يضرب متحور فيروس كورونا المعروف باسم «أوميكرون» في كل الاتجاهات، ويصعد بمؤشر الإصابات حول العالم إلى أرقام مخيفة على الرغم من تصاعد نسبة تلقي التطعيم والتي تخطت في بعض البلدان الـ70% من عدد السكان، وتخطت في بلدان أخرى أرقامًا أخرى مبشرة حتى على مستوى الجرعة الثالثة المعززة. ومع هذا التفشي المخيف، والأرقام التي يتم تداولها بصعود لا ينحسر، تظهر هنا وهناك دراسات جديدة، ترجح أفضلية هذا اللقاح أو ذاك لإنتاج أجسام مضادة للمتحور، لكن كثيرين باتوا يخشون من أنها مجرد ترويج للقاح بعينه، ويتخوفون من أن تكون خلفه الشركات المنتجة لتلك اللقاحات أو شركات مستفيدة منها. وكانت دراسة حديثة خلصت قبل أيام إلى أن الجسم لن يكون قادرًا على اكتساب مناعة ضد متحور فيروس كورونا المعروف باسم «أوميكرون»، من دون الحصول على جرعة «معززة» إضافية من اللقاحات، لا سيما «فايزر» و«موديرنا». ووفقا لدراسة أجراها باحثون في معهد «راغون» ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، نشرت نتائجها في دورية «سِل»، فإن أنظمة الجرعات التقليدية من لقاحات كورونا لا تنتج أجسامًا مضادة قادرة على التعرف على المتحور «أوميكرون» وتحييده. وقال المؤلف الرئيس في الدراسة أليخاندرو بالاز، الذي يبحث كيفية هندسة المناعة ضد الأمراض المعدية «لقد أراد الناس بشدة معرفة ما إذا كانت اللقاحات الحالية تحمي من أوميكرون». وللعثور على إجابات، تعاون بالاز مع فريق من العلماء، وكانت الخطوة الأولى تخليق نسخة غير ضارة من أوميكرون تُعرف باسم «الفيروس الكاذب»، يمكن استخدامها في المختبر لتقييم فعالية لقاحات كورونا الثلاثة المتوفرة في الولايات المتحدة، التي تشمل جرعتين من «فايزر» أو «موديرنا»، وهي لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال أو «الرنا المرسال»، أو جرعة واحدة من لقاح «جونسون آند جونسون». ويحاكي الفيروس الكاذب الذي ابتكره بالاز وزملاؤه سلوك «أوميكرون»، الذي يحتوي على 34 طفرة على بروتين «سبايك» ليست موجودة في السلالة الأصلية لفيروس كورونا، التي اكتشفت لأول مرة في ووهان بالصين أواخر عام 2019. ويعتقد العلماء أن هذه الطفرات قد تكون مسؤولة جزئيًا عن الانتشار السريع للمتحور «أوميكرون» في أنحاء العالم. التعليق على النتيجة تعليقا على النتائج التي توصل إليها العلماء، قال بالاز «اكتشفنا قدرًا ضئيلا جدًا من تحييد الفيروس الكاذب عندما استخدمنا عينات مأخوذة من الأشخاص المطعمين مؤخرًا بجرعتين من اللقاحات أو جرعة واحدة جونسون آند جونسون، لكن الأفراد الذين تلقوا 3 جرعات من لقاح فايزر أو موديرنا كان لديهم تحييد كبير جدًا ضد شبيه أوميكرون». وعن السبب وراء ذلك، قال العالم المشارك في الدراسة غارسيا بلتران، إن أحد الاحتمالات هو أن «جرعة إضافية تخلق أجسامًا مضادة ترتبط ارتباطا وثيقا ببروتين الفيروس مما يزيد من فعاليتها. كما قد تولد الجرعة المعززة أجسامًا مضادة تستهدف مناطق بروتين سبايك الشائعة في جميع أشكال فيروس كورونا». ويلاحظ بالاز أن نظام اللقاح بثلاث جرعات، أي الجرعتين التقليديتين والجرعة المعززة من لقاحات «فايزر» و«موديرنا»، يوفر مستويات أقل إلى حد ما من الأجسام المضادة لـ«أوميكرون» أو «دلتا»، لكن نتائج الدراسة تدعم بقوة نصيحة مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن الجرعات المعززة لـ«كوفيد-19» مناسبة لأي شخص يبلغ من العمر 16 عامًا أو أكثر، وأن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال هي «المفضلة». موعد النهاية على النقيض من