فصل جديد في العداوة.. عصا معدنية تلغي دربي الأندلس بين بيتيس وإشبيلية

  • 1/16/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن تعليق مباراة ريال بيتيس وإشبيلية بثمن نهائي كأس ملك إسبانيا. وعرفت المباراة إلقاء عصا معدنية من مدرجات بيتيس في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، ليعلن الحكم ريكاردو دي بورجوس بينجوتشيا عن إلغاء المباراة. ريال بيتيس استضاف جاره وخصمه اللدود إشبيلية في ملعب بينيتو فيامارين، وتأخر في النتيجة بعد 34 بهدف رائع للأرجنتيني بابو جوميز. لكن الفرنسي نبيل فقير أدرك التعادل لـ بيتيس بهدفٍ أولمبي خارق من ركلة ركنية مباشرة في الدقيقة 38. المباراة الرائعة عرفت اللحظة السوداء في الدقيقة 41 عندما ألقت جماهير بيتيس بعصا معدنية أصابت جوان خوردان لاعب وسط إشبيلية وأسقطته أرضًا. الجهاز الطبي تدخّل لعلاج اللاعب الكتالوني، فيما رفض زملاؤه استكمال اللقاء، وبعد 6 دقائق على أرض الملعب دخل الفريقان إلى غرف خلع الملابس. مرت 20 دقيقة إجمالًا حتى أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن تعليق المباراة مع شجب التصرف العنيف الذي تسبب في ذلك القرار. ويعد دربي الأندلس -المعروف بالدربي الكبير- بين إشبيلية وبيتيس أحد أعنف الدربيات الأوروبية. ويعيش الفريقان هذا الموسم فترة من الأفضل في تاريخيهما، إذ يحتل إشبيلية وصافة الدوري الإسباني برصيد 44 نقطة، ومن خلفه مباشرةً ريال بيتيس في المركز الثالث برصيد 34 نقطة. ما قصة العداوة؟ الفريق الذي يحمل اسم المدينة –إشبيلية- هو نادي الأثرياء، أما الكادحين العاملين، فيساندون بيتيس بقلوبهم وحناجرهم. بل تمتلك أغلب جماهير بيتيس داخل عقولها نظرية مؤامرة تتوارثها الأجيال، أن إشبيلية يحظى برعاية مؤسسية وسياسية أكبر، لدرجة عدم وصول خط مترو الأنفاق مثلا إلى جنوب المدينة حيث يقع ملعب بينيتو فيامارين الخاص بـ بيتيس. اقرأ: ريال بيتيس.. حفل في بيت الرعب كلاهما يمتلك لقب دوري واحد في تاريخه، وكلاهما توج بأول ألقابه المحلية في نفس العام: 1935. تتشابك مصائرهم وتتقاطع وتتعارض، فعندما احتفل إشبيلية بمئويته عام 2005، كايده بيتيس وتوج بكأس ملك إسبانيا وصعد إلى دوري أبطال أوروبا. وعندما احتفل بيتيس بالمئوية في 2007، انفجر إشبيلية، ففاز بالدوري الأوروبي، والكأس، وكأس السوبر، ونافس على الدوري حتى الجولة الأخيرة. والوقوف على سبب صريح ومباشر للعداوة بينهما لهو من المهام الشاقة، وتحتاج إلى غوص عميق في التاريخ للنبش عن أصل الندية. ربما هو ما حدث في 10 مارس 1918 عندما فاز إشبيلية على ريال بيتيس بنتتيجة 22-0! نعم، هذا ليس خطأ مطبعيا، النتيجة كُتبت بشكل صحيح، والمباراة كانت تابعة لبطولة إقليم الأندلس، وكانت فصلا مبكرا للغاية في العداوة بين إشبيلية وبيتيس وترسيخا لنظرية المؤامرة في أذهان الخُضر. ما حدث وقتها أنه قبل المباراة بأيام قليلة، أصدر النقيب العام للمنطقة العسكرية الثانية، قرارًا بمنع اللاعبين المجندين من ممارسة كرة القدم خلال فترة تجنيدهم. قرارٌ يبدو عابرًا، لكن ليس مع بيتيس الذي كان أهم لاعبين في فريقه: كاندا، وأرتولا، يؤديان الخدمة العسكرية، مما يعني حرمانهما من المشاركة في الدربي الكبير. بيتيس بالطبع تعامل مع القرار بصفته موجها لضربه ولمحاباة إشبيلية، وكبادرة اعتراض، أرسلت إدارة بيتيس فريقا من الأطفال لمواجهة إشبيلية الذي لم يكن أفراده رحماء على الإطلاق، وكبّدوا عدوهم هزيمة تاريخية مُذلة. وإذا كان 22 هدفا غير كفيلين بخلق عداوة يحفظها الزمان، فما حدث خلال الأربعينيات لعله كان كافيًا. فرانسيسكو أنتونيز، كان مدافعا في بيتيس، وكان نجمه الأهم واسمه الأبرز على الرغم من مركزه. حينها كان بيتيس يعيش أسوأ سنوات تاريخه، مهددا بالإفلاس، ويصارع حتى لا يسقط إلى الدرجة الثالثة. لتأتي الطعنة، وينتقل أنتونيز في صفقة جدلية قانونيًا إلى الغريم إشبيلية. وفي موسمه الأول مع إشبيلية، فاز أنتونيز بلقب الدوري الإسباني، كما حقق لاحقا كأس ملك إسبانيا لاحقا، وشارك مع بلاده في كأس العالم. وبينما عاش أنتونيز سنوات زاهية من مسيرته، حلت الكارثة بـ بيتيس، وهبط