اجتماع اللجنة المشتركة قبل نهاية العام الجاري بالدوحة كتب - سميح الكايد: أكّد سعادة السيد محمد بن ناصر الوهيبي سفير سلطنة عمان لدى الدولة أن العلاقات القطرية العمانية تمثل نموذجًا راسخًا لعلاقات الأخوة والتعاون بين بلدين شقيقين يرتبطان بعلاقات ذات جذور قوية ضاربة في عمق التاريخ، مشيرًا إلى أن تلك العلاقات متميزة وذات خصوصية وقائمة على الثقة والاحترام المتبادل، كما تربط الشعبين الشقيقين أواصر ووشائج تاريخية عميقة على كل المستويات، وهي علاقات متنامية ومتطورة باستمرار، في ظل الرعاية الكريمة لقيادتي البلدين. وقال الوهيبي إنّ التشاور قائم بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، على الصعيد الثنائي، وفي إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية. ونوّه في هذا الصدد برئاسة قطر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير العماني بمناسبة احتفال بلاده بالعيد الوطني الخامس والأربعين لسلطنة عمان. وفيما يتعلق بمستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، أشار إلى وجود شراكة اقتصادية واستثمارية في المجالات السياحية والصناعية والطاقة، ففي المجال السياحي، نوّه بمشروع منتج "راس الحد" السياحي الضخم الذي يضم فنادق خمس نجوم ووحدات سكنية بمنطقة "بحر عمان"، وانطلقت أشغاله العام الجاري، ولمدة 4 سنوات، بالشراكة بين "الديار" القطرية، وشركة "عمران" التابعة لوزارة السياحة بالسلطنة، وهناك مشروع صناعي يتعلق بإنشاء مصنع لجمع وصناعة وتركيب الباصات بين شركة كروة وصندوق الاستثمار العماني، بالمنطقة الاقتصادية الخاصة "الدقن" بسلطنة عمان، ومن شأن المشروع أن يفيد البلدين ودول مجلس التعاون، والأسواق المحيطة بها. وقال هناك استثمار في مجال الأمن الغذائي وتوليد الطاقة الكهربائية لشركة "حصاد" القطرية في سلطنة عمان، ومشروع لتوليد الطاقة الكهربائية. كما تم الانتهاء من مشروع مشترك بين "كهرماء" وشركة "كهرباء" العمانية. وفي القطاع الخاص، لفت إلى وجود مشاريع مشتركة في مجالات مختلفة، سواء تعلق الأمر بالتمويل العقاري والمجالات الصناعية، إلى جانب إدراج شركات عمانية قطرية خاصة في بورصة الأوراق المالية، وهناك احتمال لطرح شركة "العنقاء" العمانية في البورصة العمانية مستقبلاً. وأكد أن البلدين يتطلعان لعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة برئاسة وزيري المالية في البلدين قبل نهاية العام الجاري بالدوحة، حيث سيتم خلال الاجتماع توقيع اتفاقيات في المجال التربوي والتعليم العالي. كما نوّه بوجود أكثر من 200 طالب وطالبة من السلطنة يدرسون بجامعة قطر وجامعات المدينة التعليمية. من ناحية أخرى، قال السفير العماني إن احتفالات بلاده بالعيد الوطني هذا العام يميّزها ثلاثة إنجازات، تعكسها المشاركة الشعبية القياسية في انتخابات مجلس الشورى الأخيرة والإعداد للخطة التنموية الخمسية التاسعة (2016 -2020) وإستراتيجية عمان 2040 بعد انتهاء خطة التنمية الخمسية الثامنة (2011 -2015)، إلى جانب إنجازات السلطنة في مجال السياسة الخارجية، وتحركاتها النشطة إقليميًا ودوليًا. وقال: باعتزاز وفخر كبيرين، وبشعور عميق بالثقة، وبعزم لا يلين، تحتفل سلطنة عمان بالعيد الوطني الخامس والأربعين، حيث تواصل مسيرة النهضة العمانية الحديثة انطلاقها لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لسلطنة عمان الشقيقة في كل المجالات في ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان. وأضاف أن الثامن عشر من نوفمبر يشكل يومًا تاريخيًا فارقًا في حياة عُمان حيث تنطلق السلطنة مفعمة بحكمة القيادة وبعد نظرها وبخبرة التاريخ العريق نحو استعادة مكانتها البارزة