الدراسة المرجحة لأهمية الجرعة الثالثة المعززة، فإن دراسة أعدها باحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية توقعت أن تكون نهاية موجة المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون» خلال وقت قريب. وقال الباحثون في الدراسة إن موجة «أوميكرون» ستزداد سوءًا قبل أن تتلاشى وتختفي. وصرح أستاذ الإحصاء الحيوية في جامعة فلوريدا والمشارك في الدراسة، إيرا لونجيني، بأن أشياء كثيرة تغيرت منذ بروز «أوميكرون». وأضاف «كان هناك ارتفاع كبير في أعداد المصابين بأوميكرون، بشكل أسرع مما توقعنا»، ومع ذلك، قال الأكاديمي الأمريكي إنه لم يكن مصدومًا بشكل كبير، لأن فريق الباحثين توقع وجود ذروة كبيرة في إصابات المتحور. وتابع: «لم يكن لدينا شك بأنه ستكون هناك موجة هائلة من الإصابات في فلوريدا». وتوقع لونجيني أن تتلاشى موجة المتحور «أوميكرون» في منتصف فبراير المقبل إذ ستكون سرعة تفشيه أقل، بعدما كانت الذروة في الأسبوع الثاني من يناير الجاري. ولفت إلى أن فترة حضانة «أوميكرون» تبلغ 3 أيام مقارنة بـ5 أيام للمتحور «دلتا»، مما أدى إلى زيادة سرعة تفشي الوباء. وحذر من أن يؤدي «أوميكرون» إلى إصابات شديدة بين الأطفال الصغار خاصة بين أولئك الذين أقل من 5 أعوام، نظرًا لعدم تلقيهم اللقاح. تحديث سعودي مع كل هذه التغييرات، استجابت وزارة الصحة السعودية، وأصدرت تحديثا على فترة التعافي للمصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) الخاصة بالمحصن وغير المحصن، مع التأكيد على المبادرة بأخذ الجرعة المستحقة وقايةً من أعراض الإصابة الشديدة. ووفقا للتحديث الجديد فإن الفترة اللازمة للتعافي بالنسبة للمحصنين تصل إلى 7 أيام وغير المحصنين إلى 10 أيام، مبينة أنه بعد مرور هذه المدة الزمنية فإن المتعافي لا يحتاج إلى إجراء مسحة للتأكد من التعافي. طفرة الإصابات أظهرت المعطيات الرسمية الأخيرة في دول عدة حول العالم إصابة كثيرين بمرض «كوفيد19»، الذي يسببه فيروس كورونا، رغم أنهم تلقوا اللقاحات اللازمة، ويعود ذلك حسب كثير من العلماء إلى عوامل عدة من بينها المتحور «أوميكرون» شديد العدوى، الذي من المرجح أن يصيب الناس، حتى ولو لم يصبهم بحالة خطيرة. ويخطئ الناس عندما يعتقدون أن لقاحات «كوفيد19» قادرة على منع العدوى بصورة كاملة، كون جرعات اللقاح مصممة أساسًا للوقاية من الإصابات الشديدة، بحسب الباحث في مجال الفيروسات في جامعة مينيسوتا، لويس مانسكي، الذي قال «إن اللقاحات لا تزال ناجعة في مواجهة الفيروس، خاصة لدى أولئك الذين حصلوا على الجرعات التعزيزية»، مؤكدًا أنه لا تزال جرعتان من لقاحي «فايزر» و«موديرنا» وجرعة من لقاح «جونسون آند جونسون» توفر حماية قوية ضد الإصابة الخطيرة بالمرض. في المقابل، فإن هذه الجرعات ليست قوية إلى الحد الذي يمنع الإصابة الخفيفة بـ«أوميكرون» ونقله إلى الآخرين، لذلك ينصح بالجرعات المعززة التي تزيد من مستوى الأجسام المضادة للمساعدة في التصدي للوباء. ويبدو أن المتحور «أوميكرون» قادر أكثر من غيره من سلالات كورونا على نسخ الفيروسات، وفي حال كان لدى المصابين بكورونا كميات كبيرة من الفيروسات، فاحتمال نقلها إلى الآخرين يكبر ويزداد وخاصة لغير الملقحين. ومن المرجح أن يعاني الأشخاص الملقحين الذين يصابون بالفيروس من أعراض خفيفة في أغلب الحالات، لأن الجرعات المتعددة تحفز نظام المناعة لديك، مما يجعل أمر تخطيها صعبًا على «أوميكرون». الحاجة للمزيد من الجرعات يتفق كل العلماء على أنه على الرغم من أن متحور أوميكرون قابل للانتقال