كشف باحثو جامعة كاليفورنيا في ديفيس أن وجبة صغيرة من توت غوجي المجفف تزيد من الأصباغ الواقية في العين، مما يحمي من فقدان البصر المرتبط بالتقدم في العمر. وقال الباحثون في دراسة جديدة نشرت في مجلة "نيوترينتس" العلمية إنّ تناول حصة منتظمة من توت غوجي المجفف يساعد في منع أو تأخير مرض التنكس البقعي، وهو اضطراب شائع في العين يشيع بين الأفراد البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً. وبحسب الدراسة، يعدّ التنكس البقعي السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن، ويقدر أن تأثيره يطال أكثر من 11 مليوناً في الولايات المتحدة و170 مليوناً على مستوى العالم. من جانبه، يقول جلين يو، مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ مشارك في قسم طب العيون وعلوم الرؤية: "يؤثر التنكس البقعي على مجال رؤيتك المركزية ويمكن أن يؤثر على قدرتك على القراءة أو التعرف على الوجوه". حصة صغيرة ولاحظ الباحثون زيادة كثافة الأصباغ الواقية في عيون 13 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عاماً، بعدما تناولوا 28 غراماً (حوالي أونصة واحدة أو حفنة) من توت غوجي 5 مرات في الأسبوع لمدة 90 يوماً. في المقابل، لم يُظهر 14 مشاركًا في الدراسة أي زيادة، بعدما تناولوا مكملاً تجارياً لصحة العين خلال نفس الفترة. وتعمل أصباغ اللوتين والزياكسانثين، التي زادت في المجموعة التي تناولت توت الغوجي، على تصفية الضوء الأزرق الضار وتوفير الحماية المضادة للأكسدة. كلاهما يساعد على حماية العينين أثناء الشيخوخة. وبشيء من التوضيح، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، وطالب دكتوراه في برنامج علم ميكروبيولوجيا الغذاء، شيانغ لي: "تُعدّ أصباغ اللوتين والزياكسانثين بمثابة واقي شمسي لعينيك". ويضيف: "كلما ارتفع مستوى اللوتين والزياكسانثين في شبكية العين، زادت الحماية لديك، وجدت دراستنا أنه حتى في العيون السليمة الطبيعية، يمكن زيادة هذه الأصباغ البصرية بتناول وجبة يومية صغيرة من توت غوجي". يشار إلى أن التوت يستخدم لصحة العين في الصين، فثمرة توت غوجي تأتي من نوعين من الشجيرات الموجودة في شمالي غرب الصين، ويعرفان بأسماء (Lycium chinense) و(Lycium barbarum). كما يعتبر التوت المجفف مكونًا شائعًا في الحساء الصيني ويشتهر مثل شاي الأعشاب، إذ تشبه ثمرة التوت حبة الزبيب وتؤكل كوجبة خفيفة. وفي الطب الصيني، يُقال إنّ ثمرة توت غوجي لها صفات "مشرقة للعين"، حيث كان كل ذلك دافع المؤلف الرئيسي، شيانغ لي، لإنجاز الدراسة، كونه نشأ في شمالي الصين، وأصبح فضولياً لمعرفة ما إذا كانت هناك أي خصائص فسيولوجية تساعد على حماية صحة العين.
مشاركة :