برلين - حكم القضاء الألماني الخميس بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في المخابرات السورية لادانته بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية في ختام أوّل محاكمة في العالم محورها فظائع منسوبة إلى نظام بشار الأسد. وقضت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنتس (غرب ألمانيا) بأن السوري أنور رسلان (58 عاما) مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف الآخرين في معتقل سرّي للنظام في دمشق، وذلك بين 2011 و2012. وهو ثاني حكم يصدره القضاء الألماني في هذه المحاكمة بعد إدانة ضابط آخر من المخابرات السورية أدنى رتبة في شباط/فبراير 2021. ورسلان هو الأرفع رتبة بين عضوين سابقين في المخابرات السورية، بحسب السلطات القضائية الألمانية، مثلا في نيسان/ابريل 2020 أمام القضاء في ألمانيا في أول محاكمة في العالم تتناول انتهاكات منسوبة إلى النظام السوري. وقال المحامي السوري أنور البني في برلين حينها أن جلسات المحاكمة تشكّل "رسالة مهمة" إلى المسؤولين السوريين ومن نفذوا الانتهاكات مفادها "أنك لن تفلت من العقاب، لذا فكر بالأمر". وتطبق عدة دول بينها ألمانيا وفرنسا، مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح لدولة ما بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان تنفيذ جريمتهم. وانشق العقيد السابق رسلان عن الجيش السوري في عام 2012 قبل أن يصل إلى ألمانيا في 26 تموز/يوليو 2014. وهو متهم باعتقال البني في أيار/مايو 2006 من أمام منزله في دمشق وسجنه لمدة خمس سنوات حتى إطلاق سراحه في 2011 عند بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا. وشاءت سخرية الأقدار أن يلتقي البني برسلان في منفاه في برلين حيث صودف أن يقيما في مبنى طالبي اللجوء نفسه في المدينة التي وصلا إليها بفارق شهرين. واعتقل رسلان في برلين في شباط/فبراير 2019 حيث يتهمه القضاء بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصا وعن تعذيب ما لا يقل عن 4 آلاف آخرين من نيسان/أبريل 2011 إلى أيلول/سبتمبر 2012، في فرع الخطيب الأمني، الذي كان يديره في دمشق. ورغم فرارهم إلى أوروبا، لا يزال الرعب يخيم على الضحايا الذين غالبًا ما يفضلون التزام الصمت خوفًا من مغبة التعرض لأقاربهم في سوريا أو خشية من تهديدات عملاء سوريين محتملين في أوروبا. وأشار انور البني إلى أن نحو ألف سوري "متورطين في جرائم ارتكبها النظام السوري" متواجدون في أوروبا حالياً، "بدون أن يساورهم القلق".
مشاركة :