المهرجان السعودي للتصميم يضع الموهوبين على الخريطة الإبداعية العالمية

  • 1/12/2022
  • 19:02
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رحلة معاصرة في عالم التصميم والإبداع والاكتشاف، بدأها المهرجان السعودي للتصميم، الذي انطلق الأحد بمشاركة نخبة من المواهب المحلية والعالمية، بأفكار خارجة عن المألوف، تصل إلى أعماق الآخر ووجدانه. للوهلة الأولى، يبدو لزائر المهرجان في حي جاكس في الدرعية أنه ورشة فنية لا تهدأ، تقدم إبداعات تعيد قراءة المستقبل وتشكيله، وتحتضن تجارب وأنشطة تحتفي بعالم التصميم، وتقرأ "الاقتصادية" بعضا من ملامحها وجمالياتها. رحلة في التصاميم مساء الأحد، كان متذوقو الفن على موعد مع افتتاح الدورة الأولى للمهرجان السعودي للتصميم، تحت شعار "تواصل - ابتكار - تعاون"، دشنه حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة، بحضور الدكتورة سمية بنت سليمان السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، ونخبة من الفنانين والمبدعين والمصممين من المملكة والعالم. على مدى 20 يوما، سيعيش الزوار من مختلف الفئات العمرية تجربة فنية إبداعية فريدة من نوعها، بداية من الأسبوع السعودي للتصميم "أفانين"، وترمز الكلمة إلى الغصون المتشابكة، التي تمثل جهود الماركات والمبادرات في عالم التصميم التي تقدم الثقافة بطريقة معاصرة، حيث يضم معارض تركز على العلامات التجارية والمنتجات المستقلة، بمشاركة نخبة من المواهب المؤهلة، وفق أحدث المعايير العالمية، لعيش الزوار رحلة معاصرة في عالم الهوية المحلية والتصاميم المبتكرة. وفي أروقة المهرجان، سوق للتصميم، مخصصة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة والعلامات التجارية الفريدة من نوعها، كما تتضمن فعالياته منتدى التصميم، الذي يضم قادة الفكر المحليين والدوليين، ومشاريع بقيادة سفراء التصميم السعوديين، فضلا عن تركيبات التصميم الوظيفي، وورش عمل حية وبرامج مميزة للأطفال، بما يكفل إثراء زيارة الجمهور وتحسين معارفهم في هذا المجال الثقافي الإبداعي المميز. "فسيلة" تقدم إرث النخيل مما يلفت نظر الزائر إلى المهرجان السعودي للتصميم، مشاركة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، الذي يعد منصة داعمة للإبداع والمبدعين، يقدم من خلال مشاركته جناح "فسيلة" الإبداعي، الفائز في موسم "تنوين" الذي أقامه المركز في العام الماضي، في فعالية صنفت بأنها الحدث الإبداعي الأكبر على مستوى المملكة. وتعكس هذه المشاركة اهتمام "إثراء" بتوفير منصات لعرض أفضل التصاميم والأعمال الفنية والإبداعية أمام الجمهور ضمن أساليب تفاعلية، ولا سيما أن المركز يعد وجهة ثقافية تهدف إلى إلهام وتحفيز روادها في مجالات متعددة، وتمكين المواهب الإبداعية، وإبراز تقدم المملكة على المستوى العالمي. وحول العمل الفني "فسيلة"، فهو نتاج لتعاون أربع فنانات سعوديات، هن لجين العتيق وليان أبو السعود وسارة المداح ولمى درداس، استلهمن فكرة التصميم من إرث النخيل الثقافي، بما يرمز إلى كرم المملكة وازدهارها، كما يصور "فسيلة" أوراق النخل والجذوع في نهج معياري، لتوفير مساحة هادئة تحت الشجرة. ويعيد العمل الإبداعي تعريف جذع النخلة وفسائلها، حيث يشكل الهيكل العام مجموعة