كالعادة ما إن ينتشر هاشتاق في تويتر إلا وتجد كثيراً يندفعون للكتابة فيه البعض من باب إثبات الوجود، والبعض من باب البحث عن الشهرة والقاسم المشترك بينهم هو عدم التثبّت من الخبر، وحيث إن العناوين تكون خادعة في أكثر الأحيان تجد كثيراً من (المدرعمين) يدخلون الهاشتاق ويقومون بالشتم والسبّ وتحليل المواقف والشخصيات من منطلق مفهوم خاطئ مبني على تحليله لعنوان الهاشتاق وعلى ردود الآخرين وتغريداتهم في الهاشتاق. قد يقول البعض إن هذه حرية شخصية وكل إنسان له حرية التعبير عن رأيه وهذا صحيح وفق ضوابط وآداب، فإذا كان الموضوع من المواضيع العامة فمن حق الجميع إبداء آرائهم، ولكن إذا كان الموضوع يتعلق بشخص فعندها ينبغي التحلّي ببعض الآداب مثل إحسان الظن بالشخص والتثبّت من المعلومة وفهم رأيه ودوافعه في قولها ثم النصح له في حال الخطأ وفي كل حالات إبداء الرأي ينبغي الأدب وعدم الشتم والقذف والسبّ فتغريدتك ينبغي أن تعكس أخلاقك قبل رأيك. وبالنسبة للهاشتاق المتعلق بالدكتور طارق الحبيب وموضوع صب القهوة شاهدنا جميعاً الهجوم اللا مبرر عليه، وما ذاك إلا بسبب عدم فهم مقصوده من قِبل من وضع الهاشتاق (ودرعمة) كثيرين في الهاشتاق ومع الأسف كان من بينهم بعض من كنا نراه صاحب فكر ورأي. ولست هنا للدفاع عن الدكتور طارق، وإن كان من حقه علينا كمسلم ومواطن أن ندافع عنه ولكني أريد توضيح مبدأ فالمفترض في كل من دخل الهاشتاق أن يحسن الظن في الدكتور ثم يستمع للمقولة من مصدرها الأساسية ويفهم معناها وأن يخاطب الدكتور حول مراده من قول هذه العبارة، وإذا ثبت له بعد ذلك خطأ الدكتور فيقوم بمناصحته دون شتم أو قذف. وبالعودة لمقالة الدكتور طارق نجد أنه ذكر ما نصه «مثل صب القهوة للضيوف هذا تخلف حضاري أشوفه الآن، خل العامل اللي عندك يصب تلقى عنده عامل خل الولد يقعد يسمع كلام الرجال يأخذ ويعطي يتعلم الثقة موب يتعلم الذلّه أوقات» ويتضح من الكلام السابق أن مقصوده هو أن جلوس الابن مع الرجال والاستماع لهم والتعلم منهم أفضل له من صب القهوة في وجود العامل الذي يستطيع أن يقوم بهذا الدور. ولو حلّلنا هذه المقولة لوجدنا أن الهدف الذي يريده الدكتور هو هدف جميل ولاشك، ولكن المقولة بحد ذاتها تحتوي على كثير من الأخطاء لعل أخطرها أنه يرى في صب القهوة نوعاً من التذلل المرفوض مع أن تذلل الرجل في خدمة ضيوفه من مكارم الأخلاق التي حث الإسلام عليها، كما لا نغفل أن الابن وهو يصب القهوه يستطيع الاستماع والتعلم. وعلى الرغم من وجود الخطأ في المقولة إلا أن ذلك لا يجيز لنا الإساءة للدكتور طارق، بل يجب علينا أن ننصحه أن يراعي العبارات التي يقولها لتوصيل أفكاره حتى لا يُساء فهمها، وأن يسارع في توضيح مقصوده من هذه العبارة والاعتراف بالخطأ، لذلك نقول له يا دكتور طارق ما عهدناك إلا إنساناً صادقاً لا تأنف من الاعتذار عن الخطأ ولا تكابر في الباطل فيا حبذا لو بيّنت وجهة نظرك بكل وضوح واعتذرت عن الخطأ غير المقصود ولا تجعل أهل الشتم والسب يمنعوك من ذلك، فالاعتراف بالخطأ لا يزيدك إلا إجلالاً وإكباراً.
مشاركة :