أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الإمارات على مستويي القطاعين العام والخاص تمد يدها للمساعدة في إعادة تأهيل البنى التحتية في الدول الإفريقية، والعمل على بناء قاعدة استثمارية مشتركة بين الإمارات والدول الإفريقية عامة، بما يعود بالخير والمنفعة المشتركة على جميع الأطراف. - القادة الأفارقة يشيدون بالمستويات العالمية التي بلغتها دولة الإمارات. - طيران الإمارات تسيّر رحلات إلى 27 وجهة في إفريقيا. جاء ذلك خلال استقبال سموه، عدداً من القادة والمسؤولين الأفارقة المشاركين في أعمال المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال المنعقد في دبي تحت شعارتنمية متجددة.. شراكات متعددة. إلى ذلك، دعت وزارة الاقتصاد إلى معالجة قضايا الاستثمار في إفريقيا، والبحث عن أجندة مشتركة بشأن الإمكانات المستقبلية لتطوير القارة، لافتة إلى أن هناك آلاف التجار الأفارقة يستخدمون دبي والإمارات كبوابة لنقل سلعهم إلى أجزاء مختلفة من العالم بفضل المراكز اللوجستية المتوافرة في الدولة. شراكات استثمارية استثمارات خليجية قال وزير الاقتصاد، سلطان بن سعيد المنصوري، خلال المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال 2015، إن الاستثمارات الخليجية في البنية التحتية في إفريقيا بلغت 30 مليار دولار، منها 15 مليار دولار، على شكل استثمارات مباشرة، بينما 15 مليار دولار الأخرى على شكل مساعدات ومنح وقروض، لافتاً إلى أن استثمارات البنية التحتية لدول مجلس التعاون الخليجي في إفريقيا، أسهمت خلال العقد الماضي بنحو 7 إلى 10% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا. وتفصيلاً، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مجلس فندق أطلنطس في منطقة جميرا، مساء أمس، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، عدداً من القادة والمسؤولين الأفارقة المشاركين في أعمال المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال المنعقد في دبي تحت شعار تنمية متجددة.. شراكات متعددة. والتقى سموه، على هامش المنتدى، كلاً من الرئيس الرواندي، بول كاجامي، ورئيسة موريشيوس، أمينة غريب فقيم، والرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، ورئيس وزراء أوغندا، روهاكانا روغوندا، ونائب رئيس جمهورية القمر المتحدة، نورالدين برهاني. وتبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والقادة الأفارقة الأحاديث حول عدد من قضايا التنمية الاقتصادية والبشرية في القارة السوداء، وسبل النهوض بمستوى معيشة السكان من خلال بناء شراكات استثمارية بين هذه الدول ومختلف دول العالم، خصوصاً دولة الإمارات. وأكد سموه خلال اللقاء أن دولة الإمارات على مستويي القطاعين العام والخاص تمد يدها للمساعدة في إعادة تأهيل البنى التحتية في هذه الدول، والعمل على بناء قاعدة استثمارية مشتركة بين دولة الإمارات والدول الإفريقية عامة، بما يعود بالخير والمنفعة المشتركة على جميع الأطراف. مستويات عالمية وأشاد القادة الأفارقة الذين التقاهم سموه بالمستويات العالمية التي بلغتها دولة الإمارات في مجالات التنمية الاقتصادية والبشرية وعلى مستوى البنية التحتية، إذ أعربوا عن رغبتهم وبلادهم في الاستفادة من الإمكانات المتاحة في الإمارات، لاسيما مساهمتها في الخبرات والطاقات البشرية لتأسيس بنى تحتية متقدمة في دولهم تلبي متطلبات المشروعات الاستثمارية الأجنبية. وحضر اللقاء سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، ووزير الدولة للشؤون المالية، عبيد بن حميد الطاير، ووزيرة دولة، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ومدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، محمد إبراهيم الشيباني، ورئيس مؤسسة الموانئ والجمارك في دبي والمنطقة الحرة في جبل علي، سلطان أحمد بن سليم، ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، ماجد سيف الغرير، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان، ومدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي (مضيفة المنتدى)، حمد بوعميم. الوجهة الأولى إلى ذلك، قال وزير الاقتصاد، سلطان بن سعيد المنصوري، إن الإمارات احتلت المرتبة 16 على مستوى العالم من حيث الصادرات بقيمة بلغت أكثر من 1.317 تريليون درهم (359 مليار دولار) في العام الماضي، إذ استحوذت على 28% و33% على التوالي من إجمالي الصادرات والواردات في الشرق الأوسط، مشيراً الى أن الإمارات هي ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم، وفقاً لتقرير التجارة الدولي الصادر عن منظمة التجارة العالمية. وأضاف المنصوري خلال كلمته