مقتل ضابط ومتظاهر وإطلاق الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين في الخرطوم

  • 1/14/2022
  • 01:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬قتل‭ ‬ضابط‭ ‬سوداني‭ ‬فيما‭ ‬أطلقت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬قنابل‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬المتظاهرين‭ ‬المناهضين‭ ‬للانقلاب‭ ‬قرب‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬ليعود‭ ‬العنف‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬حوار‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وقال‭ ‬المكتب‭ ‬الصحفي‭ ‬للشرطة‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬نشره‭ ‬على‭ ‬صفحته‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬إن‭ ‬العميد‭ ‬علي‭ ‬بريمة‭ ‬حمد‭ ‬قتل‭ ‬أثناء‭ ‬‮«‬حمايته‭ ‬مواكب‮»‬‭ ‬المتظاهرين‭. ‬ وأكد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الشرطة‭ ‬السودانية‭ ‬للتلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬أن‭ ‬العميد‭ ‬‮«‬تلقى‭ ‬عدة‭ ‬طعنات‭ ‬قاتلة‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬حلول‭ ‬المساء،‭ ‬اقتحمت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬السودانية‭ ‬مقر‭ ‬محطة‭ ‬‮«‬التلفزيون‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬و«اعتقلت‭ ‬المراسل‭ ‬التيجاني‭ ‬خضر‭ ‬والفريق‭ ‬العامل‭ ‬معه‭ ‬أثناء‭ ‬التغطية‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬قالت‭ ‬المحطة‭ ‬ومقر‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬عبر‭ ‬تويتر‭.‬ ‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬قتل‭ ‬متظاهر‭ ‬امس‭  ‬الخميس‭ ‬أثناء‭ ‬التظاهرات‭ ‬المطالبة‭ ‬بتنحي‭ ‬العسكريين‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬بعد‭ ‬تدخل‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬لجنة‭ ‬الأطباء‭ ‬المركزية‭ (‬نقابة‭ ‬مستقلة‭). ‬ وقالت‭ ‬اللجنة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬أن‭ ‬مواطنا‭ ‬يدعى‭ ‬الريح‭ ‬محمد‭ ‬قتل‭ ‬‮«‬اثر‭ ‬اصابته‭ ‬برصاصة‭ ‬في‭ ‬البطن‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحري‭ ‬بشمال‭ ‬الخرطوم‭. ‬وبذلك‭ ‬يرتفع‭ ‬عدد‭ ‬ضحايا‭ ‬قمع‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬للتظاهرات‭ ‬الى‭ ‬64‭ ‬قتيلا‭ ‬بينما‭ ‬لقي‭ ‬ضابط‭ ‬برتبة‭ ‬عميد‭ ‬حتفه‭  ‬الخميس‭ ‬‮«‬بعدة‭ ‬طعنات‭ ‬قاتلة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬الشرطة‭. ‬ وفي‭ ‬نيويورك،‭ ‬أعرب‭ ‬الأعضاء‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬مغلق‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬دعمهم‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬مبعوث‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬إلى‭ ‬السودان‭ ‬فولكر‭ ‬بيرثيس‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لإجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬المكوّنين‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬سياسية‭ ‬حادّة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬مصادر‭ ‬دبلوماسية‭. ‬ وقال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬طالباً‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬هويته‭ ‬إنّ‭ ‬الجلسة‭ ‬‮«‬تخلّلتها‭ ‬أسئلة‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬والأعضاء‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬وهي‭ ‬كينيا‭ ‬والجابون‭ ‬وغانا،‭ ‬‮«‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬معارضة‭ ‬فعلية‮»‬‭. ‬ وقال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬آخر‭ ‬مشترطا‭ ‬بدوره‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬اسمه‭ ‬إنّه‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬‮«‬كان‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬واسع‭ ‬للمبعوث‭ ‬بيرثيس‭ ‬وجهوده‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬طُرحت‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬أيضاً‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬جعل‭ ‬العملية‭ ‬شاملة‭ ‬وكيفية‭ ‬ضمان‭ ‬مشاركة‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الرئيسيين‮»‬‭.