ظرف صحي طارئ أجبرنى على الذهاب إلى مستشفى (وادى النيل) قبل نهاية العام، بناءً على نصيحة مايسترو المسالك البولية د. محمد صلاح البدرى.. وهو أيضا زميلنا فى الصحافة يكتب عمودا أسبوعيا على صفحات (الوطن)، يمزج فيه بين الطب والدنيا. أمضيت ثلاثة أيام بالمستشفى فى غرفة عادية، وتعايشت مع حالة غير مسبوقة من الانضباط الشديد، لا أتحدث فقط عن فريق الأطباء المتميز، ولكن طاقم الممرضين الذين لا يتوقفون عن تلبية أى نداء فى ثوانٍ وعلى مدى 24 ساعة. طلبت أن أستمر يومين إضافيين، قال لى د. صلاح: فى العادة الطبيب يفضل أن يظل المريض أكثر تحت الرعاية الطبية المباشرة، ولكنى أقول لك حالتك لا تستحق.. ما الذى يدفعنى لطلب البقاء أكثر سوى أننى شعرت بالأمان؟. أردت أن أسجل موقفًا محايدًا وموضوعيًا لصالح مستشفى مصرى مفتوح لكل أفراد الشعب، بينما تتناثر الكلمات هنا وهناك عن تردى الرعاية الطبية وعن أخطاء الأطباء.. مؤكد توجد نسبة فى العالم كله لهامش الخطأ نتعامل معه وندركه، والمفروض ألا تنزعج نقابة الأطباء من أن يعلن أحد ذلك. شاهدت السيدة زوجة الراحل وائل الإبراشى وهى تصف الخطأ الذى وقع فيه الطبيب الأول الذى أشرف على علاج وائل فى البيت فى بداية الإصابة قبل أن تتفاقم شراسة (الفيروس) ويضطر للذهاب إلى المستشفى، بعد أن التهم الفيروس جزءًا من الرئة، أشار إليه وائل فى الرسالة التى خصَّ بها الإعلامى عمرو أديب بعد أيام من المعاناة، فلم يكن الأمر سرًّا، أعادت السيدة زوجة وائل ذكر الخطأ لأن الأطباء هم الذين قالوا إن طبيب المنزل كان ينبغى فورا بعد الأشعة المقطعية الأولى أن يطلب منه الذهاب فورا للمستشفى لإيقاف التدهور السريع، ورغم ذلك، فإن العدالة تقتضى ألا نصدر أحكامًا قاطعة إلا بعد تحقيق من فريق طبى. (قدّر الله وما شاء فعل) ولكن السيدة لم تخطئ فى أن تذكر الواقعة.. وكان وائل قد اختار بناء على طلب الأطباء الذهاب لمستشفى (وادى النيل) منذ مايو الماضى بعيدا عن تطفل الإعلام.. ولأن الأمر ظل بلا إعلان، اكتشفت مصادفة أن وائل يقيم بالغرفة المجاورة لى، حيث إن فريق الممرضين كانوا معه ويتبادل معهم الحوار، وأخبرونى كم كان بسيطًا وبشوشًا، وطلبت منهم أن يخبروه بأننا جيران، وأن واجب الجيرة يقضى بأن نتزاور وسوف أبدأ الخطوة الأولى، فأجابوا بأن وائل قبل ساعات ذهب للعناية المركزة، وعندما لاحظوا انزعاجى، أكدوا أن هذا إجراء احترازى ليس إلا. وسوف يعود للغرفة خلال ساعات، ومرت أيامى بالمستشفى ولم يعد وائل، كنت أنتظر إطلالته مجددا، ليس فقط للغرفة ولكن لبيته كما قالت السيدة زوجته فى حوارها، إنه مع مطلع العام الجديد سوف يعود لبيته وبرنامجه وجمهوره العريض.. كان وائل يطمئننا كأصدقاء برسائل مكتوبة أو صوتية عن حالته، وكان يجرى تدريبات للعودة، فهو يريد أن تأتى العودة كما عرفناه.. الرحلة كانت شاقة، والأمل كان يلوح لنا من بعيد لبعيد ولم نفقد الأمل. من حق وائل علينا أن نذكره دائما وأن ندعو له وأن ننتظر التحقيقات.. روح وائل تدعونا للمطالبة مع السيدة زوجته بتحقيق شفاف.. لا نشكك فى أحد وننتظر فقط كلمة العدالة. [email protected] المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).
مشاركة :