من الوحدات التي تتفاوت ارتفاعا وانخفاضا وكأنها عتبات، وحين يشع نور الشمس على الجناح، فإنه يترك انطباعا بصريا كما لو كان الضوء يمر من خلال سعف النخيل، حيث يقدم الجناح تجربة مميزة تحث على التساؤل عن علاقة المساحات الداخلية بمحيطها الطبيعي. ولم يكن طريق "فسيلة" إلى المهرجان مفروشا بالورود، فقد تفوق في موسم "تنوين" على الأعمال المقدمة، واستقبل منذ انطلاقته في 2018 أكثر من 75 ألف مشارك، وزوارا تجاوزوا حاجز 200 ألف مشارك، وفقا لتقديرات مركز إثراء، مقدما خلاصة فكر 150 متحدثا، عبر 140 ورشة عمل و30 معرضا وعملا فنيا. أدباء الشارع في قلب الإبداع الذي يقدمه المهرجان السعودي للتصميم، تبرز فكرة صديقة للبيئة، قدمتها المصممة بنان اليعقوبي وزملاؤها في جناح خاص، ترتكز على تحويل المواد الأولية من مخلفات المقاهي - كالأكواب - إلى تصاميم بيئية وإبداعية، وقالت لـ"الاقتصادية"، "إن الكوب المستخدم في المقاهي يحولونه إلى ورقة تتضمن بذورا، يمكن زراعتها لتخرج نبتة، في فكرة مستدامة وفريدة". ومن الأكواب إلى فكرة أدباء الشارع، التي أسستها المصممتان وطفاء حميد الدين وديم الحقباني، من خلال استوديو شدة للتصميم، استثمارا لتعطش صناعة الإبداع إلى المواهب السعودية، لتشارك بتصاميم ذات لمسة محلية، تعكس اللهجة والعادات والتقاليد، ونقلتا مشاعر الأدباء التي كتبوها على الجدران إلى الملابس. فيما خصص ركن لجائزة العلا للتصميم، يمنح مساحة لأعمال التصاميم الاستثنائية المستوحاة من التراث والمناظر الطبيعية والموروثات الفنية والثقافية للعلا. وتقدم الجائزة في نسختها الأولى دعوة مفتوحة إلى المصممين المحترفين والناشئين، لتقديم تصوراتهم حول المنتجات الراقية، والهدايا المرموقة لكبار الشخصيات، وستخضع جميع المشاركات للتقييم على يد لجنة متخصصة مكونة من خبراء في عالم التصميم، حيث تدرس لجنة الجائزة المقترحات المرشحة للقائمة القصيرة، ودعمها في عملية الإنتاج والترويج، وذلك داخل العلا وعبر منصات التواصل الاجتماعي والأنشطة العالمية، ومن المقرر أن يعلن عن الفائزين في 27 يناير الجاري. أفضل 100 ملصق عربي الثقافة البصرية كانت حاضرة من خلال مشاركة معهد مسك للفنون، مستعرضة أفضل مائة ملصق عربي، التي أفرزتها مسابقة رسمية غير ربحية تقام كل عامين، وانطلقت من الجامعة الألمانية في القاهرة كمشروع تحضيري للماجستير. ويسافر معرض الملصقات إلى مختلف الدول العربية وخارجها، سعيا لتعزيز مكانة الملصق كوسيلة للتواصل في الأماكن العامة، وإثارة المناقشات حول دور الملصق وتكوينه ومحتواه وتقنيات تنفيذه. وتشارك بدورها جمعية حرفة بمجموعة طاولات محاكة بقطع من السدو، الذي يعد موروثا بصريا وعنصرا ثقافيا مهما، بما يحمله من الماضي العتيق وجمال زخارفه الفنية، إلى جانب أجنحة لإبداعات الخط العربي، تمزج بين التصميم الفني والخطوط الكلاسيكية. كما يطرح المهرجان عددا من التجارب المبتكرة في التصميم من خلال التركيز على القوة التحويلية لهذا المجال وأثره في التوجهات العالمية، ويبرز في هذا الجانب جناح السفارة الفرنسية ومركز أليانس فرانسيز، وهو المركز الثقافي الفرنسي الرسمي والوحيد في المملكة لتعليم اللغة الفرنسية، ويجيب فيه المصممون الفرنسيون عن سؤال "لم التصميم؟".

مشاركة :