نجوم الظهر والكوكب الخارق | إبراهيم الجبين

  • 1/14/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتقد البعض أنه لا وجود لنجوم الظهر إلا على أكتاف العسكر، أو في الأمثال الشعبية، وبناء عليه يقولون لك: لا تحاول إقناعنا بعكس ذلك. لكن نجوم الظهر موجودة وقد مرّ علينا منها أشكال ألوان وحامض وحلو، ولماذا لا تكون محط إعجاب الناس وهم يلعبون لعبة “عسكر وحرامي” طيلة تاريخهم. ثنائية. هل انتبهتم؟ مقابل العسكر في حارات الطفولة، لا يوجد سوى الحرامي. وذلك الحرامي يتخذ أشكالا عديدة، قد يكون سياسيا ليبراليا أو مثقفا انتهازيا أو متطرفا دينيا أو فاسدا، المهم أن من يطارده العسكر هو حرامي دوما. أما العسكر فهم لا يتغيرون، ثابتون، حماة الديار وأبطال الأمجاد. لا شهية لدينا لمناقشة الجيوش العربية في ظل الأمن القومي المستتب، وسباق التسلّح الهائل الذي يطمئن إلى أن الأمور تمام التمام. الفكرة في الظهيرة وساعاتها اللاهبة والتي بات المرء يفتقدها في أنحاء العالم، فتلك الساعة من طيف اليوم لها سحرها وفتنتها التي لا توازيها فتنة. يعرف ذلك أهل الشرق خبروه وتعلقوا به واستخلصوا منه خمرا حلالا قبل أن تُخلَق الكأسُ. من رأى نجوم الظهر على حقيقتها بعيدا عن التهكّم والغمز واللمز لن ينساها أبدا. حيث تنهال عليه الأفكار مع لظى الهجير ناقلة تفتق ورق الكروم الأخضر الذي يشارك الإنسان متعته في التشمّس. ما الداعي لذلك كله؟ نشرت الديلي ميل خبرا عن دراسة تؤكد أن الشمس كان لها، قبل تشكل الكواكب المحيطة بها، حلقات مثل حلقات زحل. وحمّل العلماء تلك الحلقات مسؤولية إيقاف نموّ الأرض. فلكيو جامعة رايس في هيوستن يقولون إن حلقات الشمس كانت في ذلك الوقت تدور حول النجم الأحمر، ونتيجة ذلك الدوران قزّمت الأرض التي كان ينبغي أن تكون ما سموها بـ”الأرض الفائقة”. ربما يحدّث البعض نفسه، ما لنا وللماضي البعيد؟ لا أبدا. نحن نتحدث عن الآن، فلولا وجود تلك الحلقات في الماضي، لما تقلّص حجم الغاز والغبار في العقود الماضية حول كوكبنا اليوم، وكل ذلك بسبب مطبّات الضغط الناجمة عن ذلك المشهد العجيب. قام العلماء بصناعة نظام محاكاة لما كان يجري، وحسبوا الاحتمالات، ومن غير تلك المطبات كان يمكن للأرض أن تكون أكبر بعشر مرات من حجمها الحالي. أي أننا خسرنا بسبب ذلك كل تلك الموارد والمساحات الهائلة من السطوح المائية والمعادن والغابات والأوكسجين والأوزون، كان يمكن أن تكفي البشرية وتفيض ويصبح سكان الأرض كلهم أغنياء وكلهم عسكر ولا يوجد فيهم أي حرامي.

مشاركة :