إمام الحرم المكي: حلاوة الإيمان في استلذاذ الطاعات

  • 1/14/2022
  • 23:02
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.صالح بن حميد، إن معنى حلاوة الإيمان هي استلذاذ الطاعات، وتحمل المشقات في رضى الله -عز وجل- ورضى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإيثار ذلك على عَرَض الدنيا. وحلاوة الإيمان ولذة العبادة هي راحة النفس، وسعادة القلب، وانشراح الصدر عند القيام بالمطلوبات الشرعية من كل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال، والأفعال الظاهرة والباطنة. العمل الصالحوأضاف خلال خطبة الجمعة أمس، إن لذات الدنيا مصحوبة بالمنغصات والمكدرات، ولذة العمل الصالح خالصة لا ملل فيها بل كلما زاد من العمل الصالح زادت اللذة والسعادة ولذة الدنيا قد تفوت على العبد لذة الآخرة، ولذة العمل الصالح مدركة في الدنيا والآخرة. وأبان أن من أهم الأسباب الجالبة لهذه الحلاوة تزكية النفس وتطهيرها، فمن شرب من إناء متسخ فلن يجد الحلاوة التي ينشدها.صدق التوكلولفت إلى أن التزكية تكون بإقامة العبد فرائض الله باطنا وظاهرا، ولزوم السنة، مستعينا بالله، متبرئا من حوله وقوته، وأول ذلك توحيد الله -عز وجل-، والإخلاص له، وصدق التوكل عليه، والاعتماد عليه، والاستعانة به، مع محبته ودوام ذكره، والسكون إليه، والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب والخوف، والرجاء والتوكل، بحيث يكون سبحانه هو المستولي على هموم العبد، وعزماته، وإراداته، وإنما تقر عين العبد بربه على حسب قربه من ربه عز وجل.أعمال القلوبوعد الشيخ صالح بن حميد أن من الوسائل العظيمة الجالبة للذة والحلاوة الدعاء فهو السلاح الذي لا ينبو، وليكثر العبد من قراءة القرآن بالتدبر، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض. وأكد أن من أعظم ما يستجلب به حلاوة الإيمان ولذة العبادة العناية التامة بأعمال القلوب، وبخاصة المحبة والرضا، ومن علامات الحب، ودلائل صدقه الاقتراب من المحبوب.أداء العباداتوأوضح الشيخ صالح بن حميد أن من آثار حلاوة الإيمان ولذة العبادة الثبات على دين الله فلا يزال العبد في أداء العبادات، والإكثار من الأعمال الصالحات حتى تصير لذته في هذا الاجتهاد، حتى تراه يشعر بالحسرة في ضياع شيء من وقته، وفتوره في العبادة ومن الآثار كذلك: الرغبة في المزيد من الطاعة فتصير الصلاة قرة عينه، والصيام متعته، والذكر أنيسه، والقرآن العظيم جليسه.سن الشبابوفي المدينة المنورة ذكر إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ د.عبدالمحسن القاسم، أن الله سبحانه جعل في الحياة قوة بين ضعفين وتلك القوة هي العماد في الحياة والثمرة في الآخرة وسن الشباب هو القوة بعد الضعف وفيه توقُّد العزيمة وعلو الهمة. وأكد على عظم سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- مع صغار الصحابة وشبابهم تواضع لهم وجالسهم وزارهم وعلمهم ورفع هممهم فخرج منهم أعظم جيل.أخلاق العظماء وبين في خطبة الجمعة أمس، أن لمعاملة النبي -صلى الله عليه وسلم- الفريدة للصغار أحبوه حبا جما فكان إذا قدم من سفر خرجوا من المدينة لاستقباله، مشيرا إلى أنه كلما علت أخلاق العظماء تواضعت للصبيان والصغير مجبول على محبة من دنا منه وعلمه وإدراكه في الحفظ والفهم، قد يفوق الكبار، ودين الإسلام موافق لفطرتهم يحبونه ويحبون آدابه وشرائعه وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- تنشئتهم عليه واحتقارهم والإعراض عنهم لا يوافق شيم العقلاء، قال عليه الصلاة والسلام «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

مشاركة :