بدأ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء، ستيفان ديميستورا، أول جولة له بالمنطقة منذ تعيينه في منصبه، حيث التقى في الرباط وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بحضور السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة. وجددت الرباط خلال اللقاء، تأكيدها على أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لطي هذا النزاع، يبقى الخيار الوحيد والأخير للمغرب، لحل قضية الصحراء. ومن المنتظر أن تشمل جولة ديميستورا التي ستستمر 6 أيام، كلا من الجزائر، ومخيمات تندوف، وموريتانيا.. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> في هذا السياق، قال عبد الفتاح الفاتحي مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إنه يجب التأكيد على أن المحطة المغربية تعد سهلة بالنسبة لـ”دي ميستورا”، خاصة أن الممكلة المغربية ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما أحكام القرار الأخير في قضية الصحراء. وأوضح أن قرار مجلس الأمن يجد الآلية وهي الموائد المستديرة، ومن ثم فالإشكال يتمثل في رغبة المغرب في تنفيذ القرارات، إلا أن الجزائر تقول إنها غير معنية بمضمون هذا القرار وإنها ليست طرفا رئيسيا في هذا النزاع، رغم أن هناك توافقا دوليا بضلوع الجزائر في هذا الملف، وأن مساهمتها جدية في هذا الأمر، بحسبه. ولفت الفاتحي لحصة مغاربية، إلى أن هناك عناصر تؤيد الطرح المغربي، الذي يعد جديا باعتراف دولي وآخره الجانب الأمريكي، الذي أكد أن الاقتراح المغربي بالحكم الذاتي للصحراء هو الخيار الأفضل، لافتا إلى ان المغرب ينتظر قبول الأطراف المعنية التوجه للجلوس للموائد المستديرة، والبحث عن حل سياسي. واستهل ستيفان ديميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء، أول جولة رسمية له بلقاء جمعه بوزير الخارجية ناصر بوريطة، في خطوة تهدف لتحريك المياه الراكدة، وإحياء المفاوضات بين أطراف النزاع في قضية الصحراء.. خطوة يرى مراقبون بأنها لن تساهم في حلحلة الوضع، خاصة في ظل تباعد وجهات النظر، لطي ملف من أقدم نزاعات القارة الإفريقية.. الدكتور المصطفى المريني المحلل السياسي، وأستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، تحدث عن صعوبة مهمة ديميستورا في حلحلة الوضع واستئناف المفاوضات في ظل تشبت أطراف النزاع بخيارات متباينة لطي هذا النزاع. ويرى مراقبون أن مهمة ديميستورا ستكون صعبة من أجل وضع قطار المفاوضات على سكته الصحيحة، في ظل تشبت المغرب بمقترح الحكم الذاتي كحل سياسي وحيد وأخير، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، بحضور الأطراف الأربعة.. ونجاح الدبلوماسية المغربية في إقناع 22 دولة من القارات الخمس، بفتح سفارات لها بالصحراء المغربية.. عبدالفتاح العوني عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب المغربي قال إن المغرب متشبث بمقترح الحكم الذاتي كخيار وحيد لطي نزاع الصحراء، مذكرا بالإنجازات التي حققتها الدبلوماسية المغربية وخاصة التأييد الدولي للمبادرة التي يطرحها المغرب. مهمة صعبة إذن، تلك التي تنتظر المبعوث الأممي الجديد المكلف بقضية الصحراء، سيحاول من خلالها إعادة قطار المفاوضات إلى سكته، في ظل توثر غير مسبوق وتباين وجهات نظر الاطراف، لطي واحدة من أقدم النزاعات بالقارة السمراء.
مشاركة :