نجحت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" في إنقاذ حياة صبي يبلغ من العمر 7 سنوات كان يعاني من مرض خَلقي خطير ومعقد في القلب من خلال زرع جهاز إزالة الرجفان القلبي. كان الطفل عليان قد تمّ تشخيصه، وهو في رحم والدته، بمرض خلقيّ نادر مرتبط باعتلال عضلة القلب سبب له فقدان الوعي عدة مرات ما دفع أفراد عائلته إلى محاولة إنعاش قلبه يدوياً في المنزل. في شهر يوليو 2021، فقد عليان وعيه كلياً وكان يتنفس بصعوبة، وسقط على الأرض، ولم يعد يستجيب لمحاولات الإنعاش لمدة سبع دقائق. في شهر أكتوبر الماضي، أصيب بنوبة ثانية. راجع الصبي عليان مدينة الشيخ خليفة الطبية حيث أجريت له الفحوصات اللازمة وتبيّن أنه يعاني من دقات قلب بطيئة قد تكون السبب الرئيسي لحالات فقدانه الوعي التي أصيب بها في الماضي، مع احتمال وجود تحدٍ عكسيّ، وهو تسارع خطير وغير منتظم بدقات القلب. بعد الوقوف على حالة عليان الطبية، أوصى الدكتور كريستوفر دوك، استشاري أمراض القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية توصية أولية تقضي بوضع جهاز مؤقت لتنظيم دقات القلب، على أن يجري استبداله في وقت لاحق بجهاز إزالة الرجفان القلبي القابل للزرع، إذ أسهم زرع هذا الجهاز في معالجة مشكلتي دقات القلب السريعة والبطيئة اللتين كان يعاني منهما عليان، الأمر الذي أمّن له أفضل رعاية طبية ممكنة. وأكد الدكتور أندرو ديفيد ماكلين، رئيس معهد علوم القلب بالإنابة في مدينة الشيخ خليفة الطبية حرص "صحة" على تقديم أفضل خدمات الرعاية القلبية للأطفال وخاصة من حديثي الولادة إذ يحرص الخبراء في معهد علوم القلب، الذين لديهم مؤهلات عالية في مجال الرعاية القلبية للأطفال، على تقديم مجموعة شاملة من خدمات الرعاية القلبية، وذلك إلى جانب الحصول على الدعم اللازم من الأقسام الطبية الأخرى وفقاً لنهج قائم على تعدّد التخصّصات. وقال إن فريقاً من الجراحين المتخصّصين والمتميّزين أجرى هذه العملية الجراحيّة المعقدة بنجاح داخل دولة الإمارات، إذ كان الأمر يستدعي في السابق إجراء مثل هذه العملية في الخارج، معرباً عن الفخر بإجراء هذه العملية في أبوظبي وإبقاء المواليد الجدد والرضّع والأطفال، مثل عليان، على مقربة من أسرهم. تجدر الإشارة إلى أن عملية زرع جهاز مزيل الرجفان تعد من العمليات المعقدة، خاصّة أن وزن عليان لم يتخطَ الـ20 كجم عند إجراء العملية، ما جعل أنسجته العميقة الواقعة تحت الجلد رفيعة ودقيقة للغاية، إذ قرر فريق الجراحين لمعالجة هذا التحدي، تغيير نهج إجراء هذه العملية الجراحية وزرع الجهاز في منطقة الإبط لضمان الحصول على أفضل النتائج التي تلائم حالة عليان الطبية، إذ إن إجراء هذه العملية الجراحية المعقدة وفقاً لطريقة زرع جهاز إزالة الرجفان في منطقة الإبط كانت جزءاً من بحث دولي كان قد شارك فيه الدكتور دوك. وتضمن هذه الطريقة حماية الجهاز عبر زرعه تحت مساحة أكبر من الأنسجة، بحيث يحصل عليان على الحماية اللازمة من أيّ صدمة يتعرّض لها الأطفال بعمره عادة، علاوةً على أن الجراحة لم تترك سوى آثار بسيطة للغاية. من جانبه، قال الدكتور كريستوفر دوك، استشاري أمراض القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية "غالباً ما تجري زراعة أجهزة إزالة الرجفان القلبي في الجزء الأمامي من الصدر، لكننا حرصنا في حالة عليان على التنبّه لآثار هذه العملية الجراحية من النواحي النفسية والوظيفية والتجميلية، إذ واجه عليان الكثير من الصعوبات الجسدية والنفسية في الآونة الأخيرة وكان هدفنا الوحيد أن نجعل حياته أفضل بعد الجراحة وألا نشعره بأنه مختلف عن غيره من الأطفال". أما والد عليان، فقال إنه كان ينوي السفر إلى خارج الإمارات بحثاً عن العلاج الأنسب لولده. وأشاد والد عليان بالجهود التي بذلها الفريق الطبي والجراحي في مدينة الشيخ خليفة الطبية قائلاً "لا يمكنني التعبير عن مدى امتناني للفريق الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، فرؤية أطفالنا يعانون ويتألمون هي من دون شكّ من أصعب التجارب في الحياة".
مشاركة :