في افتتاح المنتدى، الذي انطلقت أعماله أمس تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتنظمه غرفة صناعة وتجارة دبي، إن الإمارات هي الوجهة الأولى في المنطقة العربية للاستثمار وتصنّف في المركز الـ22 في مؤشر الاستثمار العالمي للعام الجاري، لافتاً إلى أن قيمة الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات العشر الماضية بلغت 367 مليار درهم (100 مليار دولار)، متوقعاً أن تتجاوز تلك الاستثمارات 36.7 مليار درهم (10 مليارات دولار) بنهاية عام 2015. وأكد المنصوري أهمية إفريقيا اقتصادياً، إذ بلغ معدل النمو فيها من 4 الى 4.5% في الوقت الذي تشهد بعض بلدان العالم تباطؤاً في النمو الاقتصادي. وبيّن أنّ أحد أهمّ أسباب تقدّم دبي ودورها الحيوي في تعزيز العلاقات الإماراتية - الإفريقية هو الحضور القويّ والنمو المطّرد لشركة طيران الإمارات اللذان لعبا دوراً محورياً في فتح أسواق جديدة لاستثمارات الإمارات في القارّة الإفريقية، متوقعاً أن يبلغ عدد الزائرين من إفريقيا إلى دبي نحو 1.5 مليون زائر بحلول عام 2020. وأشار المنصوري، في الوقت نفسه، إلى أن شركة موانئ دبي العالمية سجّلت نجاحاً كبيراً في الأسواق الإفريقية من خلال حضورها في عدد من الموانئ المهمّة في إفريقيا. قضايا الاستثمار ودعا المنصوري إلى معالجة قضايا الاستثمار في إفريقيا، والبحث عن أجندة مشتركة بشأن الإمكانات المستقبلية لتطوير إفريقيا، وخلق نموذج يتماشى معها، ومساعدتهم على بناء اقتصادهم، لافتاً إلى أن التجارة ما بين الإمارات وإفريقيا شهدت ازدهاراً عبر طرق مختلفة منذ سنوات طويلة عبر المحيط الهندي، وحالياً هناك مزيد من الترابط بين كثير من البلدان العربية والإفريقية عبر الناقلات الوطنية الإماراتية. وأفاد وزير الاقتصاد بأن هناك آلاف التجار الأفارقة يستخدمون دبي والإمارات كبوابة لنقل سلعهم إلى أجزاء مختلفة من العالم بفضل المراكز اللوجستية المتوافرة في الإمارات، مثل المطارات الحديثة، وقدرات الاتصالات المتطورة، مشيراً إلى أن الإمارات تُعتبر اليوم ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم، بعد هونغ كونغ وسنغافورة. وقال إن الإمارات لديها علاقات تجارية متنوعة مع العديد من الدول، إذ ترتبط باتفاقيات الربط الجوي مع 168 دولة. وأكد المنصوري أن طيران الإمارات لعبت دوراً محورياً في فتح أسواق جديدة للاستثمارات الإماراتية، قائلاً إنها مهدت الطريق لتعزيز التجارة والاستثمار مع البلدان الإفريقية عبر 350 رحلة أسبوعياً إلى 27 وجهة إلى إفريقيا. ودعا الشركات في الإمارات إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الأغذية في إفريقيا. أبواب جديدة من جهته، قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، ماجد سيف الغرير، في كلمته خلال المنتدى، إن الحوار حاجة أساسية لفتح أبواب جديدة وخلق شراكات استثنائية، مبيناً أن الموقع الاستراتيجي لدبي، واقتصادها المتنوّع والمستقرّ، والسياسات الاقتصادية الحكيمة، تجعل من دبي شريكاً رئيساً وبوابة مثالية إلى القارة الإفريقية. ودعا الغرير إلى تأسيس شراكات اقتصادية تستثمر المقوّمات المتاحة لدى دبي والقارة الإفريقية، مشدّداً على أن الجانبين قادران على إنشاء شراكة طويلة الأمد. واعتبر أنّ إفريقيا هي وجهة الاستثمارات المستقبلية، داعياً إلى الاستفادة من الروابط المتينة سياسياً واقتصادياً من أجل إقامة علاقات متطوّرة. وأضاف الغرير أنّ غرفة دبي كانت من أوائل الراغبين بدخول السوق الإفريقية، بدايةً بتوطيد علاقتها مع السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا)، وهي تركّز حالياً على دول جنوب الصحراء الإفريقية. وأفاد بأنّ عدد مكاتب الغرفة في إفريقيا سيرتفع إلى أربعة مع نهاية الربع الأول من العام المقبل، وذلك مع افتتاح مكتبيها في موزمبيق وكينيا. وذكر الغرير أن غرفة دبي تسعى لاغتنام فرصة انعقاد المنتدى لإجراء نقاشات معمقة والبناء على علاقاتها الاقتصادية القائمة، وإيجاد شراكات حقيقية واستراتيجية تكون مدخلاً لفوائد عديدة. تحفيز النمو وفي الجلسة الأولى بعنوان الصورة الكاملة - هل إفريقيا مستعدة لتحفيز النمو العالمي، دعا الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد في جنوب إفريقيا، سيم تشابلالا، إلى تحفيز النمو في إفريقيا بالاستثمار في مشروعات البنية الأساسية والمشروعات الضخمة، مثل سد هوفر ومصنع الألمنيوم في موزمبيق. بدوره، قال الشريك التنفيذي لمجموعة أبراج كابيتال في الإمارات، مصطفى عبدالودود، إن إفريقيا تشهد نمواً مضاعفاً بالمقارنة مع سائر مناطق العالم، لافتاً إلى أن أهمّية هذا النمو ستزداد مع الوقت.
مشاركة :