طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي أمس، تفعيل بند المساعدة المشتركة في معاهدة الاتحاد للمرة الأولى لتطلب من شركائها مساعدة عسكرية وغيرها من أشكال المعونة في مهامها بالشرق الأوسط وأفريقيا وذلك بعد هجمات باريس، فيما تتواصل حملة مطاردة مشتبه به قد يكون المنفذ الثامن لاعتداءات باريس وسط حملة مداهمات بحثاً عن مشتبهين. وطلب فرنسا غير المتوقع مساعدة من الاتحاد الأوروبي لا حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة يستلزم أن تقدم كل الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد معونة ومساعدات قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إنها تعني تخفيف بعض العبء عن فرنسا التي تقوم بأكبر نشاط عسكري بين الدول الأوروبية. وأضاف في مؤتمر صحفي أثناء اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الدول قبلت طلب فرنسا الرسمي تقديم المعونة والمساعدة بموجب معاهدة الاتحاد الأوروبي، وتوقع أن يقدم الجميع المساعدة بسرعة في مناطق مختلفة. وأشار لو دريان إلى أن هذا عمل سياسي في المقام الأول في إشارة إلى قرار تفعيل المادة 42.7 من معاهدة لشبونة. وتابع فوق كل هذا كيف سيعمل ذلك؟ ربما سيكون من خلال التعاون مع التدخلات الفرنسية في سوريا وفي العراق وربما يكون دعماً لفرنسا في عمليات أخرى. واستطرد بقوله: فرنسا لا يمكنها ان تقوم بكل شيء.. في الساحل وفي جمهورية افريقيا الوسطى وفي الشام وبعد كل هذا تؤمن أراضيها. وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إن فرنسا ستناقش المزيد من التفاصيل مع حكومات الاتحاد الأوروبي. كانت ردود الفعل الأولية مختلطة إذ عرضت ألمانيا وجمهورية التشيك المساعدة وكذلك فعلت أسبانيا، لكن مدريد استبعدت الانضمام إلى الضربات الجوية فوق سوريا قائلة إنها تقوم بالفعل بالكثير وهو موقف رددته أيضا الدنمارك. وقالت بريطانيا التي لم تنضم بعد إلى الضربات الجوية الدولية في سوريا إنها مستعدة لدراسة أي طلب فرنسي للمساعدة. وكانت ألمانيا التي تستعد لتولي مهمة التدريب التي ينفذها الاتحاد الأوروبي في مالي أول من يعرض المساعدة علناً على فرنسا. وقالت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير لين سنفعل كل ما بوسعنا لتقديم الدعم والمساعدة لفرنسا. وأضافت: فرنسا على حق حين تقول ان الحرب على ما يسمى الدولة الإسلامية والإرهاب لا تقتصر على سوريا والعراق لكنها مهمة أيضا لغرب افريقيا. وقال وزير الدفاع التشيكي مارتن ستروبنيكي إن براج ستكون مستعدة للمساهمة في أي عملية محتملة لقوات برية في سوريا لكن واشنطن استبعدت أي عملية كهذه ما عدا إرسال قوات خاصة. وقال ستروبنيكي يمكنني تصور شكل ما من المساهمة المحدودة هناك مثل وحدة المكافحة الكيماوية أو أفراد الرعاية الطبية. في غضون ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن الرئيس فرانسوا هولاند سيسافر إلى واشنطن يوم 24 نوفمبر وإلى موسكو يوم 26 نوفمبر لبحث الحرب ضد داعش والموقف في سوريا. مداهمات وفي التطورات الميدانية، نفذت قوات الأمن الفرنسية 128 عملية دهم ليل الاثنين الثلاثاء في اطار حال الطوارئ التي اعلنت في البلاد، على ما اعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لإذاعة فرانس انفو. وأوضح مقربون من الوزير انه تم توقيف عشرة اشخاص واعتقالهم رهن التحقيق. وفي منطقة ليون (وسط شرق) تم ضبط اسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشينكوف. من جهته، قال رئيس الوزراء مانويل فالس ان عدد الأشخاص الضالعين في الاعتداءات لا يزال مجهولاً، طارحاً فرضية وجود شركاء في فرنسا وبلجيكا. وفي حديث لاذاعة فرانس انتر قال فالس: علينا اليوم بالتالي التركيز على التحقيق. لا نملك بعد الحقيقة كاملة، الرؤية كاملة للواقع، وعلى الأخص عدد الضالعين في الاعتداءات. وإلى الانتحاريين السبعة الذين قتلوا الجمعة في الاعتداءات يبحث المحققون عن صلاح عبد السلام الذي يعتقد انه كان العنصر الثامن في الفرق الثلاث التي نفذت الاعتداءات موقعة ما لا يقل عن 129 قتيلاً. من جهتها، قالت وزارة الداخلية ان الشرطة النمساوية تحاول تحديد تحركات المشتبه به في الهجمات في النمسا والذي دخل البلاد من ألمانيا في أوائل سبتمبر وقال للسلطات انه في عطلة. وأفاد مسؤول حكومي ان المشتبه به هو الفرنسي، بلجيكي المولد صلاح عبد السلام (26 عاما) الذي فر عائداً إلى بلجيكا صباح السبت واستطاع الإفلات من حملة اعتقالات للشرطة في حي مولينبيك في بروكسل حيث كان يعيش مع اخويه. جواز سفر أفاد مصدر قريب من التحقيق في الاعتداءات أن جواز السفر الذي عثر عليه بالقرب من احد انتحاريي اعتداءات باريس قد يكون لجندي من قوات النظام السوري قتل قبل اشهر في سوريا. وقال المصدر إن كل المؤشرات تدل على انه لجندي من قوات النظام، مشيراً إلى وجود فرضيتين بالنسبة إلى وصول الجواز إلى المكان: إما أن أحداً اخذ جواز السفر بعد مقتل الجندي واستخدمه أو أن الأمر يتعلق بوثيقة مزورة استناداً إلى الأصل. كما ذكر المصدر أن متطرفاً فرنسياً يدعى فابيان كلان سجل شريطاً صوتياً تلا فيه تبني تنظيم داعش للاعتداءات وتم بثه على الانترنت. وقال المصدر إن كلان (35 عاما) كان احد عناصر الشبكات المتطرفة في مدينة تولوز وكان مقرباً من محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص في 2012.
مشاركة :