إلى الدرجة الثالثة للمرة الوحيدة في تاريخه، فتحوّل أنتونيز إلى شيطان خائن، ولم تسامحه جماهير بيتيس أبدا. بعد نصف قرن، عام 1994 تحديدا، توفي أنتونيز، وللمصادفة، فقد شهد اليوم التالي مباراة بين بيتيس وإشبيلية.. في ذلك اليوم، رفض الرئيس دي لوبيرا وقوف دقيقة حداد على روح الخائن أنتونيز. وأنتونيز لم يكن اللاعب الوحيد الذي جرّده إشبيلية من بيتيس، بل الجامبي بيري بيري أيضا. أحد أعظم اللاعبين الأفارقة في حقبة السعبينيات، استقل الطائرة من الدنمارك صوب إسبانيا عام 1973، لينتقل من فريق B 1901 إلى بيتيس. على الطائرة صادف أن جلس بيري بيري إلى جوار شخص إسباني يُدعى خوان رامون رودريجيز، كان مهاجرا يقيم في الدنمارك، والأهم أنه كان مشجعا متعصبا لـ إشبيلية، وكان يعرف بيري بيري. عندما أدرك رامون رودريجيز أن الجناح الجامبي السريع في طريقه للانتقال إلى العدو بيتيس، بدأ في إقناعه بتغيير المسار والتواصل مع إدارة إشبيلية، وهو ما تم. عندما هبطت الطائرة، لم يكن بيتيس من ظفر بخدمات بيري بيري، بل إشبيلية، ليصير أول لاعب أسود البشرة في تاريخ النادي، ويقضي 5 سنوات رائعة في صفوفه، لدرجة أن أحد الروابط الجماهيرية للفريق تأسست وحملت اسمه تكريما له. في يوليو 2020، توفي بيري بيري، وتلقى نعيا شديدا وكتبت عنه الأقلام والصحف، لكن بصفته أسطورة لـ إشبيلية.. وليس أبدا لـ بيتيس الذي كان وجهته الأصلية في الأساس. حرب 2007 وحادثة مشابهة لـ 2022 أكمل بيتيس 100 عام من الوجود في 2007، والرئيس دي لوبيرا لم يكن ليفوّت هذه المناسبة دون الترويج لصورته الشخصية. رئيس بيتيس أقدم على عادة غريبة خلال ذلك الموسم، بإهداء كل الفرق الزائرة تمثال نصفي منحوت له، احتفالا بمئوية النادي. سارت الأمور على ما يرام حتى جاء الغريم إشبيلية لزيارة بيتيس، يومها رفض خوسيه ماريا دل نيدو رئيس إشبيلية تسلم التمثال النصفي لغريمه.. فاستشاط دي لوبيرا غضبا. أصدر دي لوبيرا قرارا بمنع دل نيدو من دخول مقصورة كبار الزوار في ملعب ريال بيتيس. التقا الفريقان في كأس ملك إسبانيا بشهر فبراير، وكان دي لوبيرا مصمما على تنفيذ قراره، لكن الاتحاد الإسباني وحكومة الأندلس تدخلا لإقناع دي لوبيرا بالتراجع.. وهو ما تم، لكن بشرط واحد. سمح دي لوبيرا لـ دل نيدو بالجلوس في المقصورة الرئيسية، لكنه وضع التمثال النصفي في الكرسي الموجود خلفه نكاية فيه. في تلك المباراة، وصل التوتر أقصاه، لدرجة أن السلطات الأمنية نصحت جماهير إشبيلية بعدم الارتحال إلى ملعب ريال بيتيس بسبب الموجات العدائية المرتقبة. جماهير بيتيس ألقت من المدرجات كل شيء يومها: قداحات، عملات معدنية، زجاجات، مسامير.. بالإضافة إلى إصدار أصوات القردة كلما لمس لاعب إشبيلي أسود البشرة الكرة. في الدقيقة 57 كان المشهد الختامي للمباراة، سجّل فريدريك عمر كانوتيه الهدف الأول لـ إشبيلية، وفتح أبواب الجحيم على فريقه. دل نيدو رئيس إشبيلية تلقى عملة معدنية في أنفه أثناء جلوسه بالمقصورة الرئيسية. أمّا خواندي راموس مدرب إشبيلية –والمدرب السابق لـ بيتيس-، فتلقى زجاجة بطول 2 لتر في رأسه من المدرجات، أسالت الدماء من رأسه وأفقدته الوعي مباشرةً. في بقية المباريات دور الـ 16 بنفس الدور، تأهل ريال مايوركا إلى ربع النهائي بانتصاره على ضيفه إسبانيول بهدفين مقابل هدف واحد في ملعب سون مويش. تقدّم مايوركا بهدفي تاكيفوسا كوبو وأبدون براتس، ثم سجل خابي بوادو هدفا لم يكن شفيعًا لـ إسبانيول الذي ودع المسابقة. وفي مباراة أخرى تأهل قادش على حساب سبورتنج خيخون بالفوز عليه 4-2 بركلات الجزاء الترجيحية في ملعب المولينون بعد التعادل 0-0. كما قلب رايو فايكانو تأخره أمام جيرونا فريق القسم الثاني وتغلب عليه في ملعب مونتيليفي بهدفين مقابل هدف واحد. تقدّم بيرناردو إسبينوسا لـ جيرونا، لكن رايو سجل مرتين بواسطة سيرجي جوارديولا في الدقيقة 45 و48. ويلعب اليوم الأحد فالنسيا أمام مضيفه أتليتكو بالياريس من القسم الثالث، فيما تستكمل المباريات يوم الأربعاء بمواجهة أتليتكو مدريد وريال سوسدياد، بينما يلعب الخميس ريال مدريد أمام إلتشي، وبرشلونة أمام أتليتك بلباو.

مشاركة :