وإسهامها الإيجابي والملموس في كل ما يعود بالخير والسلام على شعبها وكل الشعوب الشقيقة والصديقة من حولها. وأضاف أن هذا اليوم يحمل لكل أبناء عمان معاني ودلالات ومشاعر فياضة تتجه نحو سلطان عمان حيث تحيط به قلوب أبناء وطنه عرفانًا وحبًا وولاءً وشعورًا أيضًا بحجم وقيمة وأهمية ما يقوم به ليس فقط كربانٍ ماهر لسفينة عُمان ولكن أيضًا كصاحب رسالة للنهوض ببلاده ومواطنيه وتحقيق تطلعاتهم في كل المجالات برغم كل الظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة". وأوضح سعادة السفير الوهيبي أن احتفالات هذا العام تأتي مصحوبة بثلاثة إنجازات ذات ملامح خاصة ومميزة وتتضافر كلها لتنطلق بمسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس إلى آفاق أرحب يتحقق خلالها مزيد من مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار ومزيد من التطلعات نحو غدٍ أفضل ومزيد من الإسهام العماني النشط والمسؤول في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة في ظل ترحيب إقليمي ودولي واسع بهذا الإسهام وتقديره". وقال إن أولى الإنجازات أن الاحتفالات بالعيد الوطني تتزامن مع انتهاء خطة التنمية الخمسية الثامنة، وفي الوقت ذاته الانتهاء تقريبًا من إعداد خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 -2020) التي سيبدأ تطبيقها اعتبارًا من بداية العام القادم وتعد آخر خطة تنمية خمسية في إستراتيجية عُمان 2020 التي بدأ تنفيذها منذ عام 1996م.. وبينما تركز خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 -2020) على الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والحفاظ على مستويات الدخل الحقيقية للمواطنين والعمل على زيادتها مع إعطاء دفعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وللتنمية البشرية والانتهاء من المشروعات الكبيرة في القطاعات المختلفة لتعزز القدرات الإنتاجية للاقتصاد الوطني، فإنه يجري كذلك الإعداد لإستراتيجية عمان 2040". وأشار إلى أن الإنجاز الثاني يتمثل في انتخابات الفترة الثامنة لمجلس الشورى التي جرت يوم 25 أكتوبر الماضي واتسمت بالشفافية وسهولة عمليات الاقتراع، وشهدت استخدام نظام التصويت الإلكتروني.. وإقبال المرأة العمانية على المشاركة فيها. كما نتج عنها فوز عدد كبير من الشباب بعضوية المجلس مقارنة بالفترات السابقة. وأضاف أن الإنجاز الثالث يرتبط بالسياسة العمانية الخارجية وبتحركات سلطنة عمان النشطة إقليميًا ودوليًا نظرًا لما تتمتع به من علاقات طيبة ووطيدة مع مختلف القوى والأطراف الإقليمية والدولية من ناحية ونظرًا لأن سلطنة عُمان أعلنت وبشكل واضح أنها دولة سلام وأنها تحرص وتسعى بكل السبل إلى تحقيق السلام والوئام لدول وشعوب المنطقة وحل المشكلات بالطرق السلمية وعبر الحوار الإيجابي لتحقيق التقارب بين مختلف الأطراف من ناحية ثانية، لافتًا إلى أن سلطنة عمان تقوم بمساعيها بتجرد وبرغبة صادقة في تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة وبعيدًا عن أي استفادة ذاتية أو أجندة خاصة، وهو ما أكسبها مزيدًا من ثقة واحترام كل الأطراف في المنطقة وخارجها. ونوّه بالجهود المبذولة التي أدت إلى تحسين ترتيب سلطنة عمان بين دول العالم بالنسبة لسرعة إنجاز الأعمال حيث جاءت بالمرتبة الثانية على الصعيد العربي والمرتبة الثانية والعشرين على المستوى الدولي من بين 158 دولة شملها التقرير الثالث لمستوى السعادة حول العالم لعام 2015م وهو التقرير الذي أصدرته شبكة حلول التطوير المستدامة التابعة للأمم المتحدة. كما حققت السلطنة المرتبة السابعة عالميًا وفق مؤشر جودة الحياة لعام 2015، حسب قاعدة البيانات الدولية الإلكترونية "نمبيو".
مشاركة :