بكين 12 يناير 2022 (شينخوا) مثَّل العام المنصرم 2021 العام الأكثر حرارة لمحيطات العالم على صعيد التاريخ البشري المسجل، وفق ما ذكرت دراسة حديثة بقيادة فريق دولي من العلماء الذين يتتبعون هذه البيانات. وأجرى الدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء الماضي في مجلة "أدفانسيز إن أتموسفيريك ساينسز"، 23 باحثا من 14 معهدا في الصين والولايات المتحدة وإيطاليا. ووجد العلماء أن الـ2000 متر العليا في كافة المحيطات امتصت خلال العام الماضي 2021 قدرا أكبر من الحرارة مقارنة مع الرقم القياسي المسجل في العام الأسبق فقط، وهو ما يعادل 145 ضعفا للكهرباء المولدة عالميا خلال عام 2020. ونظرا لأن أكثر من 90 بالمئة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الاحتباس الحراري تمتصها المحيطات، لذا فإن المحتوى الحراري للمحيطات يعد مؤشرا رئيسيا للاحتباس الحراري، بحسب ما ذكر كيفين ترينبيرث، عالم بالمركز الوطني الأمريكي لبحوث الغلاف الجوي ومشارك في إعداد الدراسة. وبالإضافة إلى امتصاص الحرارة، تمتص المحيطات حاليا ما يتراوح بين 20 بالمئة إلى 30 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشري، ما يؤدي إلى حموضة المحيطات. لكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات حد من كفاءة امتصاصها للكربون ما ترك المزيد من ثاني أكسيد الكربون عالقا في الهواء، وفق ما ذكر تشنغ لي جينغ، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك بمعهد فيزياء الغلاف الجوي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. وأوضح تشنغ أن "مراقبة وفهم الاقتران بين الحرارة والكربون في المستقبل أمران مهمان لمتابعة أهداف تخفيف التغير المناخي"، داعيا إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للمحيطات مع تعهد العديد من الدول بتحقيق الحياد الكربوني خلال العقود القادمة. وأضاف تشنغ "مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، تتمدد المياه وترتفع مستويات البحار. كما أن المحيطات الأدفأ حرارة تزيد من عنفوان أنظمة الطقس، ما يؤدي إلى تشكل عواصف وأعاصير قوية، فضلا عن زيادة منسوب الأمطار ومخاطر الفيضانات". وقال مايكل مان، مُعد الدراسة والأستاذ بجامعة ولاية بنسيلفانيا "المحيطات تمتص معظم الحرارة الناتجة عن الانبعاثات الكربونية البشرية"، مضيفا "ريثما نصل إلى صافي صفر انبعاثات، سيستمر هذا الاحترار وسنواصل تسجيل مستويات قياسية للمحتوى الحراري للمحيطات، على غرار ما فعلنا عام 2021. إن زيادة الوعي والفهم بشأن المحيطات يمثلان أساسا لإجراءات مكافحة التغير المناخي". كما تبادل الباحثون البيانات المسجلة في الدراسة من قبل معهد فيزياء الغلاف الجوي بالصين والإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، والتي حللت ملاحظات المحتوى الحراري للمحيطات وتأثيرها بدءا من الخمسينيات من القرن الماضي.
مشاركة :