‬ وأوضحت‭ ‬المصادر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬أنّه‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬أسهب‭ ‬الألماني‭ ‬بيرثيس‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬مقاربته‭ ‬للأزمة‭ ‬وسبل‭ ‬حلّها،‭ ‬مؤكّداً‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الطرفين‭ ‬نفسيهما‭ ‬يريدان‭ ‬مفاوضات‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‮»‬‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬حلّ‭ ‬الأزمة‭. ‬ وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرات‭ ‬الجديدة‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬محادثات‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬الفصائل‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تدخل‭ ‬الجيش‭. ‬ ويرفض‭ ‬الشارع‭ ‬السوداني‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬الحلول‭ ‬الوسط‭ ‬مصرا‭ ‬على‭ ‬مطلبه‭ ‬المتمثل‭ ‬برحيل‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬البرهان‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أرغموا‭ ‬البشير‭ ‬على‭ ‬الرحيل‭ ‬في‭ ‬2019‭. ‬ورغم‭ ‬صعوبة‭ ‬المهمة‭ ‬بسبب‭ ‬المواقف‭ ‬المتناقضة،‭ ‬تحاول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إعادة‭ ‬كل‭ ‬الفاعلين‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬السودانية‭ ‬إلى‭ ‬مائدة‭ ‬المفاوضات‭. ‬ وإذ‭ ‬أكد‭ ‬بيرثيز‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬اعتراض‮»‬‭ ‬مطلقا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العسكريين،‭ ‬فإن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الفصائل‭ ‬المدنية‭ ‬رفض‭ ‬فكرته‭. ‬لكن‭ ‬تجمع‭ ‬المهنيين‭ ‬السودانيين،‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بدور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬البشير،‭ ‬‮«‬رفض‭ ‬تماما‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬طلبت‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير،‭ ‬الكتلة‭ ‬السياسية‭ ‬المدنية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬ضمانات‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬‮«‬لإضفاء‭ ‬الشرعية‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العسكري‮»‬‭. ‬ وتعبر‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الذين‭ ‬ينزلون‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬رافعين‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تفاوض‭ ‬ولا‭ ‬شراكة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭. ‬ وفي‭ ‬مصر،‭ ‬الجار‭ ‬الشمالي‭ ‬للسودان،‭ ‬بدا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬يدعم‭ ‬مبادرة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬ وقال‭: ‬‮«‬الاستقرار‭ ‬لن‭ ‬يأتي‭ ‬إلا‭ ‬بالتوافق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الموجودة‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬كوننا‭ ‬لم‭ ‬نتحدث‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬هناك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬غير‭ ‬داعمين‭ ‬للحوار‭ ‬والتوافق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬القوى‮»‬‭. ‬ ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬اقناع‭ ‬الشارع‭ ‬السوداني‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الأممية‭. ‬ويقول‭ ‬عوض‭ ‬صالح‭ (‬62‭ ‬عاما‭) ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬بهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬مطلقا‭ ‬ولم‭ ‬يقل‭ ‬لنا‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬النقاط‭ ‬الواردة‭ ‬فيها،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬مرفوضة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬رفضا‭ ‬تاما‮»‬‭. ‬ وقبل‭ ‬الاجتماع‭ ‬قالت‭ ‬السفيرة‭ ‬البريطانية‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬باربرا‭ ‬وودوارد‭ ‬إنّه‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التطوّرات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬فإنّ‭ ‬‮«‬الديمقراطية‭ ‬باتت‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬المحكّ‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬مطالب‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬رأيناها‭ ‬بشغف‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حقّا‭ ‬أن‭ ‬تُدفن‮»‬‭.‬

مشاركة :