قال مصدر بالوفد الإيراني المفاوض في فيينا، إن طهران رفضت عرضاً أميركياً لتوقيع «اتفاق مؤقت» بدلاً من العودة الكاملة لاتفاق 2015 حول برنامجها النووي، مراهنة، فيما يبدو، على تنازلات غربية توقف اندفاعتها نحو الصين وروسيا، ومتمسكة باستراتيجية «كل شيء أو لا شيء». وأوضح مصدر دبلوماسي إيراني، كان برفقة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في زيارته، التي اختتمها أمس لبكين، لـ «الجريدة»، أن هدف الزيارة كان الحصول على تأكيد صيني بشأن زيادة استيراد النفط الإيراني ومساعدة طهران على مواجهة العقوبات الأميركية، بالإضافة إلى إعلان بدء تنفيذ «اتفاقية التعاون الشامل» المعروفة بـ «صفقة ربع القرن». وتم بالفعل أمس إعلان تفعيل الاتفاق الذي يعطي بكين مكاسب قوية في إيران على الخليج منطقة النفوذ التقليدية لواشنطن. ولفت المصدر إلى أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيحاول عقد اتفاقية مماثلة مع روسيا خلال زيارته المرتقبة لموسكو، معتبراً أن زيارتي بكين وموسكو ستُترجم نتائجهما المحتملة إلى تعزيز موقف طهران التفاوضي في فيينا، وأن هذا الأمر قد يدفع الدول الغربية لتقديم تنازل قبل 20 الجاري موعد زيارة رئيسي للكرملين. في هذه الأجواء، جاء حديث مسؤول إيراني أمس عن أن القضايا الخلافية في مفاوضات فيينا انحسرت، كاشفاً أن الوفود تبحث «مسودة ثالثة» تنظم آليات تطبيق أي اتفاق محتمل لإحياء اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018. تصريحات المسؤول، التي نقلتها وكالة «إرنا» الرسمية، جاءت بعد إعلان مغادرة رؤساء الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا لإجراء «مشاورات وجيزة» مع بلوغ المباحثات «قضايا صعبة».
مشاركة :