واشنطن - (وكالات الأنباء): حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس الماضي من أنّه لم تتبقّ سوى «بضعة أسابيع» لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، مؤكّداً أنّ بلاده «مستعدّة» للجوء إلى «خيارات أخرى» إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة إحياء هذا الاتفاق. وقال بلينكن في مقابلة مع إذاعة «أن بي آر» الأمريكية العامة «أعتقد أنّ أمامنا بضعة أسابيع لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة للامتثال المتبادل» ببنود الاتفاقية التي انسحبت منها بلاده في 2018 وتحرّرت من مفاعيلها بعد ذلك تدريجياً الجمهورية الإيرانية. وحذّر الوزير الأمريكي من أنّ المهلة المتبقّية للتوصّل إلى اتّفاق هي أسابيع فقط و«ليس شهور». وأضاف «الوقت ينفد منّا فعلاً» لأنّ «إيران تقترب أكثر فأكثر من اللحظة التي يمكن فيها أن تنتج، خلال فترة زمنية قصيرة جداً، ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي». من جانبه، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في باريس امس الجمعة أن اجواء المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي الدولي مع ايران باتت «أفضل» مما كانت عليه قبل عيد الميلاد، مشيرا الى «احتمال» التوصل الى اتفاق في فيينا. وقال بوريل إثر اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي إن «الاجواء افضل بعد عيد الميلاد. قبل عيد الميلاد كنت بالغ التشاؤم. اليوم اعتقد أن هناك احتمالا للتوصل الى اتفاق». وفي موسكو، أعلنت روسيا امس الجمعة أنها «متفائلة» بشأن المحادثات الدولية الهادفة إلى إحياء الاتفاق حول النووي الإيراني لافتةً إلى «تقدّم» أُحرز في هذه المسألة الحساسة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف «موقفي متفائل بالأحرى، هناك تقدّم حقيقي ورغبة حقيقية، بين ايران والولايات المتحدة، في فهم المخاوف الملموسة». وقال لافروف امس الجمعة «في فيينا، يتمتّع المفاوضون بخبرة عالية، يعرفون كلّ تفاصيل الموضوع». وأضاف «برأيي، إنّهم يحرزون تقدمًا جيدًا في الوقت الحالي. أطرق على الخشب. نعتقد أنّهم سيتوصلون إلى اتفاق». وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده الاثنين الماضي إن أجواء التفاؤل في محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني ناجمة عن إرادة كل المفاوضين التوصل إلى «اتفاق موثوق ومستقر». وأوضح خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي «ما يجري حاليا في فيينا هو نتيجة جهود من كل الأطراف الحاضرين للتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر». غير أن فرنسا اعتبرت الثلاثاء الماضي أن المحادثات «بطيئة جدًا»، فيما حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس الماضي من أنّه لم تتبقّ سوى «بضعة أسابيع» لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وحذربلينكن أيضاً من أنّ الإيرانيين يحرزون إنجازات في المجال النووي «سيصبح التراجع عنها صعباً أكثر فأكثر، لأنهم يتعلّمون أشياء ويقومون بأشياء جديدة بعدما كسروا القيود المنصوص عليها في الاتفاق» الذي أبرم في 2015 وفرض قيوداً على الأنشطة الذرية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على الجمهورية الإيرانية. وإذ أكّد أنّ التوصّل إلى اتّفاق في فيينا «سيكون النتيجة الأفضل لأمن أمريكا»، هدّد بلينكن بأنّه إذا لم تثمر مفاوضات فيينا اتفاقاً «فسنبحث في خطوات أخرى وخيارات أخرى، مرة أخرى، بالتنسيق الوثيق مع الدول المعنية». وأضاف «هذه هي بالضبط الخيارات التي نعمل عليها مع شركائنا في أوروبا والشرق الأوسط وما بعدهما. كلّ شيء في أوانه، لكن هذا كان موضوع عمل مكثّف في الأسابيع والأشهر الماضية»، في إشارة ضمنية إلى إمكانية تنفيذ عمل عسكري ضدّ الجمهورية الإيرانية. وأكّد بلينكن أنّ الأميركيين «مستعدون لأيّ من المسارين، ولكن من الواضح أنه سيكون أفضل بكثير لأمننا وأمن حلفائنا وشركائنا أن نعود» إلى اتفاق فيينا، «غير أنّه إذا لم نتمكّن من ذلك، فسنتعامل مع هذه المسألة بطرق أخرى». وتجري إيران مباحثات في فيينا تهدف الى إحياء الاتفاق المبرم العام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق العام 2018، بشكل غير مباشر في المباحثات.
مشاركة :