«اللاجئ لا يحتاج إلى الشفقة، بل يحتاج إلى فرصة»، بهذه الكلمات، بدأ الشاب السوري حمزة العكيل من مخيم الزعتري، يروي قصة نجاحه التي سطرها في ظروف حالكة، ولكنها بفضل الإرادة والتصميم، استطاعت أن ترى النور، حمزة الذي بدأ يحب الرياضة بشكل عام، نتيجة دعم والده له، حيث لجأ لرياضة الجري في البداية، للخروج من الضغوطات، ولنسيان مشاهد الحرب التي بقيت عالقة في ذهنه. فحين خرجت عائلة حمزة من درعا في عام 2012، توجهت إلى الزعتري، بحثاً عن الاستقرار، وفي سن الـ 11 عاماً، تطور حب الرياضة لدى حمزة، إلى حين التقى بفريق من كوريا الجنوبية، توجه للمخيم لتدريب الأطفال رياضة «التايكوندو»، ومنذ ذلك العمر إلى غاية الآن، استمر حمزة بالتدريب، إلى حين حصوله على «الحزام الأسود دان 2»، وهو مركز متقدم في هذه الرياضة. يقول حمزة (18) عاماً: «لم أستطع استكمال دراستي الثانوية، وانقطعت سنوات عن الرياضة التي أحبها، بسبب عملي للإنفاق على عائلتي، حيث كان والدي مريضاً، وتوفي منذ سنتين، ومع ذلك، كان لدي عزيمة بأن أكمل في طريق هذه الرياضة، رغم الصعوبات والمحبطات الاجتماعية التي لا تؤمن بأهمية الرياضة، وأن تعلقي بها لن يفتح لي أبواب المستقبل». تجسيد الذات ويتابع بالقول: «رحلتي هي تجسيد لذاتي، وأيضاً لحلم والدي، الذي كان يحب الرياضة، ويؤمن بأهميتها، الآن أدرب الأطفال داخل المخيم وخارجه، فعدد الأطفال الذكور الذين دربتهم في المخيم، يتجاوز 250 طفلاً، علاوة على تدريب عدد كبير من الطفلات، رياضة التايكوندو من أهم أنواع الرياضة، التي من خلالها يستطيع الطفل أن يبني ذاته وشخصيته، ويتعرف إلى بيئة مغايرة عن منزله، ومن هنا، تصبح ثقته بنفسه عالية، وتزداد قيمتها للأطفال اللاجئين، الذين هم بأمسّ الحاجة إلى رياضة تخفف عنهم تبعات اللجوء». ويبين حمزة أن الأطفال اللاجئين لديهم المواهب المختلفة التصنيف، ولكنهم بحاجة إلى البيئة الداعمة، التي تقدم لهم الأدوات، للاستمرار، وتنمية ما لديهم من أفكار خلاقة، ويحلم حمزة بالعودة يوماً إلى سوريا، والمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، ورفع علم سوريا أثناء التتويج، وافتتاح مركز خاص به لتدريب الأطفال بهذه الرياضة العالمية. وفي الختام يقول: «إن الأهالي يجب أن يقدموا كل الدعم للأبناء الذين يحبون الرياضة، وألا يقفوا في طريقهم، فالرياضة مهمة، مهما كان نوعها، وأن يعطوا الفتيات فرصة متساوية أيضاً للمشاركة، فالتمسك في الصورة النمطية، يعرقل تطور المجتمعات، وخاصة أن الرياضة تعمل على تعبئة أوقات الفراغ، بدلاً من أن يذهب هذا الوقت لاتجاهات خاطئة ومضرة». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :