فوجئتُ كما فوجئ غيري من الواقعيين لا الحالمين والمتخيلين والواهمين بالحفل الذي أقامته (السفارة الفلسطينية !!) في دولة الكويت بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لإعلان ( الإستقلال الفلسطيني !! ) مما يُشير ضمناً أنه في عام ١٩٨٨ م استقلت ( فلسطين ! )وإنني أتساءل كما يتساءل غيري عن طبيعة وماهية ذلك الإستقلال المزعوم ! متى وكيف وأين جرى ذلك الإستقلال ؟ إن من أهم مقومات قيام الدولة الأرض والشعب والموارد الإقتصادية والسيادة ووجود حكومة وحاكم ومؤسسات مدنية ، ولننظر هل توجد تلك المقومات فيما يُسمى (دولة فلسطين !) ؟ فالأرض إسرائيلية والشعب شتات مخيمات اللاجئين المبعثرين بين الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسورية ، ولا توجد موارد اقتصادية فدولة إسرائيل هي التي تُزود (الفلسطينيين !) بالكهرباء والماء والغذاء والدواء والوقود وتدفع روانب الموظفين ولا توجد ثروات معدنية ولا مصادر طاقة ولا مواد خام يمكن أن تقوم عليها صناعات تحويلية ، ولا سيادة لما يُسمى ( السلطة الفلسطينية ! ) و ( حكومة غزة ! ) والتنازع مُستَعِرٌ ودائمٌ بين كل أطياف الفصائل ( الفلسطينية ! ) وبالذات بين ( حركة حماس ! ) و( حركة فتح ! ) ولا يوجد حاكم مُجمَعٌ عليه بين ( الفلسطينيين ! ) . ما معنى استقلال دولة لا وجود لها أصلاً ؟ وما معنى إعلان قيام دولةٍ لا تملك مقومات الدولة كما أوضحت ؟ وما قيمة رفع علمٍ في الأُمم المتحدة لدولةٍ لا يعترف بها إلا الحالمون والآملون والمتخيلون لا الواقعيون ؟ ! أتمنى أن نُغَلِّبَ العقل على العاطفة فهناك فرقٌ بين الواقع والخيال وهناك بونٌ شاسعٌ بين الحقيقة والأوهام والخيالات والأحلام ، فقيام دولة ( فلسطينيةٍ !) أمل ووهم وحلم وخيال وليس واقعٌ أو حقيقة ومن العبث بالعقول والألباب أن نخلط الواقع بالوهم والحقيقة بالخيال ، ولا بُد أن نحترم عقول الآخرين حتى لا يقف العالم الواعي والمتحضر موقف الإستهزاء والسُّخرية من سخافاتٍ نُرَدِّدها مثل ( دولة فلسطين ! ) ، ( ذكرى الإستقلال الفلسطيني ! ) وغير ذلك من أحلام اليقظةِ وأوهام الحالمين . عبدالله الهدلق