وقالت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد في مستهلّ اجتماع المجلس الدائم "إن الوضع في المنطقة خطير. من الضروري ايجاد وسيلة، من خلال القنوات الدبلوماسية، لوقف التصعيد والبدء في إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون"، مشدّدة على "الحاجة الملحّة" للحوار. ولفتت إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "هي مكان فريد للقيام بذلك"، مضيفة "لكلّ دولة من الـ57 عضوًا مقعدٌ حول الطاولة". والمنظّمة منتدى نادر للتبادلات، وكلّ من الولايات المتحدة وروسيا عضوان فيها. وأعربت بولندا التي استلمت من السويد الرئاسة السنوية الرسمية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن قلقها تجاه دول أخرى في أوروبا الشرقية خضعت سابقًا لسلطة موسكو. وقال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو "يبدو أن خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يكن أبدا عاليا كما هو الآن، خلال الثلاثين سنة الأخيرة"، مضيفًا "إنه تحدّ كبير للمنظمة التي تهدف على وجه التحديد إلى حظر الحرب من أوروبا". - "رفض الابتزاز" - وتتّهم الدول الغربية موسكو بحشد نحو مئة ألف جندي في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى دبابات ومدفعيات على الحدود الأوكرانية للتحضر لهجوم ضدّ اوكرانيا، الأمر الذي تنفيه روسيا. واعتبر المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس أن تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا تُعتبر "جزءا من الضغط" الذي تمارسه موسكو للحصول على مطالبها، لكن "من غير الوارد التفاوض تحت الضغط" بشأن أوكرانيا. وأضاف بوريل قبل بدء اجتماع غير رسمي مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي سيُخصص قسم كبير من أعماله لخطر اندلاع نزاع جديد في أوكرانيا، "ما من قرارات ستصدر اليوم لأن الاجتماع يكتسي طابعا غير رسمي، لكن سيتمّ الإعراب عن مواقف سياسية". من جهته، قال السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر "يجب أن نرفض بحزم الابتزاز وأن نتأكد من أن الهجمات باعتبارها تهديدات لن تثمر أبدًا". من جهتها، تؤكّد موسكو أن الانتشار العسكري ردّ فعل على الوجود المُتنامي والمهدّد لحلف شمال الأطلسي في ما تعتبره منطقة نفوذها. وسيُلقي المندوب الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش كلمة خلال فترة بعد الظهر. من جهته، أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الخميس أن روسيا لا ترى سببًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية "في الأيام المقبلة" بشأن مطالبات موسكو بالحصول على ضمانات أمنية. من جانب آخر، اعتبر الكرملين الخميس أن فرض عقوبات أميركية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال شنّت روسيا هجومًا على أوكرانيا، سيكون "تجاوزًا للحدود"، غداة تقديم أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراح قانون ينصّ على ذلك. - خطر "حقيقي" - وكشف حلف شمال الاطلسي وروسيا الأربعاء في بروكسل عن "اختلافات" صارخة بينهما بشأن الأمن في أوروبا، بعد محادثات متوتّرة في جنيف بين مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ومساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف. وقال كاربنتر للتلفزيون الروسي المستقلّ "دوجد" "نعم، مواقفنا متضادّة (مع موسكو) لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع ايجاد أرضية مشتركة"، لافتًا إلى أن التحدي يكمن في "تحديد الأشكال التي يمكن تعميق الحوار على أساسها في الأشهر المقبلة". على الأرض، تدهورت الأوضاع بالنسبة لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، حسبما رأى كاربنتر الذي قال إنه "قلق للغاية". وحذّر كاربنتر من أن "بعثات المراقبة لم تكشف حتى الآن أي شيء غير طبيعي في المنطقة"، لكن "من المستحيل معرفة ما يحصل" على الحدود، بحسب قوله. والمنظمة مسؤولة منذ العام 2014 عن مراقبة الامتثال لاتفاقات مينسك للسلام في شرق أوكرانيا المتمرّدة. وأبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قلقه أيضا الأربعاء، فقال إن "خطر نشوب صراع مسلح جديد أمر حقيقي. ويعود السبيل للخروج من الأزمة لروسيا. عليها أن تنخرط في وقف التصعيد".
مشاركة :