بشكل كبير، إلا أن أعراضه ما تزال أكثر اعتدالا مقارنة بسابقه متحور دلتا. وأظهرت الدراسات الحالية أن الذين تلقوا جرعتين من لقاح فايزر لديهم انخفاض بمقدار 25 ضعفا في القدرة على تحييد العدوى تجاه متحور أوميكرون مقارنة بفيروس كورونا الأصلي، ومع ذلك، فإن جرعة معززة (الجرعة الثالثة) من لقاح فايزر يمكن أن توفر حماية تصل إلى 80-95%. وتشير الدراسات إلى أن متحورات الفيروسات، تزداد عندما ينتشر الفيروس على نطاق واسع ويسبب المرض، وكلما زادت فرص انتشار الفيروس، زادت فرص تكراره، وزادت فرصه في الخضوع للتحوّر، ويؤدي خطأ في عملية النسخ هذه إلى حدوث طفرة، ولكن معظم الطفرات الفيروسية لها تأثير ضئيل أو منعدم على قدرة الفيروس على تفاقم المرض. ويؤكد العلماء أن وقف الانتشار من المصدر والتحصين لا يزالان أمرين بالغي الأهمية، حيث سيؤدي تلقي جرعة معززة إلى زيادة المناعة ضد أوميكرون، كما لا بد من اتباع الاحتياطات المستخدمة بانتظام منذ بداية الوباء بدقة، وهي تشمل التباعد الجسدي، وتجنب الأماكن المغلقة أو الزحام، وارتداء قناع الوجه أو واقي الوجه، وتنظيف اليدين بشكل متكرر، ويؤكدون أن تقليل كمية قابلية الفيروس، تجعل احتمالات ظهور متغير جديد منخفضة. ويرون أن الحماية ضد كوفيد-19 تتضاءل مع مضي الوقت، وهذا هو السبب في تقديم المعززات. مبشرات إيجابية مع توالي الحديث عن أن أوميكرون بلغ ذروته، وأنه في الطريق نحو الانحسار، جاءت عدة علامات مبشرة حول جائحة كورونا ككل في الأيام الأخيرة، حيث تزايدت الأدلة التي تؤكد أن أعراض أوميكرون أخف من المتحورات السابقة، وهي تصيب الأقسام العلوية من الأجهزة التنفسية، على عكس المتحورات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهابًا رئويًا حادًا. كما توقع مهتمون كثر أن تكون موجة أوميكرون التي تمثل الموجة الخامسة من كورونا هي الأخيرة لهذا الوباء، متوقعين خروجًا محتملًا من الأزمة. وأعلن برنامج التطعيم الفرنسي أنه مع متحورة جديدة «أكثر قابلية للانتقال (من سابقاتها لكن أقل خطورة) ربما نشهد بداية التطور نحو فيروس أكثر شيوعًا على غرار فيروسات أخرى»، أي أن فيروسًا أشد عدوى وأقل خطورة من شأنه أن يسمح بالحصول على مناعة طبيعية، إضافة إلى المناعة التي يمنحها اللقاح، مما يعني الدخول في مرحلة أقل خطورة من الوباء. ويتحدث علماء كثر عن أن كورونا سينضم إلى الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، ومنهم عالم الأوبئة الفرنسي أرنو فونتانيه الذي قال «في النهاية هناك أمل.. سينضم كورونا إلى الفيروسات التاجية البشرية الموسمية الأخرى التي تسبب نزلات البرد والتهاب اللوزتين كل شتاء». وقال «لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، يمكننا أن نتوقع ظهور متحورات جديدة ولكن بسبب تقوية مناعتنا مع مرور الوقت إما من خلال العدوى الطبيعية أو جرعات معززة من اللقاح، فإن قدرتها على التسبب بحالات خطيرة ستتراجع». أوميكرون ـ فيروس متحور شهد عددا هائلا من الطفرات. ـ يختلف اختلافا جوهريا عن المتحورات السابقة. ـ موجود في فرع مختلف تماما من شجرة عائلة كورونا. ـ وصف بأنه «قفز من العدم»، وهو مختلف تماما عن سابقيه. ـ يستمر لفترة أطول في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. علامات على قرب انتهاء الجائحة ـ أعراض المتحورات باتت أخف. ـ المتحورات أشد عدوى وأقل خطورة. ـ تزايد المناعة إما بطريقة طبيعية عبر الإصابة أو عبر اللقاح. ـ تأكيدات بأن كورونا سينضم إلى الفيروسات التي تسبب نزلات البرد.
مشاركة :