سجلت محافظة جدة أمس أعلى معدل هطول أمطار بواقع 22 مليمترا إثر تقلبات الأجواء المناخية التي تعرضت لها، فيما تتابع الإدارة العامة للدفاع المدني هذه التقلبات بما في ذلك نسبة ارتفاع مياه الأمطار عبر أجهزة قياس متخصّصة تدعمها 290 صافرة إنذار نُشرت في أنحاء جدة والأودية القريبة منها لتحذير السكان من وصول المياه لمعدلات ارتفاع خطرة. وأوضح العقيد غازي بن غرم الله الغامدي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في محافظة جدة المكلف أن الدفاع المدني يواصل إصدار تحذيراته لجميع المواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحذر في هذه الأجواء الممطرة، خاصةً في المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة للأمطار حفاظًا على سلامتهم. شوارع جدة امتلأت بمياه الأمطار. وبحسب ما أكده حسين بن محمد القحطاني الناطق الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فقد سجلت جدة أعلى معدل أمطار وصلت كميته إلى 22 مليمترًا، مبينًا أن المملكة تمر بمرحلة مطيرة خلال فصل الخريف، يصحبها حالة عدم الاستقرار في الأجواء تستمر حتى نهاية هذا الفصل. وشدّد على أهمية الابتعاد عن المعلومات مجهولة المصدر والتحليلات غير العلمية التي تشوش على أداء الجهات المختصة في مثل هذه الظروف، مؤكدا أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تتعامل مع الظواهر الجوية وفقاً لخطة زمنية تم الاتفاق عليها مع الجهات المعنية لتمرير معلومات الطقس ومتابعتها كل وفق اختصاصه. وباشر الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة عمله أمس في مركز إدارة الأزمات والكوارث في إمارة المنطقة للوقوف على سير عمل الجهات المشاركة في المركز وآلية تعاملها مع الحالة المطرية التي يشهدها عديد من محافظات المنطقة. الأمطار تعوق حركة سير فتاتين. تصوير: غازي مهدي ـــ «الاقتصادية» ووجه في اتصال مباشر بغرفة عمليات الجهات الأمنية العاملة في الميدان رسالة شكر وتقدير للقطاعات العاملة في الميدان، داعياً لهم بالتوفيق في إدارة الحالة المطرية التي بدأت من محافظة جدة وتحولت إلى العاصمة المقدسة ومن ثمّ إلى الطائف، مبينا أن ما يقومون به هو في سبيل خدمة الوطن وسكان المنطقة. كما وقف على العمل الميداني للقطاعات في التعامل مع الأمطار، واطلع عبر الكاميرات الرابطة بين السدود والمركز على الوضع القائم بمشاركة طيران الأمن الذي ينفذ طلعات لتزويد المركز بصورة جوية مباشرة لبعض المواقع، وعلى الخطط المرورية التي أعدت لفك ارتباك السير في بعض المواقع. من جهته أصدر الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة توجيهاً بضرورة فتح المحاور الأساسية والشوارع الرئيسة، وسحب المياه المتجمعة في الأماكن والميادين العامة، وتحويل المياه باتجاه البحر والضخ لأقرب أماكن بها فتحات، وفتح الطرق لفرق صيانة الكهرباء للوصول لأماكن الانقطاعات، وسحب السيارات المتعطلة التي غمرتها السيول فوراً لفتح حركة السير عبر الأوناش الخاصة حتى لو كان ذلك بمقابل مادي، وتشكيل فريق عمل من فرع وزارة المالية في المنطقة وإدارة الدفاع المدني لتولي إسكان المتضررة منازلهم فوراً وصرف الإعاشة لهم (إن وجد). سيدة تلتقط صور الكعبة خلال هطول الأمطار. من جهتها أوضحت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أنه قد تم تأجيل ثماني رحلات جوية كانت متجهة إلى كل من مطار المدينة المنورة وحائل وتبوك والرياض والقصيم, وتحويل رحلة دولية إلى مطار الطائف وذلك نتيجة الأحوال الجوية الممطرة التي تشهدها محافظة جدة وعديد من مدن المملكة. كما وجه مطار الملك عبدالعزيز الدولي في وقت مبكر من صباح أمس المسافرين بالتواصل مع خطوط الطيران لمعرفة أي مستجدات حول مواعيد رحلاتهم الجديدة. وأضاف مطار الملك عبدالعزيز الدولي, أنه في حال وجود مستجدات حول الحركة الجوية في المطار سوف يتم التنويه عن ذلك. وبين اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي قائد عام طيران الأمن أن طائرات القيادة العامة لطيران الأمن في حالة جاهزية كاملة لمباشرة أي طارئ خلال الأمطار في كل مناطق ومحافظات المملكة، مشيرًا إلى أن الطلعات الجوية مستمرة لمراقبة ورصد مجريات الأحداث خاصة في المناطق التي تشهد تقلبات جوية متباينة خلال هذه الأيام حسب الإشعارات والتنبيهات الصادرة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. السحب تكسو ساعة مكة المكرمة. تصوير :أحمد حشاد ـــ«الاقتصادية» وأوضح اللواء الحربي وجود خطط معدة مسبقاً لمثل هذه الظروف تضمن تغطية كل مناطق المملكة ومن بينها خطة الإسناد بين قواعد طيران الأمن, التي يتم فيها الاعتماد على الطائرات المتواجدة في كل قواعد طيران الأمن وتحريكها في حال تطور الوضع إلى أي منطقة حسب المعطيات الميدانية وقت هطول الأمطار أو جريان السيول، وأسهمت طائرات الأمن في إنقاذ أربعة محتجزين شرقي جدة احتجزتهم مياه الأمطار. وقد لقي شخصان مصرعهما في حي الفيصلية نتيجة صعق كهربائي من جراء الأمطار, وأكدت إدارة الدفاع المدني أنها باشرت الحالتين اللتين أصابهم الصعق من أحد الأعمدة خلال محاولتهما العبور سيرا من إحدى الطرق المليئة بالمياه في الوقت الذي كانت به أعمدة الإنارة تعمل وقد حدث بها ماس كهربائي نجم عنه حادثة الصعق التي أودت بحياتهما. من جانبه قال لـ"الاقتصادية", الكابتن عبدالله الزمعي مدير عام ميناء جدة الإسلامي, أنه لم يكن هناك أي تأخير لرحلات السفن, وأن هناك تواصلا مستمرا مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لافتا إلى أنه يوجد أبراج مراقبة ترصد الرؤية وكذلك المقاييس المعيارية لحساب أدق التفاصيل. من جهتها، أوضحت أمانة محافظة جدة أن سبب تجمع المياه في الشوارع والأنفاق في المحافظة هو انقطاع التيار الكهربائي عن المحطة الرئيسة لتجميع المياه ورفعها في حي الزهراء. وأضافت أن التيار الكهربائي انقطع كذلك عن سبع مضخات داخل سبعة أنفاق في أحياء متفرقة من المحافظة، لافتة إلى أن الكهرباء عادت إلى المحطة الرئيسة والمضخات السبع، مشيرة إلى تحسن وضع تصريف المياه المتراكمة تدريجيا.
مشاركة :