دوريات الخيالة بدبي.. أمان يشع بالبهجة والجمال

  • 1/16/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رغم التمدن والتطور الحضاري، لم تفقد الخيول قيمتها على اختلاف سلالاتها، وبقيت رمزاً للجمال والجاه والقوة، ومدعاة للتفاخر بين أصحابها، ومصدر إلهام تغنى بها ولا يزال الشعراء والكتاب، ومحط جذب للناس يتوافدون لالتقاط الصور معها والتودد إليها. واليوم، للخيول نصيب في تعزيز الأمان في المجتمع، ومشاركة الدوريات الشرطية الميكانيكية دورها في بث الطمأنينة بين الناس، حتى غدت جزءاً أساسياً من منظومة عمل الدوريات في شرطة دبي، وتأسس لأجلها مركز شرطي متخصص.. مركز شرطة الخيالة. أكد اللواء خبير محمد عيسى العظب، مدير مركز شرطة الخيالة، أن دوريات الخيالة الشرطية شهدت تطوراً كبيراً ولاقت اهتماماً بالغاً من حكومة دبي والقيادات الشرطية، وذلك منذ نشأتها عام 1976 بأمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وكان مسمى المركز في ذلك الوقت «قسم شرطة الخيالة»، ويتبع الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية، لينطلق حينها بـ9 خيول و4 من ساسة الخيل، وفي عام 1979 أصبح القسم تابعاً للإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، ثم صدرت أوامر في عام 1989 بنقل القسم إلى الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وأصبح إدارة فرعية، ثم تأسس مركز شرطة الخيالة في عام 2019. 2279 دورية خيالة وبين اللواء العظب أن المركز يخدم هدفاً استراتيجياً رئيسياً وهو الحد من الجريمة، نظراً لمهامه وأدواره الفعالة في إلقاء القبض على المتهمين والمطلوبين، وقدرة دورياته على السير في الأماكن الضيقة، والتي لا تستطيع المركبات الميكانيكية السير فيها. وبيّن اللواء العظب أن عدد دوريات الخيالة التي تم تسييرها في عام 2021 هو 2279 دورية، وأدت الدوريات 49 مهمة أمنية، و81 مهمة مجتمعية، و457 مهمة نفذها الخيالة بالتعاون مع المتطوعين فيما يختص بجانب تطبيق الإجراءات الاحترازية. جوازات سفر وأوضح أن لكل خيل جواز سفر يحوي كافة بياناته الشخصية والصحية، وإنجازاته طوال مسيرته، فالخيل العربية الأصيلة يصدر لها جواز ذو لون أحمر يحمل اسم جمعية الإمارات للخيول العربية، في حين تحمل الخيول المهجنة جواز سفر ذا لون بنفسجي، وكلا الجوازين يسمح للخيول بالسفر إلى أي دولة في العالم. أزمة «كورونا» وأكد أن دوريات الخيالة ساهمت بشكل كبير في مكافحة جائحة «كورونا» منذ بداية الأزمة، خصوصاً خلال فترة برنامج التعقيم الوطني، وتحديداً في منطقة نايف، وهو ما ساهم في الوصول إلى حالة صفر حينها، وذلك ضمن الجهود الوطنية الرامية للحد من انتشار الفيروس. 117 خيلاً طالما احتل الخيل مكانة متميزة بين الناس، فاستخدام أفراد الشرطة للخيول، يزرع مشاعر من الألفة والود بين الشرطة والجمهور، ويضيف وجودهم في التجمعات الجماهيرية بهجة وسعادة، كما يعزز من شعور الناس بالأمان. واليوم يضم مركز شرطة الخيالة 117 خيلاً، تجوب شوارع المدينة، تبث الأمان والطمأنينة والبهجة بين أهلها، وتؤدي العروض المدهشة، وترسخ الشعور بالحماية بدورياتها الأمنية. برنامج استثنائي ونوه اللواء خبير العظب بأن المركز حقق إنجازاً لافتاً بتطبيقه برنامجاً على مدى 15 عاماً، لإعادة تأهيل خيول السباقات وتدريبها، وتمكينها من المشاركة في الفعاليات والعروض والمهرجانات، بتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، شارك 173 شخصاً من مركز شرطة الخيالة والأكاديمية ومركز حماية الدولي في مهرجان ويندسور البريطاني الملكي عام 2019، بالتعاون مع نادي دبي لسباق الخيل، ومؤسسة ميدان. الرعاية الصحية أكد الرائد ضاحي سالم الجلاف، رئيس قسم الخدمات الإدارية، أن مركز شرطة الخيالة يُعنى بجانب محوري في غاية الأهمية وهو الجانب البيطري ورعاية الخيول، ويعمل فيه أطباء بيطريون وطاقم من الممرضين للاهتمام بالخيول وعلاجها من الإصابات ومتابعة صحتها ووقايتها من الأمراض، والتأكد من سلامتها قبل النزول الميداني، وإعداد جداول للتحصين من الأمراض وغيرها. ابتكارات سجل المركز ابتكارات متميزة، منها دراجة هوائية لتدريب الخيول، وتتميز بنسبة أعطال صفر%، لعدم وجود محرك بها، وتحوي مصدات أمامية وخلفية للالتحامات مع الخيول أثناء التدريب، وجهاز رش للمياه، وجهازاً لقذف الكرات المطاطية، وكلاهما يستخدم لعمل سيناريوهات تحاكي أعمال الشغب. كذلك مدرعة تدريب الخيول، وتحوي بدورها مصدات أمامية وخلفية تلتحم مع الخيول بهدف التدريب على الدفع والتصدي لأعمال الشغب، إلى جانب جهاز دخان اصطناعي لتدريب الخيول على سيناريوهات اندلاع الحرائق أثناء أعمال الشغب، مكبرات صوت وكاميرا أمامية وخلفية لعرض الأحداث على الشاشة. «كوزمل» أكبر المعمرين اسمي كوزمِل، أبلغ من العمر 25 عاماً، وأنا أكبر المعمرين بين زملائي الـ 117 المنضمين إلى شرطة دبي، وعلى رغم كبر سني لكنني أتمتع بصحة جيدة، وهو أمر ليس شائعاً في عالمنا نحن الخيول، خاصة وأنني مازلت قادراً على العطاء ومرافقة فارسي المتميز اللواء محمد عيسى العظب في مهامه المختلفة. ولدت في الأول من شهر يناير من عام 1996 في الأرجنتين، كنت محظوظاً بسفري إلى دول عدة والمشاركة في سباقات وطنية وعالمية، إلى حين التحاقي بشرطة دبي في عام 2007، حيث بدأت مرحلة عطاء جديدة مليئة بالمواقف الحيوية الجميلة، فقد سنحت لي فرصة اللقاء بشخصيات عظيمة، والاحتكاك بقرب بالناس وخاصة الأطفال الذين أتلمس منهم فرحاً وسعادة بلقائي ورغبة بالتقاط صور تذكارية برفقتي، وبالمناسبة، على الرغم من التغير الذي طرأ على شخصيتي، لكن عشقي للتفاح والجزر لم يتغير أبداً، وأحب تناول كل طعام يحوي الذرة أو الشعير أو حبوب الصويا، أظن أن هذا يشملنا كلنا نحن معشر الخيول.

مشاركة :