدية مختلفة ومتنوعة يطلق عليها اسم “أمنسي نيناير”، وذلك لما له من تأثير بالغ على العائلة ورزقها طوال أيام السنة الجديدة، حيث أن تنوع أطباق هذه المأكولات يوحي بكثرة الرزق والأرباح وجني محصول وفير خلال السنة الجديدة. ومن بين أهم العادات في الاحتفال بالعيد الأمازيغي لدى العائلات الجزائرية هي التضامن حيث تقوم العائلات الميسورة بالتجمع في بيت واحد وجمع الأموال و تحضير الأطباق التقليدية المتمثلة في “الرشتة، و ثيغريفين”، وأثناء تحضيرها تبدأ النسوة بترديد الاغاني القديمة. وبعد الانتهاء يتم توزيع المأكولات في شكل حصص متساوية على الفقراء ويطلق عليها اسم “الوزيعة”، وتقام الوزيعة في مختلف ارجاء البلاد. أما في الجنوب الجزائري، يحتفل الطوارق أسبوع كامل و يطلق عليه اسم ” الأسبوع الأمازيغي”، حيث تجتمع كل قبائل الطوارق في مكان واحد ولمدة أسبوع كامل، وخلاله يتم تحضير الاطباق التقليدية في الفترات الصباحية، وفي المساء يتم توزيعها على كافة القبائل، وفي فترة الليل تقوم الفرق الموسيقية بالتهليل والغناء والرقص حتى الصباح. وتختلف العادات والتقاليد في الجزائر بين أمازيغ وطوارق إلا أنهم يتفقون ويحتفلون في يوم 13 يناير من كل سنة بعيد الامازيغ دون استثناء ، ويتضامنون فيما بينهم لخلق جو من الرحمة والمحبة يلمسها المرء عبر الشوارع بين الناس الذين نجدهم في هذا اليوم يتبادلون التهاني والتمنيات بقول كلمة “أسقاس أمقاس” و تعني عام سعيد. 55
مشاركة :