مسؤول ألماني يحذر من تنامي ازدراء الدولة بين منكري كورونا

  • 1/15/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ظهرت بين منكري كورونا فئة جديدة تعادي الدولة الألمانية وترفض مؤسساتها الديمقراطية على نحو أساسي، فضلا عن نشر الكراهية ضد عناصر الشرطة، وفق مسؤول استخباراتي ألماني. من مظاهرات حركة "التفكير الجانبي" في ميونيخ الألمانية ضد إجراءات كورونا رصد توماس هالدنفانغ رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) بين المتظاهرين المناوئين لسياسة مكافحة جائحة كورونا أوساطا جديدة معادية للدولة وقال في مقابلة صحفية: "إنهم يرفضون كيان دولتنا الديمقراطي على نحو أساسي". وقال توماس هالدنفانغ في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه زونتاغس تسايتونغ" الألمانية تنشرها غدا الأحد (16 يناير/ كانون الثاني 2022) إنه لم يعد من الممكن تصنيف هؤلاء ضمن الفئات الحالية من أوساط اليمين واليسار المتطرف، موضحا أن ما يربط هذه الفئة الجديدة ليس الأفكار الأيديولوجية، بل ازدراء دولة القانون الديمقراطية وممثليها. وذكر هالدنفانغ أن هذه الفئة من المتطرفين لا تحتاج إلى قضية محددة، مشيرا إلى أن الجائحة بالنسبة لهم مجرد استهلال، وقال: "سواء كانت القضية الآن كورونا أو اللاجئين، رصدنا في بعض الأحيان نفس الأفراد الذين حاولوا إيصال انطباع بأن الدولة فاشلة ولا تفعل شيئا من أجل المواطنين". وأشار المسؤول الأمني الألماني إلى أنه ليس من الممكن الآن تحديد حجم هذه الفئة لأنها تضم أطيافا شديدة التباين. وتابع: "أوجه تشابه متزايدة بين حركة بيغيدا (اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام) ورافضي كورونا"، مشيرا إلى أنهم أحيانا يرفعون نفس الشعارات. وأوضح أنه كان يبدو لفترة طويلة كما لو أن اليمينيين المتطرفين يحاولون الهيمنة على المظاهرات المناوئة لسياسات كورونا دون جدوى، وأضاف: "يتغير هذا حاليا. ففي ولاية ساكسونيا (شرق ألمانيا)، على سبيل المثال، نجحت ’ساكسونيا الحرة’ في ممارسة تأثير كبير على حركة الاحتجاج متعددة الأطياف في المنطقة. من هذا المنطلق يمكن القول إن المتطرفين اليمينيين يكتسبون نفوذا إقليميا على الأقل". تجدر الإشارة إلى أن "ساكسونيا الحرة" حزب صغير ثبت لهيئة حماية الدستور أنه يميني متطرف ومعاد للدستور. وأشار هالدنفانغ إلى أن ديناميكية الاحتجاجات ضد سياسات كورونا آخذة في التغير، حيث كانت تتمثل في الماضي في مظاهرات كبيرة على نحو ملحوظ، أما الآن فإن الاحتجاجات أصبحت أقل مركزية لكن بمشاركة عدد أكبر من الناس. وأوضح أنه في أول أسبوع من شهر كانون الثاني/يناير الجاري شارك في يوم واحد فقط أكثر من 200 ألف شخص في أكثر من ألف احتجاج، مشيرا أيضا إلى تنامي مخاوف من تطرف بعض المشاركين، والذي لا يتجسد فقط في العنف ضد رجال الشرطة وممثلي وسائل الإعلام، بل أيضا عبر شعارات الكراهية عبر الإنترنت. وقال هالدنفانغ: "من اللافت للانتباه أن هناك تزايدا في محاولات تصوير الشرطة على أنها عدو. يتم توجيه عبارات معادية لقوات الشرطة بشكل متزايد ليس فقط خلال الاحتجاجات، بل أيضا في الفضاء الافتراضي، وتشويه سمعتهم بوصفهم "مرتزقة" و"قتلة النظام". وأعرب رئيس هيئة حماية الدستور عن خشيته من أن يبحث متطرفو الفئة الجديدة عن موضوع جديد بعد انتهاء الجائحة لاستغلاله لصالح أغراضهم، موضحا أنه يمكن أن يكون هذا الموضوع هو تدابير الحكومة لحماية المناخ، على سبيل المثال. وقال المسؤول الأمني: "ليس من المستبعد استغلال موضوع حماية المناخ. قد يُنظر إلى تكثيف إجراءات الدولة للحد من تغير المناخ على أنه غير قانوني ويُقابل بالرفض". ع.ا/أ.ح ( د ب أ)

مشاركة :