رام الله – عبدالسلام أبو عسكر أعلن جيش الاحتلال إن اثنين من ضباطه، يعملان في وحدة إيجوز القتالية، قُتلا خطأ على يد جندي من قواتهما بالقرب من معسكر في غور الأردن. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: “مقتل ضابطين إسرائيليين الليلة الماضية خلال أعمال حراسة بالقرب من معسكر في غور الأردن نتيجة إطلاق نار متبادل”، مشيراً إلى أن الحادث وقع خلل في التشخيص، ويتم التحقيق في ظروف الحادث. وتابع البيان: “اشتبه اثنان من قادة لواء الكوماندوز الإسرائيلي بشخص قرب قاعدة النبي موسى العسكرية في الأغوار، واعتقدا أنه فلسطيني، فأطلقا النار في الهواء، فاشتبه بهما جندي من اللواء أعتقد أنهما فلسطينيان فأطلق النار باتجاههما وقتلهما”. يأتي هذا الحادث بعد فترة قصيرة من تغيير جيش الاحتلال لقواعد إطلاق النار على الفلسطينيين، وتنص التعليمات الجديدة كذلك على “إطلاق النار تجاه أشخاص يحاولون سرقة سلاح جندي أو يدخلون إلى قواعد عسكرية أو مناطق إطلاق النار بهدف سرقة سلاح أو ذخيرة”. وكان مركز المعلومات الاسرائيلي “بيتسيلم” قد أصدر بياناً أكد فيه أن التعليمات الجديدة هي “منح رخصة بالقتل للجنود” لمبررات واهية، مشيراً إلى أن التعليمات الجديدة تبيح إطلاق النيران الفتاكة على الفلسطينيين “دون وجود مبرر”، مبينا أنها تعكس عُمق استهانة إسرائيل بحياة الفلسطينيين. وبيّن المركز أن جيش الاحتلال يستخدم عملياً إطلاق النار في حالات كثيرة أخرى، بدعم من الجهاز العسكري وبموافقة بأثر رجعيّ من النيابة العسكرية التي تتجاهل استهداف حياة البشر وتضمن ألا يحاسَب أحد على ذلك، وهذا ما يشكّل لبنة أساسية في بُنية مواصلة إسرائيل استخدامها للعنف المفرط تجاه الفلسطينيين. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد صادق على التغيير في تعليمات إطلاق النار في الجيش، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ”الدراماتيكية”. كما رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بهذه التعديلات، معتبرا أنها “ستسمح للجنود بالدفاع عن أنفسهم”. وقال بينيت إنه “يجب أن يكون جنود الجيش الإسرائيلي قادرين على الدفاع عن أنفسهم وعنا جميعا.. سنواصل محاربة الجريمة لاستعادة الأمن” – وفقا لتصريحاته. ووصفت وسائل الإعلام العبرية مقتل الضابطين في وحدة الكوماندوز بنيران صديقة بالحادث الصعب والقاسي، ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أن الضابطين القتيلين من “قيادة إحدى وحدات الكوماندوز النخبوية في الجيش الإسرائيلي وأضاف “الحديث يدور عن كارثة وحدث قاس جدا”. من جهته، أعرب وزير الجيش الإسرائيلي، بيني جانتس، عن الحزن العميق مع إعلان مقتل ضابطين من وحدة إيجوز، مضيفا أن الجيش فتح تحقيقا معمقًا. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جانتس قوله إن الضابطين قتلا إثر تعرضهما لنيران صديقة بسبب خلل في التشخيص في غور الأردن الليلة الماضية، مؤكدا أن الجيش يستمر في التحقيق في ملابسات الحادثة لمنع تكرارها. وتقع قاعدة “النبي موسى” العسكرية قرب مدينة أريحا بالضفة الغربية، وتستخدم كقاعدة لتدريب الوحدات الخاصة، وتوجد قرى فلسطينية وبدوية قريبة منها . وعلق المتحدث باسم جيش الاحتلال، ران كوخاف: “سنبحث فيما إذا كان التغيير في أنظمة إطلاق النار أدى إلى مقتل ضباطي إيجوز”. وقال الخبير في الشؤون الاسرائيلية، عصمت منصور، في تصريحات لـ”الغد”، إن الاستخفاف بحياة الفلسطينيين، والذي يُترجم على شكل أوامر إطلاق نار تكون يد الجنود فيها خفيفة على الزناد عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين ولا تتبعها عمليات محاسبة بل وتلقى غطاء سياسي وقانوني من المستويات السياسية والعسكرية، تقود بالضرورة إلى حوادث مثل التي وقعت الليلة، والتي فُتح فيها النار بهدف القتل لمجرد الاشتباه. وأشار إلى أن هذا الحادث يكشف السرعة وعدم المسؤولية التي يتم فيها إطلاق النار وقتل الفلسطينيين، ولو لم يكن القتلى من جنود الاحتلال لما انتبه أحد لخطورة هذه التعليمات وما تحصده من أرواح.
مشاركة :