توصل عدد من العلماء والباحثين في جامعة الإمارات، مع زملائهم من المؤسسات العلمية المرموقة في جامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة ستانفورد، وجامعة جون هوبكنز، وجامعة دوك، وجامعة كورنيل، والمعاهد الصحية الوطنية الأمريكية، وبتنظيم منظمة كندية غير حكومية تدعى التعرف إلى السرطان، إلى أن السمّية العلاجية تحدّ عادة من قدرة مرضى السرطان على القضاء على معظم أنواع هذا المرض، وقد توصل الأطباء الذين يحاولون معالجة هذه المشكلة، إلى أن دمج عدد كبير من المواد الكيميائية غير السامة، التي يمكن أن تكون موجودة بكثرة في النباتات والأطعمة، قد يوفر فرصة لوقف السرطان غير القابل للعلاج والوقاية من الأمراض. أشار الباحثون إلى أن عدداً من علاجات السرطان، حتى وإن أبدت فاعليتها، فهي شديدة السمية، إذ تجعل نسبة كبيرة من المرضى يعانون انتكاسة بعد بضعة أشهر فقط من العلاج، وعادة ما تنتج هذه الانتكاسات عن تجمّعات ثانوية من الخلايا المتحولة التي تقاوم العلاج؛ ولمواجهة هذه المشكلة، اجتمع علماء من جامعة الإمارات العربية المتحدة، إلى زملائهم من المؤسّسات العلمية المرموقة وبتنظيم المنظمة الكندية، وتم تشكيل فرق متعددة التخصصات، قامت باختيار سلسلة من الأهداف الجزيئية ذات الأولوية العالية، بما مجموعه (74) هدفاً، يمكن التوصل إليها من خلال المواد الكيميائية لتحسين حالة المرضى في معظم أنواع السرطان وبعد ذلك، تمت التوصية باستخدام طرق كيميائية ذات سمية منخفضة، كطرق محتملة لمزيج من المواد الكيميائية التي يمكن أن تصل إلى طائفة واسعة من الأهداف ذات الأولوية في معظم أنواع السرطان. وأظهرت نتائج دراسات من جامعة الإمارات مع عدد من الدراسات الأخرى، أن الزعفران (التوابل الذهبية) وجزيئاته البيولوجية النشطة لها آثار قوية ضد أنواع مختلفة من السرطان بسبب سميتها المنخفضة، ومعظم المواد الكيميائية التي اختيرت لهذه المبادرة يمكن استخلاصها من النباتات والأطعمة. وقال الدكتور عمرو أمين، أستاذ الخلية والبيولوجيا الجزيئية في قسم علوم الحياة في جامعة الإمارات، والعضو في المجلس الاستشاري ل التعرف إلى السرطان، إنه على الرغم من أننا قد بينّا آثار الزعفران والمواد الفاعلة المشتقة منه ضد أنواع فردية من السرطان، مثل سرطان الكبد والقولون والمستقيم، فإنه نادراً ما يتم إجراء أبحاث على دمج المواد الكيميائية للزعفران مع مواد أخرى، مثل الريسفيراترول في العنب، وغينيستين في فول الصويا، والكركمين، مضيفاً جميل أن جامعة الإمارات العربية المتحدة، بوصفها مؤسسة بحثية رائدة في الدولة قد دعمت إسهامي الفكري في دعم هذه المبادرة الدولية. من جانبه، قال الدكتور إياد الكرد، الأستاذ المشارك في علم المناعة في كلية الطب والعلوم الصحية، المؤلف والمشارك في اثنين من هذه المنشورات، إن الأورام مراوغة جداً وتستخدم آليات عدة للهروب من الجهاز المناعي حتى لا يتعرف إليها ويدمّرها، لذا ينبغي أن نصمّم نهجاً علاجياً أكثر فعالية للتصدي لمختلف آليات التهرب والتحصن ضد الجهاز المناعي.
مشاركة :