قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس وزراء روسيا، إن بلاده تملك ما يكفي من الموارد لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا، لكن استثمارها يتطلب الوقت وتوظيف الأموال. ووفقا لـ"الألمانية" شدد نوفاك على ضرورة وجود سياسة مبيعات شفافة في السوق الأوروبية وتوقيع عقود طويلة الأجل، بحسب ما أوردته أمس قناة "آر.تي عربية" الروسية. وأضاف نوفاك: "لدينا موارد ضخمة، لكن أي إنتاج هو مشروع استثماري يتطلب وقتا حتى يؤتي ثماره". وأشار المسؤول الروسي إلى أن موسكو نفذت جميع عقود التوريد طويلة الأجل العام الماضي، متابعا: "علاوة على ذلك، قمنا بتسليم المزيد من الغاز إلى ألمانيا وتركيا والدول الأخرى التي حجزت طلبياتها". ووفقا لنوفاك، سبب أزمة الطاقة كان "قصر نظر سياسة الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، التي على مدى الأعوام القليلة الماضية ببساطة رفضت بشكل متعمد العقود طويلة الأجل من أجل تقليل، الاعتماد على روسيا، وأصرت على الانتقال إلى عقود الصفقات الفورية". وأوضح، "تسبب التخطيط الخاطئ وسياسة الطاقة قصيرة المدى بصداع للسياسيين الأوروبيين، وهم يحاولون نقله إلى الآخرين". يشار إلى أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا قفزت لمستويات قياسية أخيرا في ظل تباطؤ الإمدادات القادمة من روسيا بالتزامن مع برودة الشتاء. وأفاد تقرير لشركة وود ماكينزي لأبحاث واستشارات الطاقة في وقت سابق، أن عقود استيراد الغاز الطبيعي طويلة الأمد في أوروبا التي توفر نحو 49 مليار متر مكعب ستنقضي العام الجاري. ومن بين تلك الكمية، هناك 21 مليار متر مكعب في عقود خطوط الغاز الروسية، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرج للأنباء. وفي حين أن بعض الصفقات سيتم تمديدها، فإن أخرى مثل تلك التي توفر عشرة مليارات متر مكعب مع شركة الغاز البولندية "بي جي إن أي جي" لن يتم تمديدها، حيث إن بولندا تبتعد عن الغاز الروسي. وقال بيني ليك، المحلل البحثي لدى "وود ماكينزي"، "في ظل احتمالية انطلاق خط نورد ستريم 2، قد نرى توقيع بعض العقود الجديدة طويلة الأمد على طول مسار خط الأنابيب". وأضاف "المخاوف المحتملة بشأن التعرض طويل الأمد لروسيا، إلى جانب المخاوف التي تحركها الأزمة بشأن أمن التوريد وتنويعه، قد تدخل مزيدا من اللاعبين إلى التعاقد على الغاز الطبيعي المسال". وكان قد فشل الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي في إقرار اقتراح قانون يفرض عقوبات على الكيانات المسؤولة عن "نورد ستريم 2"، خط أنابيب الغاز الذي يربط روسيا وألمانيا وتندد به الولايات المتحدة. وبحسب "الفرنسية"، تعارض الولايات المتحدة بشدة، خط نورد ستريم 2، الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق دون المرور بأوكرانيا. وعلى الرغم من معارضة الطبقة السياسية الأمريكية لهذا المشروع الذي أنجز بناؤه، إلا أن أي إدارة أمريكية لم تجازف بالوصول إلى حد التصادم مع ألمانيا، الحليف الأساسي للولايات المتحدة. وأبرز الدول المنتقدة لخط الأنابيب هذا هي: الولايات المتحدة وبولندا القلقتان من تعزيز اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، إضافة إلى أوكرانيا التي تقول: إن المشروع سيضعفها دبلوماسيا واقتصاديا بصفتها حتى الآن دولة العبور الرئيسة للغاز الروسي نحو أوروبا.